أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(30)















المزيد.....

حديث الروح(30)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 10:46
المحور: سيرة ذاتية
    


خاتمة المطاف
حديث الروح استدعاء صارخ ونداء حي مشوبان بترحيب تلمس في كل كلمة منه حرارة الصدق وقوة الإيمان بمثل ما تنطوي عليه من حرارة الألم المنطلقة من قسوة البواعث التي كونته وجعلت منه ذلك التل من الإطلال المطرزة كأنها بساط اخضر،بواقعها الشاخص بكل الأحاسيس والانفعالات والذي أصبح لشدة انسجامه وروعة تكامله وكأنه الإطار الذي لا يوجد بديلا عنه،وكأنه الصورة التي لا تتم إلا به،وحينما أتطلع اليوم بأفكاري بعيدا عنه او في البحث عن بديلا له اعتبره أمرا تافها وشيئا نابيا ،لذلك اعتبر حديث الروح هو الموقف والفعل الذي يوصل الى الفرصة المناسبة واللحظة الحاسمة التي تؤدي دورها وفعلها في ديناميكية الحياة المؤدية لمسيرة التاريخ وتقدمه وتطوره ويعتبر قرارا واختيار صادر من فعل الإنسان وذاته ،وبما إن كل كائن حي يولد وينشأ ويترعرع ثم ينمو ويشيخ ليصل الى آخر المطاف الى نهاية رحلته فان الموت يعتبر قرار واختيار لان بذرته تولد مع الإنسان وبذلك يصبح جزء من حياة الإنسان،لذلك على الإنسان أن لا يضيع فرصة الحياة واللحظة المناسبة من اجل العمل الحاسم والصالح والنافع للإنسانية،لأن للتاريخ قولته وسيبقى كل شيء محفور في ذاكرة الناس ومكتوبا في بطون الكتب وعلى منصة التاريخ التي تستعرض أمام الأجيال القادمة.
وبعد أن حل خريف العمر وأخذت أوراق حياتي بالذبول تتساقط الواحدة تلو الأخرى حتى كادت أن تكون جرداء تؤذيني وتؤلمني حتى نسمة الهواء العليلة وأصبحت احلق كالعاشق الولهان فوق الأطلال حين مست روحي لفحة من لفحات الإهمال والنسيان واختلطت الأوراق وأصبح الأبيض اسودا والأسود ابيضا فمس روحي الحنين وانتعشت بفيض الذكريات العذبة والمؤلمة فتركت العنان لخيالي ليسبح في عوالمه ليقول في حديث الروح ما تفيض به روحي عن تلك الغابة الوارفة والأطلال المطرزة كأنها بساط اخضر ،وتذكرت أبيات كانت تطربني وتشجيني في ساعات خلوتي عندما انصرف لاستعراض أيامي:
قد كنت اسمعها تشدو وتطربني واليوم تسمعني ابكي وابكيها
صحبتها من ضحى عمري وعشت لها أذوق شهد المعاني ثم اهديها
تبلى العظام ويبقى الفكر ممتثلا حتى نرد أليها يوم نحييها
ثم أكفكف دموعي واقطع زفرات آهاتي يحيطني الحزن والانكسار حينما ابحث عن أحلامي في غابة الذكريات التي أصبحت أحلام مستحيلة وأماني ضالة بعد أن اختلطت الأوراق وجعلت من ذلك البساط الأخضر ارض جرداء لا ماء فيها ولا عشب وأصبح ذلك الفكر الواعي والملتزم والذي تكون ونشأ وترعرع في أحضان الواقع المؤلم والحقيقة المرة والذي تكون من خلاله وجودي وذاتي وإنسانيتي،والذي من خلاله فهم نفسه وذاته الملتزمة التزاما أخلاقيا في عملية الصيرورة ،واعتبرته اختيار وقرار له قيمة لا متناهية حينما نطالع مقارنة مع محمد الجابري"كيف كانت الثقافة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي..فقد كانت ثقافتين..ثقافة استعمارية امبريالية..وثقافة تحررية وطنية..أما اليوم فالتصنيف الذي يريد تكريسه الواقعون تحت تأثير الايدولوجيا المعولمة هو ذلك الذي يجعل الثقافة صنفين..ثقافة الانفتاح والتجديد،وثقافة الانكماش والجمود،أي أن الأولى ثقافة التبعية والثانية ثقافة وطنية"فأصبحت غريبا بين ثقافة الانفتاح والتجديد وثقافة الانكماش والجمود،ورحت ابحث عن رفاقي في غابة الذكريات،وانشر تراب سجني في كل مكان،حتى الصلاة والتعبد في المحراب لم تصل أبدا بالرغم من أن المسافة بيني وبينه بدأت تذوب وتبتعد كلما أنظر إلى ذلك التل المنبسط اخضرارا متكاملا،فأصبح في قلبي بحرا تطفوا عليه شموع الناذرين نفوسهم،وذاب كما تذوب الشموع عندما تأكلها النار،وتذكره بالأيام الهاربة في آخر الزمان وكأنه زبد البحر الضارب في جرف الشواطئ،والعائد إلى لجة البحر وأمواجه العاتية وأعماقه السحيقة،حينما نرى ذلك الانحراف وتلك المتاهات فيصرخ تائها بين فواصل الزمن وتقلبات الأحداث واختلاط الأوراق واختلال الفصول وبالرغم من ذلك تبقى الأحداث مطرزة على صفحات الذكريات تثير الآلام والشجون والبهجة والأمل عندما تنتصب أمام هامات الرجال وتلك العقول النيرة والأفكار المتنورة بالوعي والمعرفة وأولئك الرجال العظام والتاريخ الخالد والزخم العظيم من الفكر المبدع الخلاق المكتوب بحروف من نور في صفحات التاريخ والذين امتلأت عقولهم بالفكر والمبادئ الخلاقة والعقائد الشريفة.
الآن وأنا اكتب خاتمة حديث الروح لابد من وقفة فيها نداء حي واستدعاء صارخ استذكر فيها أخي العزيز وصديقي الحميم محمد علي محيي الدين"أبو زاهد"لمواقفه النبيلة وجهوده التي لا تكل ولا تمل من تشجيع وحث ورفع معنوية ،وكذلك أحيي من كل قلبي مواقف مجلتنا المناضلة الشرارة وسعيها الدءوب ومواقفها الرصينة في نشر الفكر الماركسي الخلاق وحفاظها على التراث الخالد للشيوعيين العراقيين الذين قدموا اعز ما يملكون في الدفاع عن الوطن والذود عن المبدأ وحادوا بأنفسهم دفاعا عن شعبهم ووطنهم وفكرهم ومبادئهم الأصيلة وكانوا بحق الشموس التي تحترق لتنير الدرب للسالكين،متمنيا لها التقدم والازدهار ولمحرريها الاماجد وشغيلتها اصدق الود واسما مشاعر الإعجاب.
ولابد لي أن اذكر بفخر واعتزاز مواقف المناضلين المجاهدين الذين عبدوا الريق للأجيال الآتية،ورسموا بعرقهم الغد الجميل البسام ومواكب الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم أديم العراق وقاوموا بإباء وشمم السلطات العميلة من اجل تحقيق شعارنا التليد وطن حر وشعب سعيد.
ختاما أن حديث الروح ليس منطلق من الروح المثالية التي وصفها ماركس في فلسفته،وإنما هي آلام وشجون منصهرة ومعجونة بالوعي الفكري الخلاق المنطلق من الواقع الموضوعي الملموس والحقيقة المرة.
حديث الروح هو مزيج من الإرهاصات والانفعالات والمعانات التي انصهرت في بودقة الموقف والفعل الذي يتفاعل من خلال فعلها وتأثيرها حينما يكون عنفوانها ذا تأثير ينبع من الأعماق الوجدانية المتلظية بشواظ العنف الذاتي المتولد من الواقع المؤلم والحقيقة المرة ليتحول إلى هتاف الضمير،فيكون صداها صراخا في منعطفات الأعماق،ليتمرد على المألوف،ويخترق الظلام والحجب نحو فجر جديد.
حديث الروح شجون وآلام من وحي القلب وأعماق القلب الواعي المدرك لواقعه الموضوعي وترجمة للمشاعر الوجدانية المنطلقة من جميع مكونات الإنسان،لتخلق الإرادة والتصميم والموقف المناسب والفعل الناهض من أجل العبور بالعراق الموحد إلى شاطئ الديمقراطية والتعددية والفيدرالية والأعمار والبناء والمستقبل المشرق السعيد.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الروح(29)
- حديث الروح(28)
- حديث الروح(27)
- حديث الروح(26)
- لمن تنادي . . . و بمن تستغيث !! ؟
- ما هي الحقيقة (1-2)
- ما هي الحقيقة(2-2)
- العلاقة الجدلية بين المجتمع و الانسان
- ذكرى العيد الميمون الرابع و السبعين للحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع و حاجاته الضرورية
- حديث الروح(24)
- حديث الروح(25
- حديث الروح(23)
- حديث الروح(22)
- حديث الروح(21)
- حديث الروح(20)
- وحدة القوى الوطنية والمرحلة الراهنة
- حديث الروح(19)
- حديث الروح(7)
- حديث الروح(8)


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(30)