أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(23)















المزيد.....

حديث الروح(23)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 09:49
المحور: سيرة ذاتية
    


دراستي في سوريا
وفي أيلول 1965 قدمت أوراقي الى كلية التجارة جامعة دمشق فحصلت الموافقة على قبولي فيها وأسكنت في المدينة الجامعية (قسم داخلي) وفي تلك الأيام التقيت بالراحل حبيب العزاوي في دمشق ومعه الدكتور احمد العندليب الذي كان متزوجا سورية من مدينة دمشق ووالدها تاجر أقمشة في سوق الحميدية وشقيقها الدكتور عز الدين أستاذ الرياضيات في جامعة دمشق وكان يدرسنا الرياضيات في كلية التجارة وقد ساعدني كثيرا ولا زلت مدينا له بالكثير من الأفضال والمواقف التي سأتطرق لها في القادم من الذكريات،أما أصدقائي ومعارفي في الكلية والمدينة الجامعية فقد كانوا جميعهم من الأردنيين ما عدا شخص واحد كردي اسمه مصطفى وكان شيوعي في السنة الأولى كلية التجارة وقد عرفته من خلال النقاش والمحاورة مع الدكتور أستاذ كرسي الاقتصاد الذي كان يعلن انتمائه السياسي بكل صراحة بأنه ماركسي فكان مصطفى يحاوره ويناقشه مما يشير الى عمق معلوماته في الاقتصاد الماركسي ويدل على انتمائه السياسي وأصبح صديقي الحميم وحدثته عن زياراتي السابقة لدمشق وإقامتي في احد البيوت الكبيرة قرب الجامع الأموي وسوق الحميدية بعد عودتي من موسكو سنة 1957 ومشاركتي الشيوعيين السوريين في حفر الخنادق حول دمشق عندما أرادت تركيا وحلف بغداد شن الهجوم عليها واحتلال مدينة حلب السورية وتشكيل حكومة رجعية تطلب مساعدة حلف بغداد لإسقاط حكومة شكري القوتلي الديمقراطية وحدثته عن المهرجانات التي كانت يقيمها الحزب الشيوعي السوري في حي الأكراد وفعلا رافقني صديقي مصطفى الى الدار الكبيرة قرب الجامع الاموي ونظرت الى البوابة الخشبية الزخرفة وجدرانها السميكة ولكن بدا عليها علامات الشيخوخة والانهيار وهكذا هي الأيام دائبة في مسيرتها ويتغير فيها كل شيء،ثم توجهنا الى الساحة التي في حي الأكراد وكان بيتهم قريبا منها فالح علب بزيارتهم وتناول طعام الغداء معهم فلبيت دعوته بعد ممانعة فاستقبلني أهله بحفاوة وتقدير وتناولنا طعام الغداء سوية أنا ووالده وإخوته وجميعهم شيوعيين باستثناء والده الكريم الذي كان متعاطفا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وقد ذكرتهم بصديقي محمد بدوي صاحب فندق قصر النيل فعرفوه وقال لي مصطفى انه مثل والدي يتعاطف مع الديمقراطي الكردستاني ومعجب بالشيخ محمود الحفيد والملا مصطفى البرزاني ويعتبرهما من أبطال الكرد ودعاة الاستقلال والنهوض القومي،وغادرنا البيت أنا ومصطفى الذي ذهب معي الى موقف السيارات المتوجهة الى حيث اسكن في المدينة الجامعية فاشتريت من بوفية المدينة الجامعية الطعام وذهبت الى غرفتي في الطابق السادس وكان رقمها 601 وبدأت أراجع دروسي استعدادا لأداء امتحانات نصف السنة بساط اخضر لجماها وسحرها الخلاب وفيها قبر الصحابي الجليل حجر بين عدي وحينما أتناول طعامي أو خلال فترة استراحتي أو ضجري وحنيني الى أهلي ووطني وأحبائي أضع كرسي بجانب الشباك واترك العنان لخيالي ليسبح في تلك المناظر الخلابة وكنت خلال ذهابي الى دمشق اذهب الى سوق الحميدية الذي هو اكبر أسواق دمشق لزيارة الحاج والد زوجة الدكتور احمد العندليب الذي يمتلك اكبر محل لبيع أقمشة الستائر وكنت أجد في محله ولده الدكتور عز الدين فيجلبون لي المرطبات أو شراب الزهورات ،وكنت اجلس بجانب الدكتور فيسألني عن دراستي أو حاجتي للمساعدة لدى بعض الأساتذة إذا كنت ضعيفا في الدروس فكنت اشكره وعندما أودعهم وأغادر محلهم يسألني الحاج عن حاجتي الى المال أو أي شيء آخر،ولا زلت أذكر المواقف النبيلة لهذه الأسرة الكريمة التي وفرت لي الرعاية والعون وأمدتني بكل أسباب البقاء بما كانوا يبدون من عواطف نبيلة اتجاهي.
وفي احد الأيام وردني إشعار من المصرف وكان يقع في سوق الحميدية ،فذهبت الى محل الحاج الفاضل فترك محله ورافقني الى المصرف ودخلنا على المدير الذي رحب بالحاج وقدم له الإشعار فنادي على الموظف المسئول وطلب الحاج من مدير المصرف أن يفتح حساب توفير خاص باسمي لإيداع المبالغ التي تردني فيه وكان في وقتها يمنع فتح حساب أو توفير لغير السوريين ولكن تأثير الحاج وعلاقته بمدير المصرف جعله يتجاوز التعليمات وفتح لي حساب توفير وكان المبلغ المحول 400 دينار وهو يعادل 4100ليرة سورية وعندما احتاج الى النقود اسحب منها ما يكفيني وكانت عائلتي تحول لي سنويا 1200 دينار وكان المبلغ كبيرا يفيض على حاجتي لأنني كنت بعيدا عن كل مغريات الحياة ولا أمارس ما يمارسه لشباب من أمثالي واشعر إنني في مهمة دراسية وغاية نبيلة يجب انجازها بمسئولية وشعور عال وان أكون عند حسن ظن عائلتي التي بذلت الكثير من اجلي.
وقد أديت امتحانات نصف السنة وكانت إجاباتي جيدة وكنت اشعر بالسعادة والسرور والفرح يغمر قلبي واشعر بالرضا والقناعة عن مسيرة حياتي واستقرارها وتوفير جميع متطلباتها وخاصة بعد أن تعرفت على الحاج والد الدكتور عز الدين وما قدمه لي ومواقفه النبيلة وتوصياته واستفساراته عني ورعايته لي عند أساتذة الكلية وتعرفي على صديقي الحميم مص فكان صاحب السيارة اسمه ديدار والآخر مصطفى الذي اخبرني بعد نهاية الامتحانات بالتهيوء للقيام بسفرة جميلة وممتعة وتاريخية في منطقة ألحمه ذات المياه المعدنية وهذه المدينة السورية تقع في مثلث يحدها من الشمال بحيرة طبرية وإسرائيل ومن الجنوب المملكة الأردنية الهاشمية ولا تتم زيارتها إلا بموافقة القيادة العامة للجيش السوري لأنها منطقة عسكرية محظورة وطلب مني إعطاءه جواز سفري لان لديه معارف في القيادة السورية وسوف يحصل لنا على جواز مرور لزيارة هذه المدينة التي تقع عبر مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة قبل احتلالها من إسرائيل وبعد أيام وفي الصباح الباكر جاءت حسب الموعد سيارة صغيرة بيضاء اللون فيها ثلاثة أشخاص من ضمنهم صديقي مصطفى فركبت فيها وكنت احمل حقيبة فيها ما احتاجه من الملابس وعرفني على أصدقائه فكان صاحب السيارة اسمه دلدار والأخر اسمه محمد وهما من الإخوة الأكراد ومن أعضاء الحزب الشيوعي ووصلنا الى القنيطرة ظهر ذلك اليوم فجلسنا في احد المقاهي للراحة وتناول طعام الغداء الذي جلبه مصطفى من أهله وبعد ذلك واصلنا سفرنا عبر سلاسل من الهضاب ثم بدأت ترتفع حتى أصبحت جبال مرتفعة ووعرة وكنا نشاهد قوات الجيش السوري متخندقين في مواضعهم ودباباتهم في مواضع كبيرة ووقفنا عند احد المرتفعات قرب احد الضباط السوريين وكان يحمل ناظورا فقدمه لنا وأخذنا ننظر من خلاله الى منخفض واسع تقع فيه بحيرة طبرية وكنا نشاهد ذلك البساط الأخضر الكبير تخترقه الشوارع وينتشر فيه المزارعين ورأينا المزارع الكبيرة التي تسقى بواسطة الرش بالأنابيب وكانت تصب في بحيرة طبرية بعض الروافد الصغيرة التي تنبع من جبال الجولان ومن جبال تقع في الأراضي الأردنية كما شاهدنا البلاجات الكثيرة على سواحل البحرية والناس الكثيرين الذين يمارسون السباحة وهم يرتدون المايوهات والشورتات القصيرة فسلمنا على الضابط السوري شاكرين له تعاونه معنا وواصلنا مسيرتنا إلى مدينة ألحمه فوصلناها في الرابعة عصرا وكانت عبارة عن بيوت قليلة متفرقة ذات طابق واحد وقديمة ولكنها مشيدة من الطابوق وفيها شارع واحد مبلط أما باقي الطرقات فإنها مهملة وفيها مقهى واحد ومطعم واحد أو اثنين وكان الزوار قليلين جدا وقسم منهم قدموا من الأردن للمعالجة والشفاء بالمياه المعدنية وفيها خمسة عيون مختلفة المياه والأنواع وسكنا في بيت يتكون من طابق واحد مشيد بالطابوق وفيه غرفتين بمنافعها وكانت المنطقة موحشة جدا لتطبيق منع التجول بعد الساعة الرابعة فكنا مضطرين لملازمة البيت وقضينا الوقت بلعب الطاولي والدومينوا والفضل لصديقنا دلدار الذي جلبهما لمعرفته بطبيعة الأمور وكنا نذهب الى الحمامات المعدنية بعد تناول الفطور أو الغداء وكان الطعام والفاكهة والشاي والسكر قد جلبهما أصدقائي معهم حتى أجرة السكن قاموا بدفعها ولم يسمحوا لي بدفع ليرة واحدة وقضينا ليلتين في المدينة وفي اليوم الثالث غادرنا مدينة ألحمه عائدين الى دمشق فوصلناها عصر ذلك اليوم فأوصلوني الى المدينة الجامعية وذهبوا الى دورهم.





#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الروح(22)
- حديث الروح(21)
- حديث الروح(20)
- وحدة القوى الوطنية والمرحلة الراهنة
- حديث الروح(19)
- حديث الروح(7)
- حديث الروح(8)
- حديث الروح(9)
- حديث الروح(10)
- حديث الروح(11)
- حديث الروح(12)
- حديث الروح (13)
- حديث الروح(14)
- حديث الروح(15)
- حديث الروح(16)
- حدسث الروح(17)
- حديث الروح(18)
- حديث الروح(6)
- حديث الروح(1)
- حديث الروح(2)


المزيد.....




- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعتقل 4 مواطنين و9 إثيوب ...
- اجتياح إسرائيل لرفح قد يكون -خدعة- أو مقدمة لحرب مدمرة
- بسبب استدعاء الشرطة.. مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للت ...
- روسيا تستهدف منشآت للطاقة في أوكرانيا
- الفصائل العراقية تستهدف موقعا في حيفا
- زاخاروفا: تصريحات المندوبة الأمريكية بأن روسيا والصين تعارضا ...
- سوناك: لندن ستواصل دعمها العسكري لكييف حتى عام 2030
- -حزب الله-: مسيّراتنا الانقضاضية تصل إلى -حيث تريد المقاومة- ...
- الخارجية الروسية: موسكو تراقب عن كثب كل مناورات الناتو وتعتب ...
- -مقتل العشرات- .. القسام تنشر فيديو لأسرى إسرائيليين يطالبون ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(23)