أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(9)














المزيد.....

حديث الروح(9)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2205 - 2008 / 2 / 28 - 10:40
المحور: سيرة ذاتية
    


مقطع حديث الروح
انتخابات عام 1954
كان للانتصارات العظيمة التي حققها الاتحاد السوفيتي،والتي أدت إلى حدوث انعطاف كبير في ميزان القوى العالمي وتطورها لصالح المعسكر الاشتراكي،وإعلان الاتحاد السوفيتي امتلاكه للقنبلة الذرية،وتحقيق تقدم ونجاحات باهرة في الجانب الاقتصادي،كان لها أن تخلق قوة دفع وحيوية ونشاط وعنفوان ثوري لدى الشعوب المضطهدة والمظلومة،فتطورت الحركات العمالية والثورية في الكثير من البلدان الرأسمالية،وتحالفت مع حركات التحرر في الأقطار المستعمرة،كما تطورت حركات التحرر الوطني في أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية،وقد سجل الشعب الفيتنامي البطل انتصاره التاريخي على الامبريالية في معركة(ديان بيان فو) وتنامت حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر والمغرب وتونس،واسقط الشعب المصري النظام الملكي الفاسد وأقام جمهوريته،فألهبت هذه التطورات مشاعر الشعوب العربية،فعمقت من نضالها ضد الحكومات العميلة المرتبطة بالاستعمار بمعاهدات وأحلاف عسكرية لا تنسجم ومصالح الشعوب وإرادتها في التقدم والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة.
لقد أثارت التطورات والوعي الثوري الرعب والخوف في الدول الاستعمارية وعلى رأسها أميركا،فشعرت بما يهدد مصالحها،فلجأت إلى المشاريع والأساليب الهادفة لمحاربة حركات التحرر والقضاء ليها للحفاظ على ديمومتها وبقائها،بعد أن أضعفت من دور الحليفين بريطانيا وفرنسا،فنشرت شبكة واسعة من القواعد الحربية والأحلاف العسكرية لمحاصرة وتهديد المعسكر الاشتراكي ،الذي بدء يتنامى بفضل السياسة الرشيدة التي انتهجتها القيادة السوفيتية في مساعدة حركات التحرر،فبدأت بمشروع مارشال الهادف إلى مساعدة الدول الأوربية التي دمرت الحرب العالمية الثانية بنيتها التحتية،لإنعاش اقتصادها،وقدمت لها المساعدات الاقتصادية والعسكرية والأمنية،وبعد أن فشلوا في فرض مشروعهم العدواني(مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط)الذي أفشلته إرادة الشعوب العربية،لجئوا إلى إقامة حلف عدواني جديد من تركيا وباكستان،وكان فاضل الجمالي رئيسا للوزراء،فبذلوا الجهود المضنية لإقامة مشروع سوريا الكبرى،وفي عهده عطلت الصحف واعتقل المواطنون بالمئات وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب،وأطلق العنان لدوائر التحقيقات الجنائية في مداهمة الدور والاعتقال الكيفي للمواطنين،ولكن هذه الموجة الإرهابية لم تثني الشعب عن النضال والكفاح،ورغم هذه الظروف التعسفية عقد المؤتمر الأول لأنصار السلام في العراق،وأصدر المؤتمر جملة من التوصيات والقرارات لتعزيز السلم العالمي،فاستقالة وزارة الجمالي وكلف ارشد العمري بتشكيل الوزارة،فقابلتها الأحزاب الوطنية بالرفض لأن إعمال هذا الرجل زاخرة بالعداء للشعب والحريات الديمقراطية،ومما قاله الخطيب المرحوم محمد علي اليعقوبي عند تشكيل الوزارة:
قالوا الوزارة شكلت برآسة العمري أرشد
فاستقبل الناس الوزارة بالصلاة على محمد
وفي حينها رأت القوى الوطنية العاملة في الساحة العراقية توحيد جهودها في جبهة واحدة لمواجهة التحديات الجديدة،وتم التوصل لتشكيل جبهة وطنية للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي كانت على الأبواب،واتفقت على برنامج موحد تضمن الكثير من النقاط التي تصب في المصلحة العراقية،وضمت الجبهة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال،ولم يدخل الحزب الشيوعي باسمه الصريح بسبب خشية القوى المشاركة بالجبهة لأن الحزب لا يمتلك حق النشاط العلني ،فشارك تحت عناوين مهنية،وكان لقيام الجبهة وانعقاد المؤتمر التأسيسي لحركة السلم العراقية أثره في بلورة تيار له تأثيره في الشارع العراقي،وقد رشح عن لواء الحلة الشخصية الوطنية العلامة الشيخ عبد الكريم الماشطة،فكان لجماهير المحافظة دعمها الكامل لشيخها الجليل،وتبنى الحزب الشيوعي العراقي النشاط الانتخابي،وقام المناضلين الإبطال بالكتابة على الجدران وتوزيع البيانات وكتابة اللافتات وإقامة التجمعات والاحتفالات،وكان الوقت صيفا فحدث تجمع كبير في بيت الشيخ الماشطة حضره الشهيد صفاء الحافظ وألقى فيه كلمة مؤثرة قوطعت مرات عديدة بالتصفيق والهتاف،كما عقد اجتماع جماهيري في دار المرحوم الحاج عبد اللطيف محمد مقابل حديقة النساء وألقى فيه الفقيد سليم حسن تقو خطابا مؤثرا لا زلت أتذكره وكان بعنوان لمن تعطي صوتك يا ناخب،وفي احد الأمسيات خرجت مظاهرة ضخمة تقدمها الشيخ الماشطة والراحل عبد اللطيف محمد والراحل الأستاذ حميد الوهيب والراحل حميد سعيد وشخصيات كثيرة من وجوه الحلة وأعيانها،وكنت أشاهد سليم حسن تقو يسير مع الرجال الشجعان من أبناء محلة الجامعين المرحوم عبيد ابو غريبة وبرهان وأبو عبيس وغيرهم،وهم يشكلون طوقا لحماية الشيخ عبد الكريم الماشطة والشخصيات الوطنية التي كانت معه،وحدثت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة،وقد أحيل الشيخ الماشطة إلى المحاكمة،وفي يوم المحاكمة احتشدت في قاعة المحكمة وحواليها الجماهير الشعبية لمعرفة النتائج وكنت وقتها بينهم،وحضر مجموعة من المحامين العراقيين من بغداد والحلة وشاركوا في الدفاع عنه،كان بينهم حسين جميل ومظهر العزاوي والشهيد توفيق منير ومن الحلة أتذكر الأستاذين حمزة الزبيدي ومصطفى النائب،وكان الحاكم المرحوم فريد فتيان فقرأ لائحة الاتهام وكنت انظر إليه وقد خرج اللعاب الأبيض على شفتيه لطول اللائحة واستمر في تلاوتها لأكثر من نصف ساعة،ثم أعلن عن استراحة خرجت بعدها هيئة المحكمة لتصدر قرارها ببراءة الشيخ مما نسب إليه،فارتفعت في القاعة الهتافات والتصفيق،وأقام المرحوم عبد اللطيف محمد مأدبة غداء للمحامين والضيوف وبعض الشخصيات.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الروح(10)
- حديث الروح(11)
- حديث الروح(12)
- حديث الروح (13)
- حديث الروح(14)
- حديث الروح(15)
- حديث الروح(16)
- حدسث الروح(17)
- حديث الروح(18)
- حديث الروح(6)
- حديث الروح(1)
- حديث الروح(2)
- حديث الروح(3)
- حديث الروح(4)
- حديث الروح(5)
- العراق الجديد و الإنسان المهمش
- الديمقراطية و التنمية البشرية
- من يحسم جدل نهاية التاريخ ... الاشتراكية أم صدام الحضارات ؟
- الديمقراطية والتجديد ركنان أساسيان في النظرية الماركسية
- خاتمة المطاف


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(9)