أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(7)















المزيد.....

حديث الروح(7)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 09:27
المحور: سيرة ذاتية
    


أساليب العمل الحزبي

وقد أجازت السلطة الملكية تأليف الأحزاب السياسية ،وسمحت لها بالنشاط العلني باستثناء الحزب الشيوعي العراقي،الذي قدم طلبا بأسم حزب التحرر الوطني ألا أن الداخلية لم تسمح بأجازته وأجازت الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الأحرار وحزب الشعب وحزب الاستقلال والاتحاد الوطني،،وتمتعت الأحزاب المجازة بحقها في ممارسة العمل العلني وناضلت وفق برامجها وأساليبها ونشطت ضمن إطار القوانين بينما كان الحزب الشيوعي المحروم من حق التمتع بالنشاط العلني يلعب دورا بارزا ليس في الدعاية والتحريك فحسب بل يتصدر جميع النشاطات الجماهيرية والسياسية والنقابية،ولم يقتصر نشاط الحزب على إصدار البيانات والنشرات السرية،وإنما استثمر كل الإمكانيات العلنية،وقد لعب دورا فعالا في نشر الوعي الفكري والتثقيف بأهم المواضيع الحيوية للحركة الوطنية الديمقراطية،وقد جسدنا نشر برنامج الحزب وشعاراته وأفكاره من خلال الكتابة على الجدران،فكنا نحمل علب البوية الحمراء،ونكتب الشعارات في الساحات العامة على الجدران وبخط واضح أو على جدران المدارس،وكنت في العقد الخمسيني من القرن الماضي أحمل علبة البوية الحمراء،وكان الأستاذ محمد عبس أو مهدي الرهيمي يقف في مكان بعيد لمراقبة الطريق خشية قدوم رجال الأمن،وكنت أكتب على الجدران متنقلا من مكان الى آخر على طول الشوارع في المنطقة التي ضمن مسؤوليتنا،ليطلع عليها أكبر عدد ممكن من المواطنين،كما كنت ومعي الأستاذ محمد عبيس نعمل قطع قماش مثلثة الشكل مربوطة من الطرفين بواسطة خيوط متينة،ومكتوب عليها شعارات الحزب ونرميها على أسلاك الكهرباء المرتفعة فتبقى معلقة يقرأها الكثير من الناس،لصعوبة إنزالها من مكانها المرتفع إلا بعد إطفاء الكهرباء،وجلب سلم طويل للوصول إليها،وفي أحد الأيام كان معي الراحل جعفر الماشطة وذهبنا ليلا عن طريق البساتين التي هي الآن متنزه الشعب،الى ثانوية الحلة للبنين الكائنة في حي القاضية،وكانت بعيدة آنذاك عن البيوت السكنية وتعتبر من أطراف مدينة الحلة،واستطعنا العبور لساحتها الداخلية،وكنت ضعيف البنية فحملني على كتفه وتسلقت السياج وقفت على حاشيته فوق الشبابيك ملأت الجدران التي تشرف على الساحة الداخلية بالشعارات وفقرات البرنامج وأهداف الحزب الشيوعي،ومن أساليب الدعاية التي كنا نعتمدها،إلصاق المنشورات والبيانات بأعمدة النور وأمام المدارس وفي الساحات العامة،وفي أحد الأيام كنت مع الراحل صاحب جاسم حمادي الحسن،وكان واجبي مراقبة المكان ،وهو الذي يقوم بإلصاق المناشير،وكان يخفي وجهه بكوفية،وبدء عمله للصق أحد البيانات في الشارع العام بجوار حديقة النساء قرب المتوسطة المركزية،فقفز رجل أمن كان مختبئا في حديقة النساء خلف أشجار النارنج،وأمسك بالمرحوم صاحب،وكان الرجل أسمه الحاج عباس وأزال الكوفية عن وجهه فعرفه،فأخذ المنشورات من يده وأطلق سراحه وقال له أذهب الى أهلك فادا أخذتك الى شرطة الأمن فكيف أواجه والدك أو أقاربك وهم أصدقائي،وكنت مختبئا في الطريق العام قرب بيت المرحوم الحاج عبد اللطيف،وأراقب ما حدث فجاء صاحب نحوي وغادرنا المكان الى بيوتنا،وقد أخبر شرطي الأمن والد صاحب وطلب منه منعه من المشاركة في هذه النشاطات،وقد أخبرني المرحوم بذلك.
وكنا نتبع طرق وأساليب جديدة في النشر والتوزيع،منها التوزيع بواسطة الطيور،فقد كنا نجلب مجموعة من الطيور البيضاء عن طريق رفاقنا ومعارفنا وأصدقائنا الذين نثق بهم من منطقة تقع جنوب الحلة ونأتي بمجموعة منشورات ونطويها جيدا ثم نبرمها ونلفها بخيط ونضع في الخيط الذي يربط المنشورات سيكارة روثمان ونربط المنشورات بأرجل الطيور،ونضعها في صندوق من الكارتون،واضعها خلفي على (سوباية)دراجتي الهوائية(البايسكل)وأذهب بها الى منطقة بعيدة عكس مكانها (أي شمال الحلة)وأخرجها واحدا بعد الآخر وأشعل سيكارة الروثمان وأطلقها فترتفع في الهواء،وفي كل مرة أضع أربعة طيور وأطلقها فترتفع هذه الطيور في السماء وحينما تصل جمرة السيكارة الى الخيط ينقطع فتنتشر المنشورات في الجو،وبعد دقائق تبدأ بالسقوط على البيوت أو الشوارع،وكنا نختار الطيور البيضاء لعدم أمكانية معرفة عائديتها،ولصعوبة التمييز بين الطيور البيضاء والأوراق من ارتفاع شاهق،وبعد أيام نعيد المحاولة فتكون الطيور من شمال الحلة لتطلق في جنوبها,أو من شرقها الى غربها وهكذا.
ورغم أعدادنا القليلة إلا أن أفعالنا أكبر حجما وأكثر فاعلية وتترك أثارها،ولها الوقع المميز في النفوس،وترفع من معنويات الجماهير التي تقيم وتثمن الدور الرائع الذي نلعبه في سوح النضال والشرف،وتعرف مدى قوتنا وجسارتنا وشجاعتنا بالأقدام على أكثر الأعمال أثارة،فكنا نقوم بالمظاهرات وننطلق من الأماكن التي يتجمع فيها الفلاحين صباحا في نهاية الصوب الصغير،فيخرج أحد الأشخاص الذي يرتدي الزي ألفلاحي اللافتة التي يخفيها تحت عباءته ،ونبدأ بالهتافات التي هي مطالب شعبية وجماهيرية،وهي تمس حياتهم في الصميم فتشارك الجماهير فيها،لتتوسع المظاهرة ويتكاثر أعداد المشاركين فيها ممن يأخذهم العزم والحمية الوطنية وفي أحدى هذه المظاهرات كان مدير شرطة الحلة "حسب ما علمت فيما بعد"في زيارة الى علي حربة وجالسا في مكتبه الواقع في الجانب الصغير الذي انطلقت منه المظاهرة،وكنا نهتف ونسير الى أمام،فجاء مدير الشرطة مع علي حربة فتقدم نحوه المناضل الجسور الفقيد حمد جويد الربيعي ووضع يده على صدره ودفعه فوقع مدير الشرطة على الأرض،فداهمتنا الشرطة وفي أيديها العصي الغليظة،فتفرقنا في أزقة (درابين) المنطقة،واختلطنا قسم منا مع الفلاحين الذين يملئون السوق،وبين الناس المحتشدة في المكان،وقد علمت أنهم القوا القبض على الراحل حمد جويد الربيعي.
وفي أحدى المظاهرات تجمعنا وخرجنا من منطقة باب المشهد،أمام مستشفى الولادة حاليا،وكان هناك سوق يتجمع فيه الكثير من الناس صباحا لشراء الفواكه والخضر،وسارت المظاهرة مسافة مئة متر،عندما داهمتنا الشرطة،فتفرقنا في الأزقة الملتوية في محلة الجامعين ،وكان الناس يقدمون لنا المساعدة ،ويرشدون الشرطة الى أماكن بعيدة عن تواجدنا فاتحين بيوتهم ألينا،وقد اختبأت وقتها في دار المرحوم جليل مبارك وشقيقه محمد اللذين كانا معنا في المظاهرة،وفي المساء غادرت البيت الى أهلي سالكا الطرق والدروب البعيدة عن السوق حتى لا يراني الشرطة السرية اللذين كانوا يبحثون عنا،وفي المظاهرة الأخرى انطلقنا من منطقة الجبل المزدحمة بالناس واخترقنا سوق العلاوي،وشاهدت والد الأستاذ رضا شويلية يأتي الى المظاهرة ليمنع ولده من المشاركة بها،ولكن الأستاذ رضا رفض طلب والده وأستمر بالتظاهر حتى مجيء الشرطة،حيث تفرقنا في أزقة المنطقة،واختلطنا بالناس دون أن تتمكن الشرطة من إلقاء القبض على أحد المتظاهرين.
وعندما كنت في السادس الابتدائي استطعت أن اكسب الى صفوف الحزب ثلاثة من زملائي الطلبة وهم الأستاذ قاسم محمد عبود العطية والأستاذ حسن عبيد اليساري وإبراهيم مخيلف اليساري،وكانت علاقتي جيدة مع أساتذتي،وكانوا يبادلوني الاحترام لمعرفتهم بانتمائي للحزب الشيوعي،وخاصة الأستاذ الجليل خضر عبد الجبار العاني المنحدر من عائلة تقدمية في مدينة عانه،وكذلك الأستاذ الفاضل الذي أدعوا أن يمد الله في عمره(يوسف عبد الكريم الطاهر) وهو أبن أخ الدكتور علي جواد الطاهر،وكانت علاقتي بوالده الحاج عبد الكريم الذي يمتلك محلا لبيع المواد الغذائية في سوق أسطا جابر،وكنت أزوده بالبيانات والمناشير الصادرة عن الحزب،وجريدة القاعدة،وكان يعطيني التبرعات،وكذلك المرحوم جعفر قنبر الفيلسوف والعبقري الذي يبيع المواد العطارية في بداية سوق الهندي مقابل سوق الصفارين،ويعلم بذلك ولده الأستاذ سعيد جعفر،الذي يمتلك الآن أستوديو للتصوير في أحدى عمارات شارع أبو القاسم،وكذلك المرحوم فاضل كنعان الربيعي الذي كان أديبا ومثقفا وعلمانيا ويعمل في علوة المخضرات مع أبن خالي المرحوم وهاب الرهيمي،إضافة الى صديقي هاشم جابر شقيق الفنان المعروف سعدي الحلي،وكذلك خضير عباس المصطاف (أبو أسيا).



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الروح(8)
- حديث الروح(9)
- حديث الروح(10)
- حديث الروح(11)
- حديث الروح(12)
- حديث الروح (13)
- حديث الروح(14)
- حديث الروح(15)
- حديث الروح(16)
- حدسث الروح(17)
- حديث الروح(18)
- حديث الروح(6)
- حديث الروح(1)
- حديث الروح(2)
- حديث الروح(3)
- حديث الروح(4)
- حديث الروح(5)
- العراق الجديد و الإنسان المهمش
- الديمقراطية و التنمية البشرية
- من يحسم جدل نهاية التاريخ ... الاشتراكية أم صدام الحضارات ؟


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(7)