أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(27)















المزيد.....

حديث الروح(27)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 12:47
المحور: سيرة ذاتية
    


السفر للعلاج
كان الدكتور الجيكي شنيفر يتواجد في مستشفيات براغ في الشهر العاشر لسفره في موسم الصيف إلى الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية للدراسة والاطلاع على آخر المستجدات العلمية في جراحة الإذن،فسافرت في الشهر العاشر وكان يعقد في بغداد ذلك الوقت مؤتمر القمة العربي فوصلت براغ مساء احد الأيام واستاجرت سيارة أقلتني الى البيت الذي ساسكن فيه بعد إن أعطيت العنوان إلى السائق وتكلمت مع صاحبته العجوز ببعض الكلمات الانكليزية ولغة الإشارات العالمية فعرفت إني مرسل من قبل المرحوم الراحل صبري مصلح الدين فرحبت بي أجمل ترحيب وجلبت لي القهوة وأسكنتني في إحدى غرف شقتها،وبعد ان أخذت قسطا من الراحة استأجرت سيارة أقلتني إلى الشقة التي يقيم فيها الرفيق مفيد الجزائري ورافقني السائق حتى باب الشقة التي كانت في الطابق الثاني من العمارة،فطرقت الباب ففتحها لي الأستاذ مفيد ورحب بي ودعاني للدخول فجلست معه وجلب لي المرطبات وشعرت انه لم يعرفني لأنه افترق عنا منذ سنة 1958 وألان نحن في سنة 1979 فأخذت اذكره فقام وقبلني واخذ يسألني عن الرفاق والأصدقاء واستعرضنا ذكرياتنا في مقهى الكشمشية وأيام النضال التليد واجتماعاتنا في دارنا مع المرحوم جبار شويلية وآخرين وآخذنا باستذكار الرفاق والأوضاع آنذاك وكان معي كتابين عن مهرجان المربد فأهديتهما له،وسألني عن سبب قدومي فشرحت له مرضي وقدومي للتداوي لدي الدكتور شنيفر،فطلب مني المبيت عنده تلك الليلة فأخبرته بمكان سكني وأعطيته العنوان فاتفقنا على الذهاب أليه في دار إذاعة براغ لمرافقتي لعيادة الدكتور شنيفر ،ثم ودعنه وعدت الى شقتي لأخذ قسطا من الراحة بعد وغثاء السفر ونمت حتى الصباح الباكر حيث استيقظت بحدود الثامنة فارتديت ملابسي وتناولت فطوري وتوجهت الى دار إذاعة براغ فدخلت الاستعلامات وطلبت الأستاذ مفيد الجزائري وبعد قليل جاءني وذهبنا الى إحدى المستشفيات فدخل وكان يتكلم الجيكية بطلاقة ودخلنا على احد الأطباء المختصين بإمراض الإذنين وذهبنا وعدنا في اليوم التالي لأخذ الصور الإشعاعية ثم ذهبنا الى الدكتور شنيفر فاجري الفحوص المختلفة وقرر إجراء العملية لأذني اليسرى بحيث يستبدل القنوات والأعضاء التالفة والمنتهية بأخرى بلاستيكية وحسب تكاليف العملية فكانت خمسة آلاف دولار باعتباري شخص أجنبي وليس مواطنا جيكيا او مقيم في جيكوسلوفاكيا فان المعالجة الطبية لهم مجانا وكان معي ثلاثة آلاف دولار فتكلم الأستاذ مفيد مع الدكتور بعد أن شاهد نتائج فحوصات أذني وغادرنا المستشفى وكان الأستاذ مفيد متألم جدا واخبرني بأنه سيقترض لي باقي الملك إضافة لما يمتلكه حتى يصبح المبلغ كافيا لإجراء العملية وعودتي الى العراق وفي مساء ذلك اليوم ذهبت الى شركة الخطوط الجوية العراقية وكانت بطاقة السفر ذهابا وإيابا وحجزت للعودة الى بغداد عن طريق صوفيا عاصمة بلغاريا وقضيت فترة أسبوع مع الأستاذ مفيد وغادرت براغ الى صوفيا وبقيت مدة أسبوع هناك وخلال وجودي فيها راجعت بعض الأطباء الأخصائيين ولم يكونوا بمستوى الأطباء في جيكوسولفاكيا،وعدت الى العراق وكنت قد نقلت في تلك الفترة من مصرف الرافدين الى المصرف العقاري فرع الحلة وجاء الى الحلة الدكتور الاختصاص في الأنف والإذن والحنجرة صباح محمود العقيلي الذي كان صديقا حميما للأستاذ الصيدلي عزيز عبد اللطيف مطلب فرافقني إليه وأجرى الفحوصات اللازمة وارتأى اجراء عملية جراحية في الإذن اليسرى في مستشفى الحلة الجراحي وقد ساعدتني الدكتورة الروسية الفاضلة نتانيا ربيع زوجة الدكتور الشهيد عادل ربيع بتقديم جهاز الناظور لإجراء العملية وعندما انتقل الدكتور صباح الى مستشفى مدينة الطب في بغداد اجري لي عملية أخرى في الإذن اليسرى وقد فشلت أيضا لأسباب منها المدة الطويلة التي انقضت على الإصابة مما أدى الى تلف بعض الأعصاب والأعضاء الأخرى مما يستدعي إجراء عملية بأجهزة متطورة في أوربا او أميركا لتبديل تلك الأعضاء التالفة فتركتها لعدم تمكني من ذلك مما أدى ويؤدي حتى الآن الى مضاعفات وألام ودوار وغيره من المنغصات والمزعجات إضافة لعدم سماعي ما يقال أما الإذن اليمنى فان سمعها ضعيف جدا إضافة الى الطنين والأصوات المزعجة التي اشعر بها والذوي بسبب تمزق الطبلة وإعادة ترقيعها واستعمل الآن سماعة للإذن اليمنى لمساعدتي في السماع أهداها لي متفضلا الرفيق الدكتور علي إبراهيم حيث جلبها لي من هولندا مشكورا.
بعد توقيع ميثاق الجبهة والتقارب بين البعث والحزب الشيوعي حدثت الكثير من التطورات التي يعرفها الجميع وليس بالإمكان الآن استعراض تاريخ تلك الفترة وإرهاصاتها إلا أني سأتناول البعض الذي لي فيه حضور او يستوجب الذكر لإغفاله من قبل الآخرين فعندما قام عيسى سوار بقتل الطلبة الشيوعيين القادمين من موسكو بعد إنهاء دراستهم صدرت جريدة طريق الشعب منددة بالجريمة النكراء التي أقدم عليها الحلفاء الكورد وصادف ذلك أربعينية الإمام الحسين(ع) وفي تلك المناسبة تنطلق المواكب من كافة المدن العراقية لتتجمع في كربلاء وتنطلق في اليوم الأربعين لاستشهاده،وكنا نشارك فيها بفاعلية لما للإمام الحسين من مواقف في مقارعة الظلم والاستبداد وتخليدا للموقف البطولي الرائع لآل بيته وأصحابه الميامين،وكان موكب عزاء العباسية في كربلاء من أكثر المواكب الحسينية شهرة واقتدارا على مقارعة الظلم ويقوم بإدارته الشباب الكر بلائي الشيوعي إسهاما منهم في هذه الذكرى الأليمة وكان الرواد يد والشعراء من خيرة الشيوعيين المناضلين الذين يحضون باحترام وتقدير الجماهير من كل مكان لذلك كانت الوفود القادمة الى كربلاء تنتظر بترقب خروج موكب العباسية الكبير وفي ذلك العام خرج الموكب منددا بالجريمة النكراء التي أقدم عليها المجرم عيسى سوار وأتذكر احد الردات التي يرددها المشاركون :
عيسى اشكثر سافل اعدم كم مناضل
أهل المطرقة وأهل المناجل عيسى شكثر سافل
وقد اضطر الأكراد أمام إصرار الحكومة على عدم تحقيق اتفاقيات بيان 11 آذار الى حمل السلاح من جديد مما دفع صدام الذي كان نائبا آنذاك ويدير الأمور من وراء ستار وهو بمثابة الحاكم الفعلي الى الاتفاق مع شاه إيران في اتفاقية الجزائر عام 1975 والتي أعيد بموجبها ترسيم الحدود مجددا وأعطى لإيران تنازلات مجحفة في شط العرب والأراضي الحدودية الأخرى مما جعل الشاه يقطع طرق العبور على الثوار الكرد وما حدث من قتل وتهجير وترحيل للعوائل الكردية،وبعد تصفية المقاومة الكردية التفت صدام لحلفائه الآخرين وبدء بالتجاوز على الاتفاقيات السابقة مما اضطر الحزب الشيوعي الى إلغاء التحالف والعودة للعمل السري وقد أدى التراجع غير المنظم الى خسائر فادحة أضرت بالحزب،وراح ضحيتها ألاف المناضلين فيما اضطر آخرين الى التغرب والهجرة لمواصلة النضال وإسقاط الدكتاتورية الرعناء،وبعد ذلك قام صدام بإلغاء اتفاقية الجزائر وشنت قواته هجومها على الجارة إيران مما أدى الى قتل وتهجير مئات الآلاف من المواطنين،وطبق صدام سياسته الشوفونية من ليس معنا فهو ضدنا فحاول بشتى الوسائل تسقيط المناضلين والوطنيين الشرفاء وإجبارهم على الانتماء لحزبه العميل،وكنت كما بينت سابقا أن علاقتي كانت فردية بالرفيق معن أبو حاتم وأتردد على مقر الحزب في الإبراهيمية،وكذلك مع الرفيق الشهيد كامل نعمة ،وقد اضطر الرفيق أبو حاتم الى الهجرة فيما اعدم النظام ألصدامي الشهيد كامل،فقامت السلطة بتبعيث كل من لم يكن بعثيا،وأجبرت الكثير من الشيوعيين على الانتماء لحزبها العميل وجعلتهم في خلايا خاصة أطلقت عليها الصف الوطني،



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الروح(26)
- لمن تنادي . . . و بمن تستغيث !! ؟
- ما هي الحقيقة (1-2)
- ما هي الحقيقة(2-2)
- العلاقة الجدلية بين المجتمع و الانسان
- ذكرى العيد الميمون الرابع و السبعين للحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع و حاجاته الضرورية
- حديث الروح(24)
- حديث الروح(25
- حديث الروح(23)
- حديث الروح(22)
- حديث الروح(21)
- حديث الروح(20)
- وحدة القوى الوطنية والمرحلة الراهنة
- حديث الروح(19)
- حديث الروح(7)
- حديث الروح(8)
- حديث الروح(9)
- حديث الروح(10)
- حديث الروح(11)


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(27)