أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(25















المزيد.....

حديث الروح(25


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 09:01
المحور: سيرة ذاتية
    


الانتقال من المدينة الجامعية
عندما وصلت بيت مصطفى طرقت الباب ففتحه احد إخوانه وطلب مني الدخول لأني معروف لجميع العائلة ونادي على أخيه مصطفى فجاء مسرعا ولاحظ على وجهي القلق والاضطراب فاقتادني الى غرفة الضيوف حيث جاءت العائلة وجميعهم قد وجهوا أنظارهم نحوي متلهفين لسماع أسباب هذا القلق الذي جعلني أتوجه أليهم في هذه الساعة المتأخرة بالرغم أنهم كسياسيين يعرفون ما حدث في البلد وما أفرزته الأحداث من اصطدامات بين الطلبة من مؤيدين ومناوئين للحركة الانقلابية ومقتل الطالب السوداني واتهام الطلبة العراقيين بقتله ولكنهم لم يتوقعوا ان إفرازات تلك الحوادث سينالني رذاذها وتعكر صفو حياتي فحدثتهم بالأمر ونمت لديهم تلك الليلة وفي صباح اليوم التالي لم يذهب مصطفى الى الجامعة بل رافقني الى المدينة الجامعية حيث ساعدني في حمل حاجياتي بعد ان سلمت الغرفة ومحتوياتها الى إدارة المدينة واستلمت براءة الذمة فاستأجرنا سيارة الى فندق قصر النيل الذي سكنته سابقا واعرف صاحبه جيدا فوجدت خالد ابن صاحب الفندق وهو عضو في الحزب الشيوعي السوري وكان معي مصطفى الذي عرفه أيضا لأنه كردي من سكنت حي الأكراد فحجز لي غرفة بعيدة عن ضوضاء الشارع وكان فيها سريرين فحمل احدهما ووضع محله منضدة لأضع عليها الكتب واقرأ عليها وأوصاه مصطفى بضرورة مراعاتي فقال له انه من زبائن الفندق القدماء وتربطنا به علاقة وثيقة وغادرنا الفندق لتناول طعام الغداء ثم عدت الى الفندق لأخذ قسط من الراحة بعد ذلك التعب والعناء وعندما نهضت من النوم وجدت صاحب الفندق محمد بدوي فصافحته ورحب بي أجمل ترحيب وذكرني بالحاجيات التي أودعتها لديه سنة 1957 بعد عودتي من موسكو وانه لا زال يحتفظ بها في بيته ووعدني بجلبها في اليوم التالي وفعلا جلبها لي وكانت علبة كبيرة تحتوي على صور أثرية عن ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى والساحة الحمراء والكرملين وصور القادة السوفيت وباجات فيها صور القادة الشيوعيين لينين وماركس وانجلز وبعض التحف الفنية إضافة الى صوري التذكارية مع رفاق المهرجان والشخصيات السياسية الكبيرة التي أخذنا معها الصور التذكارية وصور المهرجانات الكبيرة التي كنا نعقدها في الساحات والملاعب العامة وصالة الفندق واحتفالات حي الأكراد في البيت الكبير الذي سكناه بعد العودة من موسكو وكان معي في الغرفة الصديق الصدوق مصطفى فأعطيته محتويات العلبة عدى صوري الخاصة التي قمت بإحراقها بسبب الظروف الشاذة وحملات القمع والملاحقة وخوفا من وقوعها بأيدي البوليس الذي يبحث عن الأدلة التي تدين الشيوعيين.
وبعد أيام وفي نهاية احد امتحانات الرياضيات التي يدرسنا مادتها الدكتور عز الدين امسكني الدكتور من يدي وتجولنا بعيدا عن الطلبة واخبرني انه ذهب مع الدكتور... شقيق رئيس لجنة التحقيق وأخذنا نمدحك إمامه فأيدنا الرجل وقال لنا انه إنسان مؤدب ولا يدل على انه شرير ومشاكس وقد ابرز لي دفتر توفير في احد المصارف السورية وانه بريء مما نسب إليه ليس له علاقة بالحادث لأن اللجنة متأكدة ان الحادث انتحارا وليس جريمة قتل وله ان يطمئن ويعتبر الموضوع منتهيا وينصرف للدراسة ومتابعة دروسه لينجح في الامتحان،وطلب منهم تبليغي سلامه وعليه نسيان الحادث،فشكرت له اهتمامه وما بذله من جهد لمتابعة قضيتي،ومع مرور الأيام وبفضل الحاج وولده الدكتور وصديقي العزيز مصطفى بدأت استعيد عافيتي واشعر بالاستقرار والراحة النفسية واستوعب المادة التي اقرأها ،وكنت اذهب أيام العطل للسلام على الحاج،والمرور به عندما اذهب لسحب النقود من المصرف،واجلس في محله وأتحدث معه واقضي أجمل الأوقات واستمرت حياتي ووضعي النفسي بالاستقرار وأداء الامتحان بنجاح.
بعد ان عرفت نتيجة نجاحي بالامتحان ذهبت الى الحاج في محله والدكتور عز الدين وأخبرتهم بنجاحي وشكرتهم على جميل رعايتهم واهتمامهم وإنسانيتهم وأخبرتهم برغبتي في السفر الى لبنان لقضاء فترة في مصايفه ،ثم ذهبت الى المصرف الذي أودعت فيه النقود وسحبت كامل رصيدي وأغلقت حسابي هناك ذهبت بعدها الى منزل صديقي مصطفى فلم أجده فانتظرته في غرفة الضيوف وعندما جاء مصطفى ووالده واخزته تناولت طعام الغداء معهم ثم شكرتهم على في العناية الفائقة واهتمامهم بمتابعة أموري وأخبرتهم بمغادرتي سوريا الى لبنان للاصطياف وودعنهم بالشكر وعرفان الجميل وغادرتهم الى الفندق فجمعت حاجياتي وفي اليوم التالي الأول من تموز غادرت سوريا الى لبنان وذهبت الى مصيف فالوغا الهادئ الجميل الذي يشبه الجنينة الفيحاء بحدائقه الجميلة وأشجاره الباسقة المحيطة بكل جانب ومكان والودي الأخضر الممتد حتى البحر الأبيض المتوسط وما يحيط به من جبال وكنت اذهب الى بيروت التي فيها مقهى يتواجد فيها العراقيون القادمين من العراق للاصطياف وكذلك اذهب الى مصيف بحمدون القريب من مصيف فالوغا الذي اسكن فيه،وفي احد الأيام وجدت الدكتور الراحل كاظم محمد الجاسم مع والده وكان يدرس الطب في إحدى جامعات موسكو فدعوتهم الى مصيف فالوغا لتناول طعام الغداء وقضاء بعض الوقت في هذا المصيف الجميل،وصادف قدومهم في يوم الأحد حيث تأتي العوائل الكثيرة من مختلف أنحاء لبنان لأداء الصلاة في كنائسه والاستمتاع بمناخه وطبيعته الجميلة الجذابة،وإثناء الحديث عن موسكو والدراسة فيها سألته عن بعض أصدقائي ومن ضمنهم الصديق الرفيق العزيز الدكتور عدنان الظاهر فاخبرني انه شاهده في احد الأسواق مع أمه وشقيقته،فذهبت في اليوم التالي الى بيروت ابحث في أسواقها عنه لأني اعرف من خلال تواجدي في لبنان لأكثر من ثلاث سنوات ان العراقيون يقضون وقتهم في التفرج والاطلاع على البضائع وشرائها من الأسواق اللبنانية التي تحتوي مختلف أنواع البضاعة وخاصة ملابس الأطفال وبعد ان شعرت بالتعب جلست في احد المقاهي التي يتردد عليها العراقيين وتقع في منتصف الأسواق فلمحت من بعيد الدكتور الظاهر فنهضت مرحبا به وعانقته بعد غياب طويل وفرحت به فرحا شديدا لأنني أحبه واحترمه وكان صادقا متفانيا ومناضلا جريئا خبرته أيام النضال العنيد ضد الحكم الملكي العميل،وسلمت على والدته وشقيقته الذين اعرفهم من خلال ترددي عليهم وتسليم البريد الحزبي عندما لا أجده وكنت اسلم أدبيات الحزب الى شقيقته الفاضلة التي توفيت مع المرحومة والدته عندما كان يدرس في جامعة السليمانية في كردستان العراق وكانا في زيارته فاصطدمت سيارتهما داخل مدينة السليمانية مما أدى الى وفاتهما.
فرح الدكتور عدنان بلقائي وبعد ان عرفت عنوان إقامتهم ذهبت إليه في اليوم التالي ورافقني بمفرده الى مصيف فالوغا وتجولنا في ربوعه النضرة وتناولنا طعام الغداء وبعد الظهر رافقته مشيا على الإقدام من مصيف فالوغا الى مصيف حمانا الذي كان الطريق أليها نزولا وكان الشارع المؤدي إليها محاطا بالأشجار والمناظر الخلابة وأتذكر كلامه عندما قال (إني بحاجة الى الهواء النقي لأني اقضي معظم وقتي في المختبر والتحليل وروائح المواد الكيماوية)كما حدثني عن ضيافتي لأخيه الراحل عبد الجليل حينما استضفته مع مجموعة من الطلاب عندما كنت في الأردن وكانوا في سفرة مدرسية إليها والدعوة التي أقامها لنا ابن هزاع المجالي في مضارب البدو،وبعد الانتهاء من الجولة رافقت عدنان الى بيروت وفي اليوم التالي ذهبت أليه وتجولنا في أسواق بيروت واشترى بعض الهدايا الى الأصدقاء والمعرف في موسكو وتوادعنا بالعناق لأنه قرر السفر في اليوم التالي لمرافقة والدته وشقيقته الى سوريا ليعودا الى العراق،ليسافر الى موسكو عن طريق البحر،وبعد عودتي الى العراق التقيت به وبرفقته زوجته الفاضلة أم امثل وقرطبة فدعوتهم لتناول الطعام في مدينة بابل الأثرية وكانت بيدي سبحة بايزهر أهديتها له للذكرى وانقطعت إخباره عني لولا أخي العزيز وصديقي الفاضل الأديب محمد علي محيي الدين الذي ينشر كتاباتي على مواقع الإنترنيت فيخبرني برسائل حبيبة وحميمة تردني وترده من رفيقي وأخي وصديقي الدكتور عدنان الظاهر بما تحمل من أفانين المحبة والوداد.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الروح(23)
- حديث الروح(22)
- حديث الروح(21)
- حديث الروح(20)
- وحدة القوى الوطنية والمرحلة الراهنة
- حديث الروح(19)
- حديث الروح(7)
- حديث الروح(8)
- حديث الروح(9)
- حديث الروح(10)
- حديث الروح(11)
- حديث الروح(12)
- حديث الروح (13)
- حديث الروح(14)
- حديث الروح(15)
- حديث الروح(16)
- حدسث الروح(17)
- حديث الروح(18)
- حديث الروح(6)
- حديث الروح(1)


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(25