أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(29)















المزيد.....

حديث الروح(29)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 10:56
المحور: سيرة ذاتية
    


سقوط النظام البعثي
وسارت الأيام والليالي بعقد من السنين على أكثر من وتيرة ودارت قواعدها على أكثر من محور ولقحت بأكثر من عبرة وتجربة وهدأت العاصفة الكاسحة حيث كانت أشباح الخوف والقلق تأخذ بخناقنا وتطوف حولنا عارية مكشوفة بكل بشاعتها ورهبتها وكل الانفعالات والأحاسيس المصاحبة لها،ولا زالت بعض الهواجس تطرق باب فكري وقلبي وأعماق ضميري من موجات وبواعث وكوابيس وقد تطول الى حد العتاب وقد تقصر الى حد الإلحاح حتى أصبحت نداء حي واستدعاء صارخ اشعر به بقوة وإيمان وحرارة بكل ما تنطوي عليه من حرارة الألم التي تنطلق من قلبي بمستوى قسوة الألم من الأسباب والبواعث التي ابتعثته وجعلتني اخط هذه الكلمات من خلال رؤية الواقع الموضوعي الشاخص أمامي الذي اعتبره كما يحدث عادة في التاريخ عندما تأتي النتائج شديدة الاختلاف والانحراف عن الأهداف التي نرغب بها ونتمناها،وترسمها القوى التي تصنعها وهناك أسباب عديدة وتشعبات متفرعة تؤدي الى هذه النتائج أما بسبب خلل في خططها او جوانب سلبية في تنفيذها وحساباتها او بشكل مقصود لكي تأتي النتائج وفق ما يرغب فيها خصومها لتحقيق أهدافهم البعيدة وفق الخطط الإستراتيجية التي تنسجم مع أهدافهم.
إن الظاهرة العراقية التي أفرزتها الأحداث والوقائع في 9/4/2003 كأي ظاهرة في الوجود تكمن ورائها أسباب وعوامل تمكنها من الظهور وان هذه العوامل والأسباب هي المنبع والروافد التي تصب في تلك الظاهرة وتساعدها على النشوء والنمو والديمومة والاستمرارية في الحياة،إن هذه العوامل كان من الممكن أن تصب في مصلحة الشعب حيث كان النظام البائد يعاني من عزلة عربية وإقليمية ودولية وتخبط النظام وعجزه وتذمر الشعب ورغبته في التغيير،كما أن الكثير من القيادات العسكرية كانت راغبة في التغيير لأن النظام ألصدامي قد أذل الشعب والجيش وقادته في كثير من المواقف والدليل أن انتفاضة آذار 1991 الباسلة قامت بمبادرة من قوات الجيش العراقي الذي استطاع الإفلات من مجزرة عاصفة الصحراء وهي في طريقها إلى الأراضي العراقية عندما واجهتها جداريه كبيرة للقائد المنصور وهو يضحك فكان وضع الجيش وحالته النفسية من التعاسة والانكسار أكثر مما يحتمله جيش جرى توريطه بلا مبالاة ولا حساب للنتائج في معركة خاسرة ومواجهة تكنولوجية غير متكافئة مما أدى الى إبادته إبادة وحشية في محرقة وطاحونة غير متكافئة فانفجر في قلب العسكر القهر والذل ومرارة الهزيمة المرة المخزية ،وفتح الجيش نار دبابته على جداريته اللعينة فكانت الشرارة التي أطلقت لهيبا ثوريا من أروع الملاحم البطولية في تاريخ الشعب العراقي وأدت الى دق المسمار الأول في نعش النظام المهزوز،وادي سقوط أربعة عشر محافظة من محافظاته الثمانية عشر،وقد انحاز وتعاطف معها الأكثرية الساحقة من رجال الجيش العراقي الباسل وكان انحيازهم يصب في مصلحة الشعب العراقي،ولابد من الإشارة الى ذلك العسكري البطل الذي أشعل الشرارة الأولى لانتفاضة آذار المجيدة وربما لم يكن يعلم ان أطلاقاته ستكون طيرا أبابيل ترمي صدام بقنابل من سجيل وبالتأكيد فان ذلك العسكري من تبعيث المؤسسة العسكرية ولكن الفكر البعثي لم يدخل في صميم تفكيره وقلبه فعاد لعراقيته التي جعلته يتناسى كل ما علمه النظام ويعود الى جوهره الصافي عراقيا شريفا يؤمن بما يؤمن به الشعب ولم يكن سنيا او شيعيا عربيا أم كرديا ايزيديا او صابئيا وإنما هو عراقي انتفض لعراقه الواحد بغض النظر عن الأسماء والمسميات التي طفت هذه الأيام ومزقت وحدة البلاد الى شيع وأحزاب ما كان لها أن تظهر لولا الأصابع الخفية التي تروج لها وتدفع باتجاهها،ولو تهيأ لانتفاضة آذار الباسلة قيادة ميدانية كفوءة وإسناد سياسي خارجي لقدر لها النجاح وإنهاء النظام ولكن النتؤأت التي برزت أدت الى إجهاضها وأفسحت في المجال للقوى الخارجية التي حاولت إسقاط النظام أن تتناسى أهدافها المرحلية وتسمح له باستعمال القوة المفرطة لسحقها وإنهائها،ولولا الأصابع الخارجية التي حاولت العزف على تناقضات المجتمع وتحيير الانتفاضة لصالحها لكان إسقاط النظام على أيدي العراقيين دون الحاجة لدخول قوات الاحتلال بعد عقد ونيف وما افرز دخوله من مشاكل لن تزول تأثيراتها لعشرات السنين.
إن المطبات والمنعطفات التي رافقت عملية التغيير في العراق وخلقت الأجواء المضطربة في الساحة العراقية وأدت الى انعدام الرؤيا الواضحة بسبب الغيوم السوداء التي تلبدت في سماء العراق قد تدفع البعض بعد اختلاط الأوراق الى إلقاء التهم جزافا على هذا الطرف او ذاك بسبب ما أدت إليه الأحداث الكارثية ومن هي الجهة التي تتحمل مسئولية هذه الإحداث من دون أن تفكر بمصير الوطن المذبوح والشعب المستباح وكيف السبيل للخروج من المأزق الراهن،وبغض النظر عن من يتحمل المسئولية في فشل هذه التجربة وحتى لا نقع في الجدل البيزنطي الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة وان العراق وطن الجميع ومسئوليته تقع على عاتق الجميع،وان هذا الفشل تتحمل مسئوليته جميع الأطراف السياسية العراقية لأنها القوة الطليعية الواعية وبعقلها وفكرها وتجاربها تقود سفينة العراق في بحر هائج وريح عاتية وعليها إن تقودها بحكمتها ودرايتها نحو شاطئ الديمقراطية والأمان وان تسعى لبناء العراق الموحد الديمقراطي الفدرالي الذي يرفل بالسعادة والأمان والاستقرار،ولكن الذي حدث كان ضد أماني وتطلعات العراقيين،فقد سارت العملية السياسية في طرق ملتوية نحت بالعراق وشعبه الى هاوية الهلاك لقصور القوى المهيمنة على قيادة السفينة العراقية عن إيصالها الى شاطئ الأمان،مما يتطلب أن تسعى القوى الوطنية الى اخذ زمام المبادرة وإعادة العجلة الى الجادة السليمة وذلك بالاتفاق على برنامج عمل موحد،وأن أسباب فشلها يمكن تلخيصه بالنقاط التالية:
1-لم تتفق القوى السياسية العراقية على برنامج عمل متكامل بعد سقوط النظام ولم تكن تمتلك الرؤية السليمة لما ستكون عليه الأوضاع وإيجاد الخطط الكفيلة بالسير بالعملية السياسية على أساس سليم.
2-كانت هذه القوى متناحرة قبل سقوط النظام ولم تسعى لتوحيد أطروحاتها وأهدافها في برنامج موحد ولم يكن أعلامها المعارض ينطلق بوتيرة واحدة حيث كان لكل جهة أطروحاتها المتباينة رغم اجتماعاتها المكثفة في لندن ومصيف صلاح الدين.
3-كانت بعض القوى متأثرة ببعض الأفكار التي لا تساعد على وحدة القوى الوطنية العراقية،ووصلت الأمور يبعضها إلى حد التناقض والنفور مع بعضها بغض النظر عن المصلحة الوطنية وما تتطلبه المرحلة من وحدة لهذه القوى في مواجهة العدو المشترك،وكان للنظام البائد أثره في زرع بذور الفتنة في صفوف المقاومة العراقية لتغلغل الكثير من صنائعه في صفوفها،ناهيك عن الأجندات الخارجية التي تهتم بمصالحها دون النظر إلى مصلحة البلاد.
4-كان على القوى السياسية العراقية إن تتفق مع بعضها على النقاط الأساسية والأولويات التي تفرضها المرحلة الراهنة التي رافقت سقوط النظام في 9/4/2007 وتضع الخطوط العريضة الواضحة وتبادر لاستلام السلطة خلال الهجوم الأمريكي على العراق او قبله وتكون في طليعة القوات الساعية لإسقاط النظام وقيام الأجنحة العسكرية المعارضة المتواجدة في كردستان العراق ودول الجوار الأخرى بالدخول الى المدن والقيام بانتفاضة شعبية عارمة والسيطرة على المدن العراقية ،لأن القوات العراقية في تلك الفترة كانت تعمل بالضد من مصالح قيادتها وتحاول الخلاص منها،ولم تكن جادة في المواجهة مع القوات الأمريكية مما جعلها تترك خنادقها وتعود الى أهاليها نكاية بالنظام الذي أذلها ومرغ كرامتها بالوحل جراء معاركه الانهزامية غير المبررة والخلاص من النظام البغيض الذي جلب للشعب العراقي الويلات والمصائب،وكان على القوى الوطنية السعي لتشكيل حكومة عراقية واخذ زمام المبادرة من قوات الاحتلال بدلا من شرعنه الاحتلال بقرار مجلس الأمن الرقم 1483 مما جعل القيادة العسكرية الأمريكية والحاكم المدني بريمر الى اتخاذ القرارات الخاطئة بحل الجيش والقوى الأمنية مما أدى الى حدوث فراغ امني كبير أفسح في المجال لعناصر الجريمة المنظمة والمجرمين الذين أطلق النظام البائد سراحهم استباحة بغداد ونهب الدوائر والمؤسسات وإحراقها والسيطرة على أسلحة الجيش العراقي ومعسكراته والسماح للعصابات الإجرامية بنهب الأسلحة والذخائر والمعامل الحكومية وبيعها لدول الجوار او تخزينها للقيام بالعمليات الإرهابية التي عمت البلاد بعد شهور،وفتح الحدود العراقية على مصراعيها لدخول الإرهابيين والسلفيين بمساعدة دول الجوار العراقي الذين وجدوها فرصة سانحة لتدمير البني التحتية العراقية وإعادة العراق عشرات السنين الى الوراء بفعل السياسة الخرقاء لقوات الاحتلال التي حاولت إظهار العراقيين للعالم بصورة متوحشة لتطبيق إستراتيجيتها في الفوضى والبناء التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي في اجتماع مجلس الأمن القومي في 20 سبتمبر 2002 الذي نشرته مجلة التضامن التي يصدرها مجلس السلم والتضامن في العراق العدد الثاني 2007 بقلم الدكتور صالح ياسر الذي جاء فيه"في ظل لوحة بالغة التعقيد يختلط فيها الحابل بالنابل تبدو الحاجة ملحة إلى تلمس جديد للإستراتيجية الأمريكية خصوصا ونحن في مواجهة سياسية هجومية خارجية تضرب تحت الحزام بدا من إعلان الرئيس الأمريكي بوش او الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي ثم تطبيقاتها العملية اللاحقة...والخلاصة لسنا إمام تصورات عمومية بل أمام إستراتيجية من لحم ودم ذات أهداف واضحة في فصاحتها وآليات تنفيذية وضعت بالفعل وهي تبدو مثل حادلة ضخمة تسوي الأرض لتنفيذ مشروعها الهيمني على الصعيد العالمي" .
وكان ما كان من تذبذب القوى السياسية العراقية وصراعها المرير من اجل السيطرة والنفوذ مما جر البلاد الى معارك جانبية كادت تودي الى الحرب الأهلية لتدخلات دول الجوار والسعي الأمريكي لمحاربة القاعدة في العراق الذي أصبح ساحة للصراع بين القاعدة وقوى العالم الحر،وقد كان لنا موقفنا المعروف بعد سقوط النظام حيث سارعت العناصر الشيوعية والرعيل الأول الى اخذ زمام المبادرة وفتح مقر للحزب في مدينة الحلة،تمهيدا لإعادة بناء الحزب بناء جيدا ليأخذ دوره في الساحة السياسية وكان لي مشاركتي في الفعاليات والاحتفاليات التي أقامها الحزب والدعم المادي المتواصل لبقائه وديمومته،وإفساح المجال للدماء الجديدة لتأخذ دورها في بناء الحزب على أسس تنظيمية كما وضعها القادة الأوائل ورادة النضال الوطني خلال سبعة عقود،وقد تمكن الشيوعيين العراقيين بنزاهتهم ومبدئيتهم وجهاديتهم العالية من إثبات وجودهم في الساحة العراقية،بما عرف عنهم من تضحية ونكران ذات،واندفاع حقيقي من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية بعيدا عن العناوين الفرعية التي بدأت تطفو على السطح وتحاول بناء العراق على أسس مذهبية وطائفية وقومية ومحاصصات قد تؤدي مستقبلا الى تقسيم العراق.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الروح(28)
- حديث الروح(27)
- حديث الروح(26)
- لمن تنادي . . . و بمن تستغيث !! ؟
- ما هي الحقيقة (1-2)
- ما هي الحقيقة(2-2)
- العلاقة الجدلية بين المجتمع و الانسان
- ذكرى العيد الميمون الرابع و السبعين للحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع و حاجاته الضرورية
- حديث الروح(24)
- حديث الروح(25
- حديث الروح(23)
- حديث الروح(22)
- حديث الروح(21)
- حديث الروح(20)
- وحدة القوى الوطنية والمرحلة الراهنة
- حديث الروح(19)
- حديث الروح(7)
- حديث الروح(8)
- حديث الروح(9)


المزيد.....




- قبل أن يفقس من البيضة.. إليكم تقنية متطورة تسمح برؤية الطائر ...
- كاميرا مخفية بدار مسنين تكشف ما فعلته عاملة مع أم بعمر 93 عا ...
- متأثرا بجروحه.. وفاة أمريكي أضرم النار في جسده خارج قاعة محا ...
- طهران: لن نرد على هجوم أصفهان لكن سنرد فورا عند تضرر مصالحنا ...
- حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية وغارات في عيتا الشعب وكفرك ...
- باشينيان: عناصر حرس الحدود الروسي سيتركون مواقعهم في مقاطعة ...
- أردوغان يبحث مع هنية في اسطنبول الأوضاع في غزة
- الآثار المصرية تكشف حقيقة اختفاء سرير فضي من قاعات قصر الأمي ...
- شاهد.. رشقات صاروخية لسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطف ...
- عقوبات أميركية على شركات أجنبية تدعم برنامج الصواريخ الباليس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(29)