أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - فخامة الجنرال















المزيد.....

فخامة الجنرال


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 2310 - 2008 / 6 / 12 - 10:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم تمض 24 ساعة على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية اللبنانية، عملا باتفاق الدوحة؛ حتى قامت غرفة العمليات الاميركية التي تحرك "فريق 14 اذار" باطلاق النار على تفاهم الدوحة، عبر الاصرار على اعادة السنيورة الى رئاسة مجلس الوزراء العتيد.
وهذا يدل على مدى الانزعاج الاميركي من اتفاق الدوحة، لانه رفع جزئيا وضع اليد الاميركية بالكامل على الوضع اللبناني، وفسح المجال من جديد امام المشاركة الاوروبية، ولا سيما الفرنسية، في التسوية الداخلية والاقليمية على الساحة اللبنانية.
وكانت المعارضة، بشخص ابرز قادتها قد عبرت عن الرغبة في ان يكون المرشح لرئاسة الوزراء الشيخ سعدالدين الحريري؛ ونخص بالذكر السيد حسن نصرالله الذي ـ في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة للتحرير ـ وجه رسالة واضحة جدا بهذا الخصوص، حينما اشاد بشكل مميز بالرئيس الاسبق رفيق الحريري، آملا ان يسير الشيخ سعدالدين على خطى ابيه الشهيد. ولكن يبدو بشكل واضح انه لا الشيخ سعد، ولا اي طرف معتدل او شبه معتدل و"مقبول وفاقيا" في "فريق 14 اذار" يملك زمام القرار الذي يعود لغرفة العمليات الاميركية التي تدير هذا الفريق، والتي ـ لغاية في نفس السي آي ايه والموساد ـ وضعت كل "ثقتها العالية" وكل ثقلها السياسي وغير السياسي في بقاء الرئيس فؤاد عبدالباسط السنيورة على رأس الحكومة.
ولا شك ان "المعارضة" اصيبت بصدمة، اذ ان السنيورة هو ليس فقط شخصية خلافية حتى داخل صفوف "الموالاة" بالذات؛ بل ولأنه شخصية "محروقة" تماما في الشارع اللبناني، لان اسمه يرتبط ارتباطا وثيقا بقضايا الفساد واغراق البلاد بالديون التي بلغت حوالى 50 مليار دولار؛ وهذا ما يجعله يستميت في التمسك بوزارة المالية التي يطالب بها الجنرال عون منذ عودته من فرنسا؛ والموافقة على السنيورة، خارج اطار استقطابات "الموالاة" و"المعارضة" ينتقص من مصداقية السلطة برمتها، وخاصة من مصداقية العهد الجديد في بداية انطلاقته.
طبعا كان بامكان "فريق 14 اذار" ترشيح العديد من الشخصيات الوفاقية، من الطائفة السنية الكريمة، الامر الذي يتيح لهذا الفريق ان يقترح ايضا تبديل رئاسة مجلس النواب والمجيء بشخصية شيعية وفاقية من خارج حركة امل وحزب الله؛ مما يمكن الرئيس الجديد ميشال سليمان من الانطلاق بعهده بقوة "وفاقية" اكثر انسجاما. ولكن يبدو ان حسابات غرفة العمليات الاميركية لـ"فريق 14 اذار" تختلف اختلافا جذريا عن الحسابات "الوفاقية" اللبنانية.
وكانت غرفة العمليات الاميركية تتوقع ان ترفض "المعارضة" ترشيح السنيورة، فيتم تحميلها مسؤولية افشال اتفاق الدوحة.
ولكن "المعارضة" استوعبت الصدمة، ايضا وايضا، و"قبلت" على مضض بالسنيورة، محملة مسؤولية اختياره لـ"فريق 14 اذار" بالقول ان هذا الفريق قدم "افضل ما عنده!".
وبعد فشل مراهنة غرفة العمليات الاميركية على رفض "المعارضة" للسنيورة، وبوجود اتفاق مسبق على تقاسم الحصص الوزارية (16 + 11 + 3)، كان من المتوقع ان يتم تشكيل الوزارة بسرعة في غضون يومين او ثلاثة.
ولكن غرفة العمليات الاميركية لم تستسلم لهذا الفشل الجديد، فبدأت المماطلة في تشكيل الوزارة ذاتها، بالتلطي حول خلافات مسرحية حول توزيع الوزارات السيادية. واهم نقطة خلافية هنا كانت وزارة المالية التي يصر السنيورة على التمسك بها لسببين جوهريين: الاول ـ سبب عام، وهو خشية الفريق المالي الدولي الذي يقف خلف السنيورة (وهو فريق اميركي ـ سعودي ـ اوروبي) من افتضاح الالاعيب المالية ـ السياسية التي ادت الى تكبيل البلاد بالدين العام البالغ حوالى 50 مليار دولار. والسبب الثاني ـ شخصي، وهو ان السنيورة يخشى ان يتعرض للاتهام والملاحقة القضائية بالعديد من الفضائح المتعلقة بالفساد والرشوة و"شفط" المساعدات الخارجية وتخريب الاقتصاد الوطني لتجويع البلاد ونهب المال العام.
وامام "احتمال" تنازل "المعارضة" عن التمسك بوزارة المالية، ومن ثم تسهيل تشكيل الوزارة وترك السنيورة "ينام مرتاحا" في العشرة الاشهر الباقية للانتخابات النيابية الجديدة، عمدت غرفة العمليات الاميركية لتحريك الاستفزازات الامنية على الارض، في بيروت وغيرها من المناطق، بالتعدي على انصار المعارضة وخطف وتعذيب بعضهم، واطلاق النار بالرشاشات الثقيلة وقنابل الهاون ضد بيوت بعض انصار المعارضة، لاستدراج ردود فعل مماثلة. وقد استند السنيورة و"فريق 14 اذار" الى هذه الحوادث للادعاء بأن الوضع الامني لا يسمح بتشكيل الوزارة الجديدة. والكل يذكر انه عشية لقاء الدوحة كان رئيس اللقاء الدمقراطي الاستاذ وليد جنبلاط قد صرح انه يشك في ان الاوضاع الامنية يمكن ان تسمح باجراء الانتخابات المقبلة.
يتضح من كل ذلك ان غرفة العمليات الاميركية، و"فريق 14 اذار" الذي يسير خلفها، غير راضين عن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وهم يستغلون اجواء التهدئة بعد اتفاق الدوحة لاجل تمرير مخططات جديدة ضد امن البلاد وسيادتها وسلامتها.
وهذا الوضع الملتبس يطرح سؤالا مفصليا لا بد من الاجابة عليه:
1 ـ طالما ان "فريق 14 اذار" بدأ منذ اليوم الاول بوضع العراقيل امام العهد الجديد، فلماذا ايدوا انتخاب العماد ميشال سليمان؟ وماذا كانوا يريدون منه؟ وماذا يريدون او ماذا يدبرون حاليا؟
XXX
* ان "فريق 14 اذار"، وفوقه غرفة العمليات الاميركية التي تديره، لم ينسوا ولن يغفروا للعماد ميشال سليمان انه كان قائدا للجيش في عهد العماد اميل لحود؛ وكان موقفه من المقاومة وحزب الله، ومن الرئيس السابق العماد اميل لحود يختلف جذريا عن موقف "فريق 14 اذار".
* بعد فشل اسرائيل بحرب اب ـ تموز 2006، فإن "فريق 14 اذار"، وغرفة عملياته الاميركية، و"عربهم" و"اسلامييهم"، كانوا يقفون خلف مؤامرة ما يسمى "فتح الاسلام" التي جمعوا عناصرها في البداية في اطراف مخيم عين الحلوة قرب صيدا، وكانوا يعدون العدة لاشعال فتنة مذهبية سنية ـ شيعية تكون مدخلا لتدخل عربي ـ دولي لضرب المقاومة وحزب الله؛ وحينما اجمعت الاحزاب والقوى الوطنية والفعاليات السياسية في صيدا (بمن فيهم جناح السيدة بهية الحريري في تيار "المستقبل") وبالاتفاق مع جميع تنظيمات المقاومة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، على توحيد الصفوف لوأد الفتنة، قام "فريق 14 اذار" بنقل عناصر "فتح الاسلام" بسيارات قوى الامن الداخلي الى مخيم نهر البارد في الشمال، وافتعلوا الاحداث المعروفة بقصد توريط الجيش في مصادمات لبنانية ـ فلسطينية لا يعرف احد كيف تنتهي. وكاد هذا المخطط ان ينجح؛ ولكن بفضل حكمة وحزم قيادة الجيش ووعي القوى الوطنية في الشمال ومنظمات المقاومة الفلسطينية، تم ايضا افشال هذا المخطط، وهزمت فلول "فتح الاسلام" بدون ان تستطيع التوصل الى تحقيق اشتباك لبناني ـ فلسطيني؛ وحينذاك عمد "فريق 14 اذار" الى تهريب واخفاء قائد "فتح الاسلام" ضابط المخابرات الاردني شاكر العبسي، والى طمس التحقيق في ملف "فتح الاسلام"؛ وامام اصرار قيادة الجيش على متابعة التحقيق، تم اغتيال العميد الشهيد فرانسوا الحاج والتعتيم على جريمة اغتياله، كرسالة موجهة الى قيادة الجيش ذاتها وعلى رأسها العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية الجديد.
* بعد اجهاض "مولود الشرق الاوسط الجديد" لغونداليزا رايس في حرب اب ـ تموز 2006 وانكشاف محدودية القدرة الستراتيجية للفهرماخت الاسرائيلي، الذي تنفق عليه الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية عشرات مليارات الدولارات سنويا؛ فإن غرفة العمليات الاميركية لـ"فريق 14 اذار" لم تتخل عن فكرة تحويل لبنان الى محمية اميركية ـ اسرائيلية ـ سعودية؛ فلجأوا الى الاستفادة من التجربة الناجحة لامين الجميل في مطلع عهده حين استلم الرئاسة بعد اغتيال بشير الجميل في 1982؛ فحينذاك زرع امين الاجهزة الامنية المختصة ببضع مئات من عناصر الكتائب والقوات اللبنانية، وقام هؤلاء ـ بصفتهم الرسمية ـ بمداهمة بيروت الغربية والضاحية تحت جنح الظلام وفي رابعة النهار، واختطفوا الاف الشبان والمناضلين الذين كانوا منضوين في صفوف القوى الوطنية ومنظمات المقاومة الفلسطينية، وحتى الان لا يزالون في عداد "المفقودين". واذا كانت مسؤولية مجزرة صبرا وشاتيلا تقع على وحدات الحرس الشخصي لبشير الجميل التي كانت بقيادة ايلي حبيقه، فان مسؤولية مجزرة الاف "المفقودين" الوطنيين في مطلع عهد امين الجميل تقع عليه وعلى حزبه الفاشستي الموالي لاسرائيل والعدو اللدود لكل ما هو وطني لبناني وعربي. بناء على هذه التجربة "الناجحة"، عمدت حكومة السنيورة بعد حرب اب ـ تموز 2006 لحشو الاجهزة الامنية ببضعة الاف من عناصر شركة حريري ـ جعجع ـ جنبلاط، لاستخدامهم "غب الطلب". وفي احداث ايار الماضي تم اختبار فعالية هذا التاكتيك، في العديد من المناسبات الميدانية، ونكتفي بالتذكير بمجزرة حلبا التي ذهب ضحيتها 11 مناضلا من الحزب القومي، الذين تم اغتيالهم والتمثيل بجثثهم على قارعة الطريق، ليس امام مرأى عناصر القوة الامنية التي استلمت مركز الحزب في البلدة، بل وبحماية رسمية من تلك العناصر. وفي الوقت نفسه قام تيار المستقبل بإنفاق مبالغ طائلة لزرع مختلف المناطق اللبنانية بمكاتب "الجمعيات الخيرية" و"جمعيات البر والاحسان"، المحشوة بالمقاتلين ـ المرتزقة والمجهزة بكافة الاسلحة، تحت سمع وبصر الاجهزة الامنية السنيورية.
* بعد اطلاق "اشارة الانطلاق" للفتنة بالقرارين المشؤومين لحكومة السنيورة السابقة، كانت غرفة العمليات الاميركية لـ"فريق 14 اذار" تتوقع ان تنفذ انقلابا فعليا على الارض وان تمسك لبنان بقبضة من حديد بواسطة الاجهزة الامنية "الملغومة" و"الجمعيات الخيرية المشبوهة". ولكن نزول الجيش واستلامه زمام الامور وتحييده الاجهزة الامنية غير الموثوق بها، افشل تماما هذا المخطط، فاضطر "فريق 14 اذار" للقبول بالوساطة القطرية وباتفاق الدوحة، الذي تم على اساسه انتخاب العماد سليمان.
* ان قرار "فريق 14 اذار" التمسك بالسنيورة يعني، من جهة، متابعة المواجهة مع "المعارضة" وشل عمل الحكومة الجديدة المفترضة قبل ان تولد، وبعد ان تولد اذا ولدت، وشل عمل مجلس النواب الحالي، ومن ثم تعطيل عمل الرئاسة الاولى منذ بداية العهد الجديد. وعبر هذا التحدي والتصعيد السياسي يأمل "فريق 14 اذار" ان يحقق ما يلي:
أ ـ كحد اعلى: ان "يختار" الرئيس الجديد العماد سليمان، ان ينضم وان على مضض الى فريق الاكثرية؛ وبذلك يفتح الباب لطرح موضوع "سلاح المقاومة" و"العقيدة الوطنية للجيش"، بالايقاع الذي تريده غرفة العمليات الاميركية، ونعود الى نغمة "تلازم المسارين"، اي مساري المفاوضات "السلمية": الاسرائيلية ـ السورية (بوساطة تركية هذه المرة)، والاسرائيلية ـ اللبنانية (ربما بوساطات فرنسية ـ المانية ـ تركية ـ مصرية).
ب ـ كحد ادنى: ان يتابع العماد سليمان السير على موقفه الوطني المتوازن بين مختلف الفرقاء؛ وفي هذه الحالة تتم محاصرته وعزله في قصر بعبدا، تماما كما كان محاصرا ومعزولا العماد اميل لحود، وتقف الحكومة حاجزا "دستوريا" بين الرئاسة الاولى ومجلس النواب، اي يتم ايضا عرقلة وشل عمل مجلس النواب.
واذا ربطنا هذا السيناريو بالتصريح السابق للاستاذ وليد جنبلاط بأن الوضع الامني قد لا يسمح بإجراء انتخابات جديدة في البلاد؛ واذا اخذنا بالاعتبار حشو الاجهزة الامنية بالاف عناصر الحريري ـ جعجع ـ جنبلاط، وعدم القدرة على اعادة النظر بهيكلية الاجهزة الامنية لعدم وجود حكومة فعلية بل استمرار حكومة "تصريف الاعمال" اي الحكومة السابقة للسنيورة، فهذا يعني ببساطة قذف البلاد مجددا في "المجهول؟؟؟".
XXX
ما الذي يمكن ان يكون عليه موقف العماد سليمان؟
* لا شك ان فخامة الجنرال الجديد في قصر الرئاسة سيعود بالذاكرة الى تجربة الجنرالين اللذين سبقاه الى هذا الموقع، ( ونعني بهما الجنرال فؤاد شهاب الذي حل محل شمعون في 1958، والجنرال اميل لحود الذي استلم الرئاسة في 1990 على اثر اتفاق الطائف وفي ظل الوجود السوري) مع اختلاف الظروف في كل من العهود الثلاثة، وخاصة الظروف التي أوجبت مجيء قائد الجيش الى سدة الرئاسة الاولى، بكل رمزيتها للكيانية اللبنانية، من جهة، وللدولة اللبنانية وعلاقاتها الاقليمية والدولية، من جهة ثانية.
* ان ما يجمع تجارب رئاسة الجنرالات الثلاثة هي ان كل منهم اتى الى سدة الرئاسة استنادا الى الصفات الشخصية لكل منهم وعلى رأسها تمثيلهم للجيش، واكثر: استنادا الى قيادتهم الناجحة للجيش وعدم زجه في النزاعات الداخلية والمحافظة على وحدته الوطنية.
* كان العماد لحود مضطرا لمسايرة الوجود السوري في لبنان، وهو ما جعله ـ بالمقابل ـ مضطرا ايضا لمسايرة "فريق 14 اذار" اكثر مما يجب، وبالتالي "الرضى" بمحاصرته وعزله في قصر بعبدا في اخر عهده.
* ان العماد ميشال سليمان يستند الى انجازين لصالح السيادة اللبنانية: 1 ـ انجاز التحرير في ايار 2000، ثم انتصار المقاومة، بمؤازرة الجيش، على العدوان الوحشي الاسرائيلي في حرب اب ـ تموز 2006؛ و 2 ـ اخراج لبنان من تحت الوصاية السورية في 2005، مع وقوف الجيش اللبناني والمقاومة بقيادة حزب الله موقف المتفرج (عمليا!) على خروج "دولة رستم غزالي" من لبنان.
* حظي انتخاب العماد سليمان بشبه اجماع لبناني، وبدعم عربي واقليمي ودولي، لم يحظ به في وقته العماد اميل لحود. وبعد اختيار "فريق 14 اذار" للسنيورة لتشكيل حكومة "الوحدة الوطنية" الاشكالية، فإن الالتفاف حول الجيش وحول العماد ميشال سليمان شخصيا اصبح اشبه بخشبة الخلاص الاخيرة للمحافظة على السلم الاهلي، ولمنع القاء البلاد مجددا في اتون حرب اهلية جديدة، واستدراج "تعريب" و"تدويل" لبنان، كما يطمح الدكتور سمير جعجع.
* بناء على المعطيات سالفة الذكر، من الصعب جدا على العماد ميشال سليمان ان يخل بالمبادئ التي ذكرها في خطاب القسم، وان يرضى بفرض العزلة عليه من قبل "فريق 14 اذار" وتسليم مقاليد الحكم ومصير لبنان لفريق عمل السيد السنيورة، الذي اثبت بالممارسة انه يعمل لكل مصلحة الا مصلحة الشعب اللبناني المظلوم، وهذا ما يجعل الادارة الاميركية وحكومة ايهود اولمرت تتمسكان به اشد التمسك.
* لقد جاء قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى سدة الرئاسة للمساعدة على انقاذ لبنان، لا لتخريبه ولا لمساعدة المخربين، ولا لكي يكون "شاهد زور صامتا" عن المخربين.
* كعسكري محترف، يعلم العماد ميشال سليمان تماما العلم انه بالتفاهم الوطني "الستراتيجي" بين الجيش والمقاومة، فإن الجيش اللبناني يمتلك اهم رادع ضد اسرائيل، في حال سولت لها نفسها استغلال الظروف الداخلية اللبنانية لشن عدوان جديد على لبنان، وهو رادع لا يملكه اي جيش عربي آخر، وهو: المقاومة.
* بالاستناد الى الدعم الكامل من قبل الجيش، ومن قبل المقاومة و"المعارضة"، ومن قبل الغالبية الساحقة من القواعد الشعبية لـ"فريق 14 اذار"، ومن قبل ـ خصوصا ـ البطريركية المارونية (ومن ورائها الفاتيكان)، فإن بامكان العماد ميشال سليمان ان يضطلع بدور "المنقذ" للسلم الاهلي وللاستقلال الوطني للبنان في المرحلة الراهنة.
* فبدل محاصرته عاجزا في قصر بعبدا، وترك غرفة العمليات الاميركية تعيث فسادا وتخريبا في لبنان، يمكن للعماد سليمان ان يذهب الى بيته ليستريح بضعة ايام على شاطئ عمشيت الجميل، ثم يلوح مجرد تلويح بامكانية تقديم استقالته وتشكيل حكومة طوارئ انتقالية، كما فعل الجنرال فؤاد شهاب سنة 1960؛ وليتحمل حينذاك كل طرف مسؤوليته الكاملة امام هذا الشعب المظلوم!
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطب السنيورة، و-الارصاد الجوية- الاميركية!؛
- -حلف بغداد- يطل برأسه مجددا: من انقره -الاسلامية!-؛
- كوميديا الدوحة وأيتام دجوغاشفيلي
- حزب الله و-فخ الانتصار-!
- المشكلة السودانية
- لبنان في الساعة ال25
- -نبوءة- نجيب العزوري
- -نبوءة-نجيب العازوري
- الهوان العربي
- ازمة الكتاب العربي
- ستراتيجية المقاومة وتحديد الاعداء، الاصدقاء والحلفاء
- الكيانية اللبنانية ...الى أين؟!
- هل يكون لبنان الضحية الثانية بعد فلسطين؟!!
- جورج حبش: مأساة الامة العربية والعالم المعاصر في مأساة رجل
- بين زيارتين رئاسيتين: بوتين يحقق نقلة نوعية كبرى في الجيوبول ...
- من كاتون الكبير الى بوش الصغير: -قرطاجة يجب ان تدمر!-
- -3 الاعلام الامبريالي الاميركي الصهيوني وامكانيات الرد الث ...
- 2 الاعلام الامبريالي الاميركي الصهيوني وامكانيات الرد الثو ...
- 1 الاعلام الامبريالي الاميركي الصهيوني وامكانيات الرد الثور ...
- عقدة كيانية سايكس بيكوية، حلها في الميدان لا في البرلمان


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - فخامة الجنرال