أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - شعور الحزن الجميل_ثرثرة















المزيد.....

شعور الحزن الجميل_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:36
المحور: الادب والفن
    



طفولة شقيّة حملتني إلى شباب طائش,بدوره أوصلني إلى دوخة الكهولة.
لا أمام ولا وراء. لا حب ولا عداوة.
أفهم الآن....حاجة البؤساء القهرية إلى عدو.
العدو بمتناول الحواسّ والمشاعر دوما. ويمكن تشكيله على مختلف الوجوه والمواقف.
على خلاف مشاعر الحب والانجاز والشغف...تحتاج إلى شروط....وشروط.
لهذا أستسلم للكآبة برضا.
"لا تنسوا أبدا أن الخيميائي رجل في الخمسين" عبارة باشلار الشجيّة والشقية.
.
.
فترة الصباح وبعد الظهر أمضيتها في الفراش,شبه مخدّر. لا رغبة بشيء.
.
.
*
ثلاثة أيام مضت,وكما يمضي دهر أو لحظة,...البداية هي النهاية في العدم.
أيام مجون وسكر وهيجان.أيام تأمّل ودعة وقبول....في الصمت القاهر.
.
.
48 سنة مضت في غمضة عين,وهذا الصباح في الدرجة الأخيرة قبل الخمسين.
سقطت في حبّ امرأتين,بنفس التوقيت والشدّة,واحدة اصغر من ابنتي والثانية أكبر من أمي.... وبأسرع من لمح البصر الأولى غادرت. والثانية أيضا غادرت.
فريدة السعيدة لا تغادر.لا تموت. لا تحزن.لا تغضب. لا تكبر. لا تشيخ.
الزمن يجري من تحت كعب فريدة السعيدة.
.
.
مثل عاشقة فينيقية
تضحك فريدة
وتنشر الخيانة فوق حبال الغسيل.
*
من الخطأ أن تغادر بيتك
بضع خطوات,وتضلّ الطريق
لن تفيدك القسوة في شيء
من الشرفة ترى الأمس
وخلف الباب
يجثم طائر الموت الأصمّ
كنت تنهضين
وأزهار اللوز تتساقط
خلف باب الحديد
بعيدا في الثلج
آثار أقدام
وأجراس تقرع
ابتعدت المدرسة والدرب القديم
ما تحبّه النفس وما تخافه
جاء الطير وغاب
رغم استغاثتنا وبعدها
لن نعرف التوقف أبدا
*
حاذري الصيّاد العجوز,حذرّتك,نبّهتك,رجوتك...فعلت كلّ ما بوسعي..
.
.
حتى الصغيرة....
لا ترضى بأقلّ من الكنز بأكمله,
لا تدفنه قبل أن يموت.
_أحدنا يتكلّم والأول يصغي.
أين الثاني إذن؟
.
.
هو يوم يومي الأول في سنتي الأخيرة,قبل أن أسقط في محيط الخمسين,...العدم؟
*
هذا اليوم من السنة الماضية كنت في دمشق. على استعداد للطيران إلى أمريكا.
فعلها الأوغاد,وعدت من حيث أتيت.
رجل بلا رصيد,بلا احتياط,أعزل بدون دفاعات ولا أسلحة...هي الحقيقة.
لا ورقة في جيوبي ولا مفتاح.
عاريا مثل سطح المرآة.
أندفع بكلّ كياني ومع شخصيّاتي أل 22 لمواجهة العشق, وفي اليوم الذي يليه نغرق في الكحول,نهجم على أهداف وهمية ومتخيّلة,نحطّم ونكذب ونطير معا.
البارحة توقّفنا عن التدخين وعن التفكير,والشعور حتى...ولا رسالة ولا صوت.
.
.
ما أجملهم وهم يغادرون.
*
أرافق صديقي عمر إلى بيت ياشوط, وأعمل خطّابة وواسطة خير,...نجحنا مع أهل خولة. وليمة طعام فاخر وشهي مع البيرة,..نزعتها خولة_بلا ريان!
_اسمه عمرو,عمار,....المهمّ تجاوز الخطوة الأولى.
.
.
وساطة عليا نصف الطريق,تكسبها إلى جانبك تتزوّج خولة.
هل للخالة كلّ هذه السلطة في بيت ياشوط؟
_هذه عليا يا صديقي,من تعاديه تحرقه,ومن تحبّه....هو الحظ الأكبر.
.
.
أول مرّة أتصوّر مع عليا.
صور عديدة, متحاضنان,وقفة رسمية,من منظور آخر,وآخر جديد...عمر يستمتع بالتقاط الصور. غريزة العاشق أفهمته_ترضى عليا تنجح الخطبة والزواج.
.
.
الصور ليست لأجل سماء فقط,شعرت بالحميمية_صلة الرحم,...بهجة من نوع مختلف,توجد مشاعر عميقة مع أمّي.
عليا وأنا نقيضان.
أمام الكاميرا وكأنها تعلن الحرب,ويتوقّف المصير الفردي والمشترك على الصورة!
كيف حملت كلّ هذا الحذر والخوف وهوس السيطرة....يا عليا؟
*
هذا يوم ميلادي الرسمي.
.
.
لو كنت مكان أحدكم,لفعلت نفس الشيء,ربما.
_لست أنا من بدأ اللعبة,ولست أنا من ينهيها.
.
.
بعد جميل,عماد يعيد الاتصال ....نحن في الشراع. لا يحتاج إلى كلمة:تعال.
بحكم العادة أفتح الإميل...
صديقتي...وحبيبتي_مع وقف التنفيذ من قبلها.
لا أستطيع أن أمنع نفسي من الردّ وبلهفة,نعم.
وأعرف لو أتأخر في الرد,مثلها مثل بقية النساء والرجال,تزداد حماستها وتعلي من شأني أكثر,لا استطيع هذه المرّة. سأتبع حدسي في شؤون القلب وما يهوى.
.
.
في الشراع_على دوار الزراعة_كأسي موجود وينتظرني,أصدقائي هنا عماد ومصعب وجميل....نهارنا سكر بتشديد الكاف وبضمّ السين أيضا.نهارنا عسل.
ثم يصل غسان ويتجدد الكأس.
.
.
_ماذا تقولين أو ترسمين لصديقك,في عيد ميلاده العشرين أو الخمسين....يا فاطمة ومريم؟
....
كلّ الزهور
والعصافير والأنهار
وأنا نغنّي لك وحدك
كلّ نسمة روح
وأنت بخير
.
.
هذا كثير ......يا فاطمة.
.
.
ظننته يوما فريدا
وآمنت به.
من بمقدوره أن ينسى!
.
.
لا تمسكي العصفور.
_أنت مريم وفاطمة وخديجة......وعليا وكلّ النساء.
*
ثم يصل أسامة وجورج,ويتجدد الكأس...في الشراع على دوار الزراعة.
كعادته عماد,الشاعر في الحياة والكسول في الكتابة,يرمي وردته ولا ينتبه أن لها وقع القنبلة...وذلك الدويّ الهائل بين نقطتي مطر,
الشعر تعبير عن عدم مصالحة مع الحياة,يرميها بوجوهنا عماد.
_ربما كان الشعر هو المصالحة النهائية والأخيرة,وليكن الاستسلام؟
ما ادراك يا عماد؟
.
.
غيابي يحميني.
_ولأن عماد من يتكلم الآن,ولأنني أحبّ وأنفر فقط,...ولا أعرف ماذا بعد.
أخرج هويتي _بطاقتي الشخصية(كي لا يزعل أحمد جان عثمان)_ وأمررها من عماد إلى جميل...إلى غسان ثم أسامة وجورج,وأخيرا مصعب.
_هل ينتبه أحدكم يا أصدقائي الأوباش؟
لا. مصعب يتذاكى....كعادته, هم...تقصد...العلامات الفارقة تام؟
نعم سأجيب.
اليوم هو عيد ميلادي,يوم وجودي الرسمي في الحياة والعالم...لا يوجد يوم أهمّ عندي.
على بطاقة الهوية تاريخ الولادة 1|6|ا960...,ولا أحد ينتبه.
اليوم هو 1|6|2008....في الشراع واللاذقية.
لو كان رامي طويل أو ياسر أسكيف....أغلب الظن سينتبهان.
أما أصدقائي
في الكأس والطيش والعدم....،نتسابق في الدمار الذاتي,فمن ينتبه!
أغادر الشراع.
أعود إلى قلعتي في بسنادا ووادي الأحمر.
*
لا أعرف كيف تبدأ الحكاية
ولا أعرف متى تنتهي.
.
.
كأس وسيجارة...,وكلام في الهواء,هي مملكتي.
أعشق أجمل النساء_وتبادلني الحبّ أجمل النساء,ليوم...ويومين,وأكثر.
_غدا أنتم جميعا,مدعوون إلى سكرة في بيت بسنادا.
سيردّ مصعب,وأين فريدة؟
يا أخي....لا تتعب نفسك في هذه الأسئلة.
فريدة السعيدة هي من تقرر,وإن ألغت السهرة والسكرة,سنغادر بلا كلمة,اطمئن.
غدا,أضع قدمي على الدرجة الأخيرة....في محيط الخمسين.
غدا....أنهي ما ابتدأ,
أو,أمزّق المعطف, أو أبدأ العدّ من جديد.
*
_كل عام وأنت بخير.
كل عام وأنت بخير.
.
.
.
يوم بطول الأبد.
*
كان يخيفني
وأنتظره
كنت أراه
وردة
شعاعا وأنتظره
ومرة.....
بعد هدوء العاصفة
وجدته يزحف نحوي.
_ذلك ما قرأته خلسة,في دفتر شاعرة سورية,لم تنشر كلمة.
أسمع صداه,من كل امرأة قابلتني يوما.
*
عبر الخطوط المتقاطعة على الكفّ
عدت إلى الغناء
وعادت إليّ طفولتي
لكن أحدنا صار أعمى
والآخر أصمّ
*
كل عام وحبيبي بخير.




#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم السبت الحزين_ثرثرة
- الحبّ المستحيل_ثرثرة
- يوم جديد حلم جديد
- الرجل والمرأة_ثرثرة
- كاوا مشّو في ديارنا_ثرثرة
- يوم جديد حلم جديد -ثرثره
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة _ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة_ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي_ثرثرة
- كم هي الحياة جميلة وظالمة_ثرثرة
- أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة
- جوني ووكر والدريوس في قصيدة نثر_ثرثرة
- تحت وطأة الزمن_ثرثرة
- عشرون حاجز-أمان-ضدّ الحبّ_ثرثرة
- صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة
- وراء الصورة_ثرثرة
- لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة
- عودة القارئ السوري_ثرثرة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - شعور الحزن الجميل_ثرثرة