أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - يوم مواطن














المزيد.....

يوم مواطن


مصطفى العوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


عبر النافذة كان يطل، يلمح حشدا من الناس يسرون في الشارع الطويل المؤدي إلى بناية البرلمان العتيق التي لا يعرف عنها لحدود اليوم أدنى معلومة رغما أنه أول من أدلى بصوته في الانتخابات هذا العام تحت تهديد المقدم و تواعده له حسب ما صرح به لنا غير ما مرة و نحن نتجاذب أطراف الحديث عن مواضيع شتى رغبة منا في قتل بعض من الوقت الذي أصبح يقلقنا موازاة مع قعوسنا الدائم، يشاهد الحشد بعيون ملؤها الشفقة و الرحمة على عباد كوتهم نيران الأسعار و ضعف الأجور ، لكنه في جميع الأحوال ليس بأفضل منهم حالا ، فمنذ إغلاق السلطات لكشكه الصغير في إطار ما تعرفه المدينة من تأهيل حضري على حد قول باشا المدينة الذي لا يظهر إلا في مثل هذه المناسبات ، وهو يعيش حالة من البطالة الدائمة ، يرى الحشد و يدخن سيجارة من أسوء أنواع السجائر التي تدخن في هذا العالم ، لكنه رغم ذلك مخلص لها و لا يلي تعليقات الآخرين أدنى اهتمام ، المهم لديه هو أن يدخن ، مرة عرض عليه أحد الأصدقاء سيغارا لكنه لم يعرف كيف سيدخنه و من تم وهو يبدي عدم الرضا على السيغار و يقول متهكما على صديقه :

السيغار مصنوع لصناع القرار و ليس للعمال و المياومين من أمثالنا

عندما تشتد به الهموم يتوجه إلى مقهى الحي الهامشي حيث لا يوجد في الداخل غاز سوى ثاني أكسيد ماركيز ، يجلس بالقرب من موسى رفيقه في الطفولة و البطالة ، يقتسم معه كوب الشاي البارد و يدخنان سويا من السجائر السيئة ما يعجل من حياتهم بشكل سريع للغاية ، و يشاهدان فيلما من الأفلام الهندية التي يتحلق حولها جل زبناء المقهى كما تحلق العرب في الجاهلية حول شعراء الحقبة ، و ما إن ينتهي الفيلم حتى يعود إلى الحي الهامشي حيث يقطن و يشارك الزملاء من أبناء الجيران سهرات الليالي الدائمة ، في هذا الحي من الصعب للغاية أن يعيش الفرد في النهار ، لان اغلب السكان يفضلون حياة الليل بما لها و ما عليها ، ومع انه لم يدخل المدرسة قط إلا انه يحب مشاركة الأصدقاء من المتعلمين حديثهم و نقاشاتهم و يبدي بدوره رأيا غالبا ما يكاد يلامس الصواب ، لازال أغلب الرفاق يتذكرون يوم أتى إليهم ليطلعهم على سر رأى أنه من الأهمية بمكان ، فكان السر أن قال لهم بأنه سمع في التلفاز عن قدوم شبح اسمه العولمة ، فضحك الجميع منه ، لكن سرعان ما كشفوا له الأمر و أطلعه على سر هذا الشبح ، لكنه مع ذلك لم يستوعب الأمر ،فكان أن قدم له مفكر الحي تفسيرا حسيا بسيطا يتماشى و قدرته الاستيعابية . غالبا ما يحدثنا عن المانع الذي حرمه من الدراسة ، فالمسكين لم تكون في قريتهم مدرسة ، قريته يقول أنها معزولة عن كل شيء سوى سلطة القائد . لازال يطيل على حشد المتظاهرين ، و يدخن السيجارة ، لكنه فجأة اقلع عن المشاهدة ،و انطلق مسرعا نحو غرفته البسيطة ، غير ملابسه الرثة و لبس سروالا من صنع دولة آسيوية ، و قميصا من صنع دولة أروبية ،و حداء من صنع دولة أمريكية و خرج مسرعا من البيت يتسابق من الدقائق و الثواني ليشارك في مظاهرة لدولة أفرقية .




#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعيد
- خلف الأصوار
- حوار مع الكاتب و الصحفي المغربي المقيم بألمانيا محمد نبيل
- ممنوع .... و شكرا
- الاتصال ألية من أليات العولمة
- جلباب المستعمر
- أقزام زمن العولمة
- نحن و مستوى السيغار
- حب على ضفاف الجامعة
- الحب في زمن الزيت الغالي
- صورة مغربي الخارج كما تصور في الأذهان
- زمن الأجساد المغرية
- لحظة سينما بوعي المستديرة
- لن أصمت
- و تستمر العزلة لأزيد من مئة عام
- التراجيدية الوطنية


المزيد.....




- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - يوم مواطن