أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - خلف الأصوار














المزيد.....

خلف الأصوار


مصطفى العوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 05:51
المحور: الادب والفن
    



لقد سئمت التردد هكذا قلت في نفسي وأنا أخطو الخطوة الأولى لولوج الفصل، كان هذا الأخير مملوء عن آخره بالطلبة، الجدد منهم والقدامى فالكل اليوم على موعد مع الأستاذ ليقدم له العروض المنزلية.

ترددت كثيرا قبل اختيار مكانا مناسبا يساعدني على مشاهدة الأستاذ وهو يلقي محاضرته، فمشكلتي تكمن في قصر قامتي والتي تكون عادة عائقا يحول بيني وبين مشاهدة الأساتذة، وما هي إلا دقائق حتى التحق بي زميلي وجلس بقربي يطلعني على ما جد في عالم الأدب والفلسفة، فعشقه لهذه الأخيرة جعله يقرأ العالم بأفكار نتشه وسارتر وغيرهم من رواد الفكر الفلسفي.

إنطلق الأستاذ في إعطاء محاضرته والتي تتعلق بأحد الكتب الفكرية المعنون بـ: " شمس الله الساطعة على الغرب"، بدأ النقاش حول هذا الكتاب بعدما قدم لنا الأستاذ أرضية خصبة للنقاش حوله، غير أنني في تلك اللحظات كنت قد إنغمست في إعادة شريط العشرين سنة الماضية، فاليوم أكملت سنتي العشرين، أحاول استذكار ماضي هذه السنوات بحلوها ومرها بأفراحها وأحزانها، أتذكر أيام الدراسة الابتدائية، كنت ذا خجل كبير خجل منعني غيرما مرة من البروز والتفوق دراسيا، أتذكر مغامراتي الغرامية أيامها، عشق طفولي غير أنه ناضج لمستوى لا يتصور، كنت دائما أسعى إلى لفت إنتباهها بطريقة فنية، كان التقابل بيني وبينها في الحرف الأول من إسمينا، واليوم تجدني أطلع تلك الصدفة الغريبة، فجل من أغرمت بهم يبدأ إسمهم بحرف الميم، أكون صادقا إذا ما قلت أن جل الأحداث الماضية والتي أنا اليوم أحاول إستذكارها كانت متأرجحة بين السعادة البائسة والمرارة السعيدة، عند استكمال المشوار الابتدائي حللت ضيفا على إعدادية المدينة، مؤسسة سمعت عنها الكثير، غير أن أجمل ما سمعنا عنها هو أن سنوات القمع تنتهي هنا، لأنها ولا شئتم، سوى طرد يكون جميلا في بعض الأحيان، خصوصا في تلك المواد الدراسية التي كانت عادات تثير إشمئزازي، كنا نحب الدراسة في المساء لسبب واحد هو الخروج من الفصل مع جنوح الظلام، والذي كنا نستغله كثيرا فندق ناقوس عمارة أو بيت ما ونفر بسرعة فائقة، كانت تلك العمليات الصبيانية وغيرها تشكل لنا سعادة كبرى نحس بها ونحن عائدين إلى بيوتنا، عادة ما كنت أقود المجموعة للقيام بتلك العمليات وذلك لغرض في نفسي هو الإسراع قصد الوصول إلى مسجد الحي وتلاوة حزب المساء لأفلت من عقاب أبي عند عودته إلى البيت ليلا، كان برنامجي اليومي في تلك الفترة قاسيا للغاية، قيام مبكر وتلاوة للقرآن وللمتون الفقهية ثم التوجه إلى المدرسة، غير أن تلك الأيام كانت غاية في النشاط، يوم الجمعة هو يوم لعب الكرة مساء، نلتقي في ملعب خلف المدرسة وتتوزع إلى فرقتين، وعادة ما كان الفريق الخصم هو الأقوى لأن القاعدة كانت تقول القوي جنب القوي والضعفاء يقتسمون الهزيمة، واليوم أقف وقفة تأملية في الماضي لأرى جماليته التي غابت عني في تلك الأيام، أقرأ التاريخ من زاوية أخرىـ وأحاول استنباط ما جاء به من أحداث جميلة، حتى القبيحة منها تنقلب اليوم إلى أحداث رائعة، الحاضر يعكس الماضي بمرآة ذهبية.

" شكرا أعزائي على حسن الإصغاء"، قالها الأستاذ وهو ينهي محاضرته، لتنتهي معها رحلتي في الماضي الجميل، أعود للحاضر وأعود لزملائي، وأعود لهذا اليوم، يوم ذكرى ميلادي، تاركا، الماضي خلف الأصوار، أصوار الطفولة والمراهقة، فاليوم أكملت العشرين سنة.




#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الكاتب و الصحفي المغربي المقيم بألمانيا محمد نبيل
- ممنوع .... و شكرا
- الاتصال ألية من أليات العولمة
- جلباب المستعمر
- أقزام زمن العولمة
- نحن و مستوى السيغار
- حب على ضفاف الجامعة
- الحب في زمن الزيت الغالي
- صورة مغربي الخارج كما تصور في الأذهان
- زمن الأجساد المغرية
- لحظة سينما بوعي المستديرة
- لن أصمت
- و تستمر العزلة لأزيد من مئة عام
- التراجيدية الوطنية


المزيد.....




- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - خلف الأصوار