أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - مساء خامد وابتسامات وريفه لطفلة اسمها - رفيف-














المزيد.....

مساء خامد وابتسامات وريفه لطفلة اسمها - رفيف-


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 713 - 2004 / 1 / 14 - 02:57
المحور: الادب والفن
    


منذ أن نام النورس بجوف بوصلة
عرفت بأن كل الاتجاهات منكِ
وتؤدي اليكِ
فلاتتركي أيامي لخزائن الشحوب لتستطيل كالاشياء المهجورة/ والدمع وخز مسنون ومستدير كالحكايات القديمة/ علي شفير الغياب علق آسىً جارحاً بلا أجنحة علي قلبي وهو يحاول  الفرار وزحفت إلي أقاصي الوجد اخرب الذاكرة بطبول الحنين/ في مسارات الجنون اركض كأيائل برية وجسدي ينزع عنه أشواكه وعباءات التعب/
وهذا المساء المستريب
يفتت حزن الغريب
ويتلصص إلي آخر زفرات الاحتضار/ ولا خيار لي غير أن أستدين من عمر سنوات صبية/ واشتري مني دمي لكي أبادله في سوق اللعنات بجحيم البداية/ وهذا البهاء العلوي يدلف المساء كله من نافذة الروح
ليستتب للنورس وطن
ولأوهام العشيرة كفن
وقليلا من الطفولة لنعلم الكون رفيف البالونات الضاحكة/ وتنطلق أرجل أثقلها شلل جبل طار ثم حط وعلمها موات الرخويات/ وفي أرخبيل الروح تدلت نجمة غجرية
وغسلت عار المساء الكسيح
بدمع
ولبن من فضة وزنجبيل
فلا تحاكي النار
اختزني كل انفجارك في طلقة لا يموت بارودها/ وصوبي نحو المرايا وألف مرة نحو سكون البحيرة/ في آخر الرشقات اخترني حزنك في وردة وذا قلبي سجاد حان
نامي
نامي
حتى أقرأ في أطياف حلمك مدائن مغسولة بالصحو تبادل القرى بحدائقها
بخط جديد
للسكك الحديد
فالصافرات في أول الطريق تعلن مجيئها لمن حول أنفاسهم قلاع ويراهنون بأن الشمس قريبة كالشهيق/ فخلف محطات السراب تنتظر قوافل وحجيج/
تأكل من جوعها ما تبقى من فتات/
أما آن للنورس عود من كل هذا الاغتراب ؟؟
أصلي الآن لإله في المهد يسمى الإياب
وهذا الكرسي أحب اليك من أمك منذ أن ولدت واقفا علي مسامير الأرق وتركض في بيادر الاحتراق/
تنفس قليلا
فالخطوات الخشنة في آخر الليل ما زالت بعيدة/ لديك ثلاثة ثوان لتخرج تلك القرية من رئتيك للتناسل في انقسام سريع/ وتكون من ابنوسات القبيلة إرهاصات الهدير/
منذ أن نام النورس بجوف بوصلة
عرفت بأن كل الاتجاهات منكِ
وتؤدي اليكِ
 تركت ملامحي بين عينيك/ وطويت بداخلي من زبد ليبقى الجسد كائناً  يسمو بنا إلي هامة الدفء/ وانحسار المدى الأزرق يورق بين المسام عطرا استوائي/ يشهق نجم متلصصا من نافذة المساء/ ونحن في امتزاج الصهيل تهدهدنا أمواجنا/ ونتدفق/ والأرض كانت طفلة بضفائر نارية تركض عكس الاتجاه/ وكنا عصافير نتشبث بلهب هذا الاشتعال المجيد/ ونسمي الطفلة فينا رفيف حدقات الدهشة والانبهار بالضوء والظل وتدرج اللون الأخير قبيل السطوع /وأصباح التأرجح تظلنا بظل منا سرقناه من فئ لحظات كانت المزن تهاجر من مسامك إلي دمي/ حتى يعود الصدى مستديرا كالأغنيات القديمة/
هذه البداية لا تشبه الرحيل
وتلك البوابة لدخول قطارات الأصيل
فالعناكب منهكة كأنها وحدها علي هذا الكون تغزل ثوبا لهذا الفراغ العاري/ حتى ينزف الوقت فينا بزفرات العاصفة وندق القمر طبلا
فقد كان آخر الحاضرين
واقفا
مذهولا
وشاحبا
ومكتوف الدمع
يبكي غبشا
يسرب أساه إلي طفلة ولدت في ذات اللحظة في الخيام البدوية
وتحت ظل القافلة
فلابد أن تسير القافلة في عوسج العمر
وفي تيه الأسئلة
 وتخوض في وحل الدم حتى شرايين السنبلة
 والي أن تتفتح تويجات أول نجمة ..
الخرطوم
                                            22أغسطس1994



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديسمبريون احبهم
- ما أطولها من ثلاثاء
- COW BOY
- صور من حرب ما
- ارتياب
- فلتهتف .. لا .. للإحتلال
- بيان تأسيسي
- في الصباح
- كهولة
- تشوهات
- ملك .. أم كتابة
- جائزة مراقبة حقوق الإنسان لعام 2003م د. عايده سيف الدولة امر ...
- تجاعيد الشجن - إلي الشهيد عبد المنعم رحمه
- إيلين وقطتها الصغرى
- دنيا
- وسط الدينة
- حوار مع الشاعر المصري حسن بيومي
- سلالة
- مؤجز أنباء عام 2000م
- طقوس ميلاد الأبدية


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - مساء خامد وابتسامات وريفه لطفلة اسمها - رفيف-