منذ ربع قرن
صُوًرهُ لا تخشى الشيخوخة
تنافس فتيات الإعلانات
حيثما تلتفت تجدها
أحياناً مبتسماً برضا
وحيناً بتقطيبه غضوبة
مرة بأزياء تقليدية
ومرة ببزة عسكرية
أحياناً بلحية
وحيناً حليق!!
مرة نصف الوجه
ومرة كامل الاستطالة!!
يا له من مصور بارع
الذي أبدع تلك الصورة ذات النظارة الشمسية
التي تطل من عدستيها حشود الجماهير
وحينا مشاريع الإنجاز
أو الآثار التاريخية التي يفاخر بها الأمم
وضع أخاذ وهو يرفع يده بالتحية من صورة بالحجم الطبيعي
كأنه يباركهم
يطل مطمئناً
متورداً
مكتنز الخدين
من فوق أعلي ميدان في وسط المدينة
عابر من تحتها، بعد أن تلفت في كل الاتجاهات همس في أذن آخر:
- إنه لا يباركهم
بل من تلك الكاميرا الخفية يراقبهم!!
في كل محطات التلفاز
في كراسات المدارس
في القمصان الصيفية
في ميداليات الهدايا
في القطارات
في البصات
في طابع البريد
في رايات المواكب
في علم البلاد
في كل المكاتب في الحائط المقابل للباب
في ورق العملة
- ملك.. أم كتابة؟؟
- كتابة!
- ملك.. أم كتابة؟
- كتابة!
- ملك .. أم كتابة؟
- كتابة!
وتشاجر المقامرون
من تحت أرجلهم ألتقط طفل مشرد عملة فضية
حدق فيها طويلاً ثم قهقهه قائلاً:
- يا لهم من عميان
لعملتنا وجه واحد
ملك
و
ملك!!
22/11/2003