أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - آثـــــار















المزيد.....

آثـــــار


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 621 - 2003 / 10 / 14 - 00:21
المحور: الادب والفن
    



إلي صديقي "وسواف تُل" عاشق مدينتي المنسية


الحصاحيصا:
بَصَقَها النيلُ الأزرقُ ذاتَ ضَجَرٍ على ضفَّتِهِ اليُسرى
 ولم يغسِل وَجْهَهَا من بَقَايَا الزبدِ والغُبَار
صوفيا:
قُرْبَ فندقِ الخُطُوطِ الجوِّيَّةِ البُلغاريَّةِ يوجَدُ نَفَقٌ أرضِيٌّ، تَسْتَطِيعُ أنْ تُبَدِّل كُلَّ ما تَمِلكُهُ من دولاراتٍ تَشترِي تَبْغاً فاخراً وامرأةً تَصلُحُ لكافَّةِ أغراضِ مسافِرِ الترانسيت ،رُبَّما تَجِدُ تُركياً يَتَحدثُ قليلاً من العربيَّة يُذكرُكَ بقهرٍ مسكُوتٍ عَنْه، إنْ لَمْ تَكُنْ ذا معرِفةٍ بأهواءِ الغجرِ وفُنُونِهم لاصطِيادِ الحَيَاة سوفَ تَسْرِقُ تلكَ الهَارِبةُ من أُسْطُوَرةٍ ما كُلَّ ما بَدَّلتهُ مِنْ دولارات قَبْلَ أنْ تُفِيقَ مِنْ دَهْشَتِك بِها أو يَغِيبَ صَدَى ضَحْكَتِها وبَقَايا الكُحْلِ الذي يَكَادُ أَنْ يَتَدَفَّقَ مِنْ عينيها.
الحصاحيصا:
كُنَّا نُسَمِّيهِ العَالِي
رُبَّمَا لأَنَّنَا صِغَارٌ لم نُدْرِكْ أَنَّهُ مُجَرَّدُ تَلِّ تُرَابِيٍّ صغيرٍ لا يستطعُ أن يحجبَ عَطساتِ أخَيََ الأكبَرِ في المدرسةِ المُجَاوِرَةِ عَنْ أُذُنِ أُمِّي.
قَدْ تُشيرُ لَكَ أصَابِعٌ فرِحَةٌ إلى منزلٍ آيلٍ للسُّقُوطِ
( لابُدَّ أن يَتَحَوَّلَ هذا المبنى  يوماً ما إلى متحف، فهُنَا كَانَ يَسْكُنُ فَنَّانُ القَرْنِ الآتي" مصطفي سيد أحمد")
القاهرة:
جَبَلُ" المُقطمِ" لَمْ يَعُدْ أَحَدَ أَوْتَادِ اللهِ في الأرْضْ، تَنَاهَشَتْهُ أسنانٌ معدِنيةٌ حادةٌ من كُلِّ الإتجَاهات، يُهْدِي المدينةَ قُبْحَاً مُهْمَلاً والكثِيرَ من الغُبار.
من الدَّاخِلِ تَبْدُو "قلعةُ صلاح الدين" عصريةً جداً بعد التَّرْميمِ الأخير‍
من سُوقِ "أمبابة" قَدْ تَشْتَرِي من أحَدِهِم جَمَلاً ، عندَ التَّسْلِيم يُعْطِيكَ أرْنَباً ترابيّ اللَّونِ بمقوَدٍ طويلٍ يحاولُ أنْ يُقْنِعَكَ بأنَّهُ ما اتَّفَقْتمُ عليهِ بالأمس، ويَخْتِمُ تَعْدَادَ مَحَاسِنِهِ
- إنَّهُ جَمَلٌ  من سُلالةِ نِادرةٍ سوف يَكْبُرُ على مَهلٍ
فتُعطِيهِ من جيبِكَ الأيْسَرِ فأراً
- مممما هذا؟؟‍
- فيلاً
في مقهى "ريش" ما زال التَفْعيليونَ يتساءلُونَ بغَبَاءٍ :
هَلْ قَصِيدةُ النَّثْرِ شِعْرٌ ناقص؟؟
قَبْلَ أنْ تُغَادِرها إلى مدينةٍ أُخْرَى عليكَ أن تَحرِص أنْ تَرَى ابتسامةَ أبي الهَوْلِ وهو يَتَفَرَّجُ على "أوبرا عايدة" على سَفْحِ الهرم.
الحصاحيصا:
إن كُنْتَ عابراً في طريقِ "مدني – الخرطوم " الشَّهيرِ بطَريقِ الموتِ،سَوفَ تَقرأَ لافِتَتَها فَتَظُنُّها مدينةً كبيرةً بحَجمِ عَدَدِ حُرُوفِها وامتدادِها الطُّوليِّ الخَادِع،لكِنَّها صغيرةٌ صغيرةٌ – بلا أسرار -  يستطيعُ " حُوتَه" ذو الوَجهِ المنغوليِّ أن يسرُدَ فضائحَ ليلتِها السَّابقَة  في إستاد كورة القدم، كذلكَ يَفعلُ معتوهُها المحبوبُ في العَرضِ السينمائيِّ المسائيِّ، وعندَ بائعةِ الشايِ التي أتَتْ في عامِ المَجَاعةِ سَوفَ تَجِدُ أخْبَاراً طازِجةً بعددِ ألوانِ وجهِها الذي بَقَّعَتْهُ المساحِيقُ بَيْدَ أَنَّ ساقَيْها مازالتَا بلون الأبنوس.
برلين:
الجِّدارُ لم يعُدْ رَبْطةَ عُنُقٍ خَانِقَةٍ على عُنُقِها الشَّهيِّ، تَلاشَى بلا عَوْدَةٍ ذاكَ الهتافُ المكتومُ:
" أوْقفُوا القَتْلَ عِنْد الحائِط"
" أوْقفُوا القَتْلَ عِنْد الحائِط"
" أوْقفُوا القَتْلَ عِنْد الحائِط"
        عِندَ بوابةِ " جراندنبرج" سوقٌ يعجُ بِكُلِّ الأجناسِ يبيعُ للسياحِ سِيرةَ الذينَ عبرُوا من هُنَا إلى الخدعةِ الكُبْرَى، وفي أكياسٍ مذهبةٍ بقايا الأحجارِ بخمسةِ دولارات، أحدُهُم يهمسُ في أُذُنِكَ بحذرٍ:
- إِنتبِه
  الرجلُ الذي تطوَّعَ أَنْ يكَونَ مُرشِداً سياحياً لك شاذٌّ جنسيٌّ!!
الحصاحيصا:
لا أَحَدَ يعرِفُ متى يجىءُ؟؟!
أو يذهب!
إنَّهُ أعقلُ مَجنونٍ عَرِفَتهُ شوارِعُها، ينادُوَنُه بأسماءَ كثيرةٍ عندما يصيحُونَ به "يوسف" يبتسمُ بصفاءٍ ثم يهرولُ سريعاً، يتوقَّفُ فجأةً رافعاً يديهِ إلى أعلى وأصابعُهُ تشيرُ بعلامةِ النَّصْر،يركعُ علي الإسفلتِ في صهدِ الظهيرة، ثم ينهضُ راكضاً يَتْلوُ سُبَابَاً متواصلاً ويذوبُ كصدى تأكُلُهُ الجِّهَات.
الإسكندرية:
يَهْواهَا الغُزَاةُ
     والمتُسكعونَ
           والمُقامرُونَ
              والمُغامرُونَ
                  والعُشاق ُ
                    والمنفيُّونُ
              والمهووسُونَ بالحَيَاة
أزْرَقُها الشَّاسِعُ يُضَاجِعُ كُلَّ السابِحَاتِ أمَامَنَا ولا يَخْجَلُ
                                              ولا يَفترُ
                                              هِيَ لوحةٌ لَمْ تَتِمُّ لـ " سيف وانلي".
الحصاحيصا:
قَبْلَ مُنْتَصَفِ اللَّيلِ بقليلٍ يَنَامُ سُكَّانُها الفُقَرَاءُ ،بحذرٍ مدروسٍ يسيرُ السُّكارى، المِثليون الأرِقونَ يُقلقونَ شوارِعَهَا بعَرَبَاتِهِم الفَارهة بَحْثاً عن صيدٍ تائِهٍ يُطِفئُ ظمأ ليلهمُ الطَّويل.
قداينسك:
يا الله أينَ أنَا؟؟
وُقُودِيَ يَنْفَد
بُوصِلِتي أصابَهَا  العَطَب
ما كُلُّ هذا الشُّسُوعِ المُخْضَرّ؟؟
وهذا النَّهر
لابُدَّ أَنَّهُ النَّيلُ الأزرق
أيُّ مخيالٍ فنانٍ ذاك الذي خَطَّط حِمَارَ الوحشِ كذا؟!
قطعانٌ من الزَّرافاتِ
والفيلةِ
   والقرودِ
     والغزلان ِ
تَتَراكضُ من تحتي
تفرُّ من هَدِيرِ " الانتينوف" المرعب
أسرابٌ من الطيوُرِ المزخرفةِ المرتبكةِ تصطدمُ بالأجنحةِ المعدنيةِ
يا الله
وقودي ينفذ؟
لا مَفَرَّ
لا مَفَرّ
وداعاً أحبَّائي بـ"قداينسك"
وداعاً أحبائي
وداعاً أحبائي
وداع أحبائي
وداع
- لك شارِبُ وملامحُ " ليِخ فَاوَّنسَا"
- ما أجملَ التضامُن لقد تظاهرتُ يوماً من اجلهِ
- إنَّهُ مُخربٌ عظيم
- ربَّما الذين من قَبلِهِ أيضاً، دع القَمْحَ ينموُ والناسَ تَخْتَار
- مهلاً عزيزي " وسواف تُل" لمَ العجلة؟
- إنِّي ذاهبٌ كَي ادهن الأبدِيَّةَ بالأَخْضَرِ الأَخْضَرْ ثُمَّ أسرِي بمَمَرِّ رائحةِ الخَفَاء إلى الحصاحيصا، لي فيها ضَوْءُ قَمَرٍ طُفُوليِّ أحِبُّه،رُبَّمَا ألقاكَ هُناك عصفوراً يعانِدُ العاصِفَة.
3ديسمبر 2002 يونيو ‏2003‏‏

 



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُدَّعي
- أضداد
- ريبة نموذجية
- السفاح المكتئب
- سطوة التكرار
- ضجر
- خطه شابه جداً
- سجن
- دكتاتوريات
- خيوط النول القديم إلى روح المناضل النقابي المصري مصطفى عبد ا ...
- حادثة
- إرشادات لكتابة نص حداثى
- ولاء


المزيد.....




- -عاوزه.. خلوه يتواصل معي-.. آل الشيخ يعلن عزمه دعم موهبة مصر ...
- هل تعلمين كم مرة استعارَت أمي كتبي دون علمي؟!
- رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن ...
- رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري
- على طريقة الأفلام.. فرار 8 أشخاص ينحدرون من الجزائر وليبيا و ...
- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - آثـــــار