أبسط من الملح، وأعلى من الحزن
إلا
قليلا
بهدوء يطلق صافرات الصحو
وينفض عن البلاد العمياء سطوة الكوابيس
يهش نعاسها من وحل الطرقات
أبدا
لن تسمع صوت خطواته
أو
ترى ظله يزهو
تجب ابتسامته الجهات
يمحو لثغة صغارنا ويعلمهم الأبجدي اسمه
ميم: مصانع
صاد: صناع
طاء: طلائع
فاء: فلسطين
ياء: "يا عمال العالم وشعوبه المقهورة أنتم زهر الأصباح"
ما زالت جثة النيل المنسية تلعق الأوساخ
وهو هناك على الضفة البعيدة يجلو عن طلاسم المواعيد الصدأ
ويعاند لعنات الخفوت!!
بخيوط نوله القديم يغزل:
باللون الأبيض: مآزرا للفقراء
باللون الأحمر: رايات للساحات
باللون الأسود: أكفانا لغير المغفور لهم، الذين يليق بهم على أنفسهم الحداد
وإلى الجهة الأخرى يغير التفاتة نسر الأجداد المقدس
ويعلق صدى صوته على المرايا
ويسير بهدوء
إلى
ما وراء الغياب
سبتمبر 2003م
* شاعر سوداني مقيم بالقاهرة