قرأت في جريدة الصباح بالخط الأسود خبر نعيي
لم ابك
أو
آسف عليّ
تذكرتني ليلة أمس قبل موتي
هناك كنت اجلس في حديقتي أضع آخر لمسة علي تمثال
إنه تمثالها
وطائرها العنيد فر من قلبها ورك علي كتفها الأيمن
ثم كف عن الرفيف
وهي تخطو وتحدق في البعيد في ما وراء غيوم لا تمطر
لا تبصر سوي الغرباء الذين يسعون بين الناس بنعوشهم
تماثيلي التي في الحديقة
مثل لوحاتي
بعد منتصف الليل
تسامرني وتونس عزلتي
تخنق وقتي المتمرد بألوانها الكابية
وأيديها الحجرية
تتخاصر
وترقص
وتدعوني إلي رقصة لا اعرفها ،من أين تأتى موسيقاهم التي لا تشبه جنائزية اللحظة؟!
لن أحتاج كفناً ابيضاً
أو
علم بلادي
أو
تابوتاً من خشب الزان
فقط اتركوني
هنا
في حديقة تماثيلي
محنطاً لصق طائرها.
29/11/2003م