أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - عندما -يُعرِّف- الرئيس بوش الدول!














المزيد.....

عندما -يُعرِّف- الرئيس بوش الدول!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 11:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع أنَّ الرئيس بوش يحاول أن يظهر للفلسطينيين والعرب على أنَّه منهمك الآن، أي في ربع الساعة الأخير من عهده، في "تعريف"، أو "تحديد"، الدولة الفلسطينية، وكأنَّ "تعريف الشيء" هو شرط وجوده، فإنَّ أوهامه التلمودية، والتي منها يصنع كثيراً من سياسة الولايات المتحدة، يَسَّرت له، وزيَّنت، تعريف إسرائيل على أنًَّها "وطن الشعب المختار"!

هذا الرئيس، الذي كلَّما تأكَّدت له بشاعة وجهه السياسي ألْبَسَه مزيداً من أقنعة الديمقراطية والتي كلَّما لبسها أكثر تعرَّت عوراته أكثر، نسى، أو تناسى، عندما قاء هذا التعريف أنَّ 20 في المئة من سكان دولة إسرائيل، أو نحو مليون ونصف المليون إنسان من العرب، أي من بقايا الشعب الفلسطيني هناك، ليسوا من "الشعب المختار"، ولا يشرِّفهم أن يكونوا منه، وأنَّ لهم في "وطن الشعب المختار" حقَّاً لا يملك "الشعب المختار" مثيلاً له لجهة وزنه الواقعي والتاريخي والقومي والإنساني والأخلاقي، فَلِمَ لم يمضِ الرئيس بوش قُدُماً في "لعبة التعريف" المُولَع بها، والتي تُظْهِره على حقيقته.. طفل في السياسة، أو متطفِّل عليها، و"يُعرِّف" لنا هؤلاء الذين يسكنون هم أيضاً "وطن الشعب المختار"؟!

هؤلاء، بحسب "خطاب الوهم التلمودي"، الذي ألقاه "سفير الوهم التلمودي" في البيت الأبيض، إنَّما هم "غرباء"، يعيشون في "وطن غيرهم"، أي في "وطن الشعب المختار"!

وهل يبقى فينا، بعد كل هذا الذي قاءه الرئيس بوش، من يجرؤ على الاستمرار في تعليل نفسه بوهم أنَّ مزيداً من هؤلاء "الغرباء"، أي من اللاجئين الفلسطينيين، يمكن أن يمنحهم هذا الرئيس ـ الذي لا يتحدَّث في كل أمر سياسي يخصُّ الشعب الفلسطيني وقضيته القومية إلاَّ بما يُظْهِر ويؤكِّد حاجة الولايات المتحدة إلى "العَلْمنة السياسية" ـ حق العيش، أو الإقامة، في "وطن الشعب المختار"؟!

إنَّنا لا ننتظر أن يفرغ الرئيس بوش من تعريف الدولة الفلسطينية؛ لأنَّه عرَّفها إذ عرَّف إسرائيل على أنَّها "وطن الشعب المختار"، فهذا الرئيس مثله كمثل من دُعي إلى تعريف القط، فعرَّفه على أنَّه حيوان خُلِق ليأكل الفأر، فلمَّا دُعي إلى تعريف الفأر عرَّفه على البديهة قائلاً إنَّه حيوان خُلِق ليأكله القط!

وعليه، لن يأتينا الرئيس بوش بشيء جديد إذا ما أنجز مهمة تعريف الدولة الفلسطينية قائلاً إنَّها الدولة التي ينبغي لها، في محتواها وشكلها وخصائصها كافة، أن تكون "الدليل الفلسطيني" على أنَّ إسرائيل هي "وطن الشعب المختار"، وكأنَّ الرئيس بوش لم يعرِّف إسرائيل على هذا النحو إلاَّ ليطلب اعترافاً فلسطينياً بها، يوافق تماماً هذا التعريف!

الدولة الفلسطينية، التي يريد الرئيس بوش تعريفها أوَّلاً، ليقيمها من ثمَّ بما يوافق تعريفه لها، إنَّما هي الدولة التي تحل مشكلة ملايين اللاجئين الفلسطينيين بما يبقي إسرائيل "وطن الشعب المختار"، وتحل مشكلة القدس الشرقية بما يُسمِّن أورشليم، بوصفها عاصمة "دولة الشعب المختار"، وتحل مشكلة حدودها مع إسرائيل بما يرضي المستوطنين من "الشعب المختار"، وتملك من السيادة والاستقلال والوحدة الإقليمية ما يلبِّي الحاجة الأمنية لـ "الشعب المختار"، حاضراً ومستقبلاً.

إنَّه يريد أن يعرِّف الدولة الفلسطينية بما يسمح بصُنْع دولة فلسطينية على مثال مصالح وحقوق "الشعب المختار"، دولةً ووطناً، وبما يؤكِّد أنَّها، أي الدولة الفلسطينية، أصغر حتى من الرئيس بوش نفسه!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة فلسطينية حاسمة!
- إنَّما -التعريب- كلمة يراد بها -التدويل-!
- ذاك انقلاب.. أمَّا هذا فلا!
- -قصة التيه- في نسختها اللبنانية!
- ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!
- كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!
- لو كان اقتصادنا الحُرُّ.. حُرَّاً!
- -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!
- حرب حكومية على -أفيون الفقراء-!
- فوضى الكلام عن السلام!
- أما حان لعمال العالم أن يتَّحِدوا؟!
- تعريف جديد ل -المرأة الزانية-!
- -حماس- تتحدَّث بلسانين!
- من بروكسل جاء الجواب!
- طوفان التصويب وأحزاب سفينة نوح!
- الكامن في شروط إسرائيل -غير التعجيزية-!
- -أحكام عرفية- ضدَّ -الغلاء-!
- مأساة تَحْبَل بانفجار!
- -عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!
- هل تَعْرِف مَنْ أنتَ؟!


المزيد.....




- باريس هيلتون تتألق بفستان حالم يذكّر بأميرات ديزني في القصص ...
- تقرير يكشف -الحقيقة الخفية- لزواج الأطفال..3 فتيات يشاركن مر ...
- لحظة انتشال ناجين من تحت أنقاض مدرسة منهارة في إندونيسيا
- ماو تسي تونغ: قائد -نهضة الصين- أم المسؤول عن فناء الملايين؟ ...
- الحوثيون -يعاقبون- شركات أمريكية ويتبنون مهاجمة سفينة هولندي ...
- إصابات في صفوف باريس سان جرمان قبل لقائه مع برشلونة
- مباشر: في انتظار رد حماس... الجيش الإسرائيلي يغلق آخر ممر مت ...
- الفلبين: مقتل عشرات الأشخاص وانهيار مبان جراء زلزال بقوة 6.9 ...
- الدانمارك تستضيف قمة أوروبية وسط تعزيزات أمنية مشددة
- خطة ترامب لإنهاء الحرب: خديعة سياسية ونصر إسرائيلي مزيف


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - عندما -يُعرِّف- الرئيس بوش الدول!