الاستثمار الإشهاري بالمغرب من الكولسة إلى الشفافية

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 709 - 2004 / 1 / 10 - 04:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

يعيش الحقل الإعلامي بالمغرب حاليا جملة من التحولات ولعل آخرها ما يروج في الحقل  الصحفي، لاسيما الصحافة المكتوبة سواء منها الحرة (المستقلة) أو الحزبية والأمر يتعلق بسوق الإشهار وقواعد لتنظيمه تضمن الوضوح والشفافية وهو رهان كبير اقتصاديا وسياسيا . وكانت أول خطوة دشنت هذه التحولات المرتقبة اتفاق الناشرين ووكالات ووكلاء الإشهار على إحداث هيأة لمراقبة ومن المعلوم أن سوق الإشهار بالمغرب ظل مطبوعا بالغموض والضبابية ومتميزا بالمحسوبية والزبونية والعلاقات المتسترة والإفضاليات غير مبررة وغير الخاضعة إلى أي مقياس عقلاني. علما أن قانون الصحافة لسنة 2002 ينص فالإشهار، على وجوب التنصيص على عدد النسخ المطبوعة والموزعة، إلا أن القانون لم يشر إلى أي إجراء زجري في حالة عدم القيام بذلك. كما أن شركات التوزيع لا تقوم بنشر أي بيان أو أرقام بصدد الأعداد الموزعة فعلا وبإحداث مكتب مراقبة الانتشار أضحى مفروضا على كل المقاولات الصحفية تزويده بالمعلومات الكافية حول عدد النسخ المطبوعة وحول المبيعات ، باعتبار أن هذا الإجراء سيشكل شرطا من شرط الاستفادة من الإشهار مستقبلا بفعل الأمر الواقع. كما أن هذا الإجراء سيمكن وكالات ووكلاء الإشهار من معلومات ومعطيات الإشهار على الصحف.

ويبدو أن الرهان المركزي هو توزيع سوق الإشهار ، عبر الإعلان الشفاف عن مدى انتشار الصحف وعدد النسخ المطبوعة والمبيعات ، وهذا من شأنه تفعيل وإعادة تفعيل آليات سوق الإشهار بالمغرب والذي ظل محفوفا بالضبابية وعدم الوضوح على امتداد عقود خلت ، حيث كان الجميع يسبح في الضبابية في هذا المجال بفعل غياب معطيات ذات مصداقية وبفعل عدم وجود هيأة موثوق بها في هذا الصدد .

ورغم أن الدراسات قليلة جدا فيما يخص سوق الإشهار بالمغرب، إلا أنه هناك بعض المعطيات من شأنها أن تعطينا رؤية عامة تقريبية.
عموما عرف سوق الإشهار بالمغرب نموا ملحوظا ، حيث صعد الاستثمار الإشهاري من 1,3 مليار درهم سنة 1999 إلى 2,4 مليار درهم سنة 2001 ، وهذا ما يمثل ما يناهز 0,70%  من الناتج الداخلي الخام .

إلا أنه من الملاحظ أن الإشهار خارج الوسائل الإعلامية (التلفزة، الإذاعة، االكبرى:عبر تنظيم تظاهرات لازالت تستحوذ على ما يناهز 50 % من الاستثمار الإشهاري الإجمالي، لاسيما وأن أسعار الإشهار بالوسائل الإعلامية عرف ارتفاع قدر 15 % منذ سنة 2001. ومهما يكن من أمر فإن حصة الأسد من الإشهار بالمغرب تخصص للوسائل الإعلامية الكبرى : التلفزة ، الصحافة ، الإذاعة ، الملصقات . وتستحوذ التلفزة لوحدها على ما يناهز 49 %  من الاستثمار الإشهاري الإجمالي ، علما أن التلفزة تمس 98 % من ساكنة المغرب . وتحتل الصحافة المكتوبة المرتبة الثانية بنسبة 25 % من الاستثمار الإشهاري الإجمالي. وقد عرف الإشهار بواسطة الجرائد والمجلات نموا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة بالمغرب، لاسيما وأن الإنتاج الصحفي مر من 34 ألف سنة 1977 إلى 350 ألف نسخة سنة 2001. وفي هذا الصدد لازال يحتل " لومتان" مرتبة الصدارة باستحواذه على 20 % من إجمالي الاستثمار الإشهاري، تليها "لكونوميست" بحصة 15 % ثم " لا في إيكونوميك" بحصة 8 % ثم " لوجورنال" و " فام دي ماروك" و " لاتريبين" بحصة 4 % و " لاكازيط دي ماروك" و " لاسيتادين" بحصة 3 % ثم " لوبينيون" بحصة 2 % وكلها جرائد مجلات تصدر باللغة العربية تقتسم 35 % من الاستثمار الإشهاري الإجمالي. أما بالنسبة للإذاعة فحصتها من الإشهار تتموقع في حدود 8 % تقريبا. أما الملصقات فقد عرفت حصتها تصاعدا ملحوظا إذا كانت 8,4 % سنة 1999 و 13,4 % سنة 2000 لتصل إلى 18 %  تقريبا سنة 2001.

وتظل كل هذه المعطيات تتميز بالطابع التقريبي باعتبار قلة الإحصائيات المتوفرة وبفعل غياب دراسات وتحقيقات فعلية في هذا المجال. وعموما تتوزع الاستثمارات الإشهارية كالتالي: 49 % بالنسبة للتلفزة و 25%  بالنسبة للصحافة المكتوبة و 18 % بالنسبة للملصقات و 8 % بالنسبة للإذاعة.

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل