أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخزن الاقتصادي- استراتيجية البحث عن مخرج الأزمة- الحلقة2














المزيد.....

ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخزن الاقتصادي- استراتيجية البحث عن مخرج الأزمة- الحلقة2


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 696 - 2003 / 12 / 28 - 04:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اتفق الجميع أن الصفقة تمت بمبلغ ضعيف، إذ قدر ثمنها الحقيقي فيما يناهز ثلاثة ملايير و نصف مليار درهم، إلا أنها أبرمت بمليارين و 85 مليون درهم فقط، أي بفارق يناهز المليار تقريبا و هذا ما دعى إلى الاستغراب و التساؤل. فهل كانت هناك ضغوط على المجموعة و عائلة قائدها سعد الكتاني؟ و هذا الاستغراب كرس نوعا من الخوف و القلق في الأوساط المالية و الاقتصادية بالمغرب. و بعد هذه الصفقة أصبح البنك التجاري المغربي الأداة المالية لمجموعة "أونا" و للمخطط الاقتصادي للقصر الملكي.
 و بشهادة الأغلبية الساحقة للمحللين الاقتصاديين المغاربة يعتبر بنك الوفاء من بين المؤسسات المالية المغربية القليلة جدا التي اعتمدت على امكانياتها الذاتية و التي لم تساهم في قسمة "كعكة" المغربة سنة 1973. علما أن بنك الوفاء ظل دائما في صحة جيدة، إنه ظل مؤسسة اقتصادية قوية و ناجحة، و بذلك فإنه برهن أحسن برهان على أن البرجوازية الوطنية لها القدرة على تنمية الاقتصاد الوطني إن توفرت لها فعلا الشروط اللازمة و المناسبة.

إن المبلورين لهذه الصفقة يرون أنه كان من الضروري إتمامها باعتبار أن الحكومة فشلت في تحقيق سياسة اقتصادية هادفة و ناجعة من شأنها تحقيق نتائج مرضية، و كذلك القطاع الخاص لم يقم بالاستثمار الكافي و لازال يسكنه التخوف و الحيطة. و هكذا يرى البعض أنه بعد أحداث 16 مايو 2003 بالدار البيضاء أضحى القصر الملكي هو الوحيد الذي يمكنه تحقيق الأهداف التي فشل كل من القطاع الخاص و الحكومة في تحقيقها، لاسيما فيما يخص إعطاء دفعة قوية للاستثمار و توفير فرص التشغيل. علما أن الأحزاب السياسية المغربية قدمت أكثر من دليل يعبر بامتياز عن عدم وعيها الفعلي و العملي بخطورة الظرف الذي يعيشه المغرب. و بذلك، حسب رأي هؤلاء، كان القصر مضطرا لأخذ زمام المبادرة و احتلال الصدارة ليصبح المستثمر الأول و رجل الأعمال الأول القائد للاقتصاد الوطني.
 و هكذا يمكن اعتبار أن الصفقة تندرج ضمن استراتيجية تهدف إلى تشكيل قطب مالي قوي قادر على مواجهة الرأسمال الأجنبي حتى لا يسيطر على الاقتصاد الوطني. و هي استراتيجية تنبني على نظرة جديدة للاقتصاد تسعى إلى استعمال ثروة العائلة الملكية كقاطرة للنهوض بالاقتصاد المغربي في وقت عجز فيه القطاع الخاص عن القيام بمهامه و بما هو منتظر منه منذ سنوات، و في وقت لم يبد فيه عن روح المبادرة اللازمة التي تستوجبها المرحلة.

و يقول المدافعون عن الصفقة و وجوبها لخلق قطب قوي أن حماية الرأسمال الوطني تمر بالضرورة عبر امتلاك شركات محلية لقسط مهم من السوق المالي, إلا أن هذا الدفع يستوجب ملاحظة هامة و هي أن المغرب مازال لم يستقل بعد اقتصاديا ما دامت القطاعات الحيوية و الشركات الكبرى يمتلك جزءا من رأسمالها الأجانب و يتحكمون فيها. و لأن الاستقلال الاقتصادي مرتبط بالاستقلال الغذائي و الاكتفاء الغذائي، علما أن الإنتاج الفلاحي المغربي مازال غير كاف لسد الحاجيات الأساسية. علاوة على أن الاستقلال الفعلي مبني على أساس امتلاك وسائل الإنتاج و المواد الأولية، و في حين أن أغلب المقاولات المغربية تستورد أغلب وسائل إنتاجها، كما أن الغالبية الساحقة لإنتاج القطاعات الاقتصادي المغربية الكبرى موجهة إلى الخارج، و هذا واقع يتنافى و أبجديات الاستقلال الاقتصادي الفعلي. مكيف و الحالة هذه أن الصفقة ستساهم في بناء الاستقلال الاقتصادي للمغرب؟

في واقع الأمر إن الكثيرين يتخوفون من منحى استراتيجية المجموعة الجديدة، لاسيما و أن بعض الأشخاص المحسوبين على شركاتها و وحداتها يستغلون موقعهم و ارتباطهم بشركات العائلة الملكية لتنمية مصالحهم الخاصة بأي ثمن.

فاليوم أضحت العائلة الملكية بالمغرب تتحكم فيما يناهز 60 في المائة من سوق البورصة و في أكبر مؤسسة بنكية و اكبر مؤسسة اقتصادية بالمغرب. و ما لم يستسيغه الكثير من المحللين الاقتصاديين هو استغلال مسيري هذه الثروة لمواقعهم قصد تنمية مصالحهم و تسهيل كل السبل لبلوغ مبتغاهم و ذلك بوضع اقتصاد الملك في الواجهة و استغلاله كمظلة لاستبعاد محاسبتهم أو تطبيق القانون عليهم. و هذا التخوف ليس مجرد اختلاق أو تهويل للأمور و إنما ينبني على بعض النوازل و من ضمنها قضية استغلال اللوحات الاشهارية العملاقة عبر ربوع المملكة.

كما يرى البعض أن وجود القصر في الواجهة الاقتصادية و السياسية قد يشكل خطورة على النظام في حالة فشل سياسته في المجال الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي. و بذلك حسب هؤلاء فإن الرهان بالنسبة للقصر ذو حدين، فإما النجاح في سياسته الاقتصادية عبر البرهنة على قدرتها على التغلب على البطالة و التمكن من إعطاء الدفعة اللازمة للنهوض بالاقتصاد الوطني، و هذا ما فشل في تحقيقه كل من القطاع الخاص و الحكومة. و إما الإخفاق، و في هذه الحالة سيكون موضع المحاسبة حول الانعكاسات السلبية.
يتبع



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخز ...
- فعل الترجمة فعل إنساني و كوني
- التعليمات الشفوية تستهدف مركز ابن خلدون بالرباط
- الحرس الجامعي يراكم التنديدات بالمغرب
- على العرب إعادة قراءة تاريخ الاقتصاد
- الاقتصاد و المخزن بالمغرب
- الفنان محمد القاسمي الفيلسوف الصامت
- من فضائح القائمين على الأمور بالمغرب هل سيبدأ مسلسل كشف الفض ...
- حصار الفنان الفكاهي أحمد السنوسي حلقة من حلقات تضييق الخناق ...
- لازال علي المرابط خلف الأسوار الرمادية العالية و وراء القضبا ...
- هل المسألة الأمنية تعد من الأولويات بالمغرب؟
- -الإهانة في زمن الميغا- أمبريالية- للمهدي المنجرة في طبعتها ...
- داء فقدان المناعة (السيدا أو الأيدز) بالمغرب
- صناعة القرار السياسي بالمغرب
- الحوار المتمدن طوقت نفسها بحتمية الاستمرارية
- المغرب و الجزائر الى متى التنافر؟
- الشهادة المدرسية المزورة فعلت فعلها في الانتخابات بالمغرب
- نمو لن و لم تكن كافية كنسبة%3
- الهجرة السرية معضلة القرن
- من أجل وعي ايكولوجي


المزيد.....




- ستتألق مدخنتا هذه السفينة الأمريكية الأيقونية في متحف جديد ي ...
- -ضربة للجهود-.. الحكومة السورية تدين مؤتمر قسد حول اللامركزي ...
- قلق بين مستخدمي إنستاغرام من ميزة جديدة للمنصة تكشف مواقعهم ...
- القضاء الأوغندي يرفض الإفراج عن المعارض كيزا بيسيجي المعتقل ...
- -واتساب- تستحدث أدوات لحماية مستخدميها من الاحتيال
- ماذا قال الذين صوروا غزة المنكوبة من داخل طائرات المساعدات؟ ...
- تحقيق: معارضون إيرانيون دربتهم إسرائيل عطلوا دفاعات طهران ال ...
- أكسيوس: قطر وأميركا تعدان مقترحا جديدا بشأن وقف حرب غزة
- الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل ستقضي على أمن المنطقة والعالم إذ ...
- ما يجب أن نعرفه عن القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخزن الاقتصادي- استراتيجية البحث عن مخرج الأزمة- الحلقة2