أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - حجاب باتجاهين -2-2














المزيد.....

حجاب باتجاهين -2-2


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 02:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن نشبه أسلافنا في عصر الانحطاط أكثر من أسلافنا في القرون الهجرية الخمسة الأولى , يمكن لعلم الوراثة أن يبرر شطره البيولوجي ..أما الشطر الأنثربيولوجي منه " الثقافة والأخلاق والحقوق والمؤسسات الاجتماعية" حيث تخفف قوانين الوراثة صرامتها ,وينفتح الباب واسعا على مصادر إعادة النظر بالصفات الثقافية والأخلاقية ..الخ ..فالمدرسة ومنا هج التعليم ووسائل الإعلام السمعية والبصرية وقنوات التثاقف مع العالم المتنوع والمختلف ..الخ ..جميعها تعطينا الفرصة لإعادة تشكيل وترتيب فضاءنا العقلي وأنماط سلوكنا وأذواقنا الفردية والجمعية ..فهذه جميعها خاضعة بهذه النسبة أو تلك للإرادة ..أو بتعبير أكثر دقة لمن يمتلك هذه الإرادة ..من هنا ينفتح الباب على مساءلة النخب :السياسية والدينية والاقتصادية – وهي جميعها على تشابك حقول عملها , تمتلك هذه الإرادة – فهي التي فلترت بإرادتها : تراث الأجداد من جهة, وثقافات العصر من جهة ثانية .ورسمت بانحيازاتها لهذا الخيار أو ذاك على مقلبي التراث /المعاصرة : الخط البياني لأوضاع العرب والمسلمين في القرن الماضي ..
أن تغيب عن مكتباتنا ومنا هجنا التعليمية ,ونتاجنا الفكري والأدبي والفني ما راكمته كتراث مكتوب " الإنسية العربية في القرن الرابع الهجري "- كما حاول أن يلفت النظر إلى ذلك منذ باشر مسيرته الفكرية المفكر الجزائري محمد أركون-شهادة على نوعية التراث الذي مالت إلى توظيفه في الحاضر : النخب الدينية والاقتصادية العربية على وجه الخصوص ..
فأن ’تترك على سبيل المثال الأمراض الجسدية والنفسية لعامتنا في أيدي المطببين " بالطب النبوي" وهو صلى الله عليه وسلم الذي اعتذر لأهل يثرب في حادثة تأبير النخل المشهورة , يدفعنا لمساءلة نخبنا الدينية عن موقفها العقلي . ونخبنا المالية عن دورها اللوجستي ..فالفضائيات ودور النشر والمواقع الالكترونية ..الخ..
التي تصرف عليها أموال النفط وغيره لإعادة إنتاج عصر الانحطاط , تشير بإصبع الاتهام إلى الجهات المسؤولة عن فشلنا في التموضع داخل خط الأمم الناهضة من عثارها ..
لقد سَبَقَنا الهنود والصينيون رغم أنه أيقظنا من نومنا القروسطي وإياهم نفس المهماز الأوربي ..
لا يمكن رمي المسؤولية عن هذا الوضع الذي نحن فيه على غير عاتق النخب العربية -الإسلامية التي ارتضت أن تقيم حجابا باتجاهين :
1- جهة التراث الذي راكمته الإنسية العربية في القرون الهجرية الخمسة الأولى ..فغابت رموزه عن التداول ..ولم تحتل ولو جزءا يسيرا من الفضاء الفكري والديني لعرب ومسلمي القرن العشرين .
أين حصة ابن مسكويه في تشكيل تصورنا عن المرحلة التدشينية للإسلام الأولي من حصة ابن الأثير؟
وقد فاقم من المشكلة تضايف عاملين :
-الأول قدم عهد التراث الأولي قياسا إلى تراث المرحلة العثمانية- الصفوية وما يتفتق عن هذا التفاوت في العمر من تفاوت في التعرض لمخاطر الفقد أو التنقيص أو التحريف تبعا لتبدل المزاج الديني أو السياسي ..إلخ ..
- والثاني : التجاهل و الإهمال المتعمد المتصل بخيارات النخب التي تحدثنا عنه سابقا ..
2- جهة العصر الذي تحتل فيه إنجازات الغرب في حقل الفلسفة والعلوم الإنسانية موقع الصدارة ..
لقد وفر فائض المعرفة فائضا في القوة .و..’ولدتْ اتجاهات الهيمنة والسياسات الاستفزازية على أرضية هذا الفائض ..كل ذلك سهّل على دعوات القطيعة الثقافية مع الغرب التحول إلى إيديولوجيات شعبية ..وقد تفاوتت حدة هذا من مرحلة إلى أخرى تبعا للخلفية السسيولوجية للنخب المسيطرة ..
إلا أن هذا يجب ألا يخفي النتائج الواحدة التي تتمخض عنها فلترة الرشدية - كذروة من ذرى الإنسية العربية –
وفلترة الحداثة الغربية ..الإستنقاع إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ..



#سامي_العباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاموس المزدوج
- التموضع خلف وجهين لإشكالية واحدة اللعبة المفضلة للراديكاليات ...
- محنة المثقف بين السلف والخلف
- في مسؤولية الغرب عن الإرهاب
- أرقام تدعو للتأمل :
- بين العصبيات التقليدية والحديثة أين يقعد المثقف ؟
- المشهد العربي : عنف وعقما لوجيا ودوران بالمكان
- فيروز خميرة لنضجنا
- البديل عن الدولة هو : ماقبلها
- بنازير بوتو: هل هي ضحية المواجهة مع الإسلاميين أم ضحية التنا ...
- إلى رشا عمران في معطفها الأحمر
- نبوءة ابن خلدون :
- إذا فسد الملح بماذا نملح؟
- في ضرورة خوض المعركة الأيديولوجية
- هل نشد الأحزمة: استعداداً للهبوط في جهنم ؟
- نجوم ليبرالية تسعودت:
- لكي نوِّجع جنبلاط وجعجع : لنضرب طه حسين وأدونيس
- الدولة المدنية
- بين عور الحداثة وعمى التخلف الكحل أفضل من العمى
- العلمانية المطعون في شرفها


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - حجاب باتجاهين -2-2