أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - في ضرورة خوض المعركة الأيديولوجية















المزيد.....

في ضرورة خوض المعركة الأيديولوجية


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ماذا تقترح هذه العلمانية أن نفعل بالشيخ الخطيب... نموذجاً؟
سؤال وجيه وماكر هذا الذي يحاصر به حسان جزماتي وائل سواح : ممثل العلمانيين السوريين "الإستئصاليين".فالسؤال من النوع الذي يضع في فم الموجه إليه ماء, بالإيحاءات التي يومي إليها . والمكر يتأتى من استخدام التلميح مقام التصريح بأن العلماني الإستئصالي كاتب تقارير لسلطة يدعي معارضته لها .على العكس مما فعل وائل سواح في : إرساله التهمة صريحة بحق الشيخ عبد العزيز الخطيب الحسني الشافعي الدمشقي " ولكنه في الحقيقة لم يكن يهتم بسامعيه من المتدينين، بل أكثر من ذلك، كان يهتم بأن يصل قوله الى السلطة ومركز القرار في سورية."
وبعيدا عن لغة التقاذف بالعمالة التي وقع في غرامها الجميع ,أود الذهاب الى لب الموضوع الذي تفاداه ربما عن مكر أيضا حسان جزماتي .وهو " موقف الإسلاميين السوريين من تعديل قانون الأحوال الشخصية" رغم أنه العنوان الذي كتب تحته وائل سواح . وذهب ليحر تق في مسألة عدم تمييز سواح بين الإسلاميين والمتدينين والمحافظين .بل أفصح عن موقف تطهري من الحداثة بلغة أقل ما يقال فيها أنها تفقأ العين بحداثتها شكلا ومحتوى !!!! "فالإسلاميون هم أبناء حركات سياسية منظمة، حزبية أو شبه حزبية. وهم يقيمون بناهم التنظيمية ويصوغون برامجهم على أسس تنتمي إلى الشكل الحديث من التعبير السياسي، وإن كانت مضامينها تجمع بعض المواقف التقليدية إلى بعض المصطلحات والمفاهيم المستقاة من مراجع غربية متعددة. غير أنها بالتأكيد تأخذ شكل المطلبية الحزبية الحديثة، أو حتى شكل «التمرد» المنظم، الذي ينتمي إلى مفهوم «الثورة» الحديث، أكثر مما يشبه «الغزوات» الإسلامية تاريخياً."إلا أنه بعد هذا التوصيف الصحيح للإسلاميين , يسلق استنتاجا على عجل " وبهذا يتبين أن لا وجود للإسلاميين في سورية منذ الثمانينيات"
لا أعلم كيف توصل الى هذا الإستنتاج ..الذي أعلمه من السجال الدائر في سورية أنه يجري على خلفية الزحف المنظم الذي تقوم به نخب دينية باعت النظام في سورية موقفا أثناء صراعه مع الإخوان المسلمين أوائل الثمانينات, لتجني منه سكوتا نسبيا على زحفها لإستعادة أراض خسرتها أمام الدولة الحديثة التي ولدت في منطقتنا لأول مرة في كنف المرحلة الكولونيالية ..لقد أزاح معلم المدرسة الحديثة الشيخ عن موقع الصدارة. بعدما بدأ المجتمع السوري يدير ظهره منذ الثلاثينات للكتاتيب.و كان اتساع و تنوع الجرعة المعرفية التي يقدمها التعليم الحديث يهدد بتفجير كامل العمارة التقليدية للتعليم الإسلامي, المؤلفة من زوايا المساجد و الكتاتيب ...
و كان وراء هذه العمارة التقليدية تراتب اجتماعي موروث و مصالح طبقية و فضاء عقلي جاهز لإطلاق نيران التكفير على كل محاولة ولو بسيطة للمساس بما هو مستقر و راسخ تاريخياً ... و كان العنف هو الوسيلة الناجعة التي يجري الاحتكام إليها عند كل منعطف. و لذلك فإن التعليم الحديث لم يصلب عوده إلا في المرحلة الكولونيالية ، حيث نشب للتعليم الحديث مخالب . "للتوسع أنظر مقالة لي على الحوار المتمدن بعنوان : أزمة الحداثة –مقاربة للجذور "
بين طرفي السجال الدائر"أنصار الحداثة/أنصار التقليد " تتحول الدولة" المختصرة بنظامها السياسي من قبل الطرفين" إلى تهمة شائنة يتقاذفانها أمام جمهوريهما ..لم تعد الدولة حدا تتحدد به المواقف . بل تقلصت الى سلطة تتلطى بالعلمنة في عين هذا الفريق, وكافرة في عين الفريق الآخر ..لم يخطئ حسان جزماتي في تعريفه بالشيخ الخطيب وجمعيته "كانت واحدة من جمعيات ومعاهد أسست بالتعاون بين مشايخ دمشق وقتها وبين الوجهاء المحليين والتجار وسواهم، بهدف المحافظة على توازن المجتمع الشامي التقليدي في مواجهة، أو بموازاة، نمط التعليم الغربي في المدارس الحديثة. فهي، بهذا، المعبر الأكثر عضوية عن ردة الفعل الأهلية على «صدمة الحداثة» التي هددت المجتمع في رؤيته للعالم، وفكرته عن نفسه، ونمط عيشه. ومن مجموع كل هذه الروافد يمكن تشكيل تصور عن عالم الشيخ الخطيب ومحدداته ومفرداته."بل يتكشف عن مقدرة على استخدام مخزونه المعرفي في رؤية المشهد لا في التعمية عليه ..لقد وضع اليد على المكان الذي تمترست فيه ممانعة الحداثة " جمعيات ومعاهد أسست بالتعاون بين مشايخ دمشق وقتها وبين الوجهاء المحليين والتجار وسواهم" وأضيف من عندي حلب وحمص وحماة والقاهرة وبغداد ..الخ ..فالمدينة الإسلامية التي تلقت قبل الريف ً هبات الحداثة الوافدة من الغرب ,بقيت حتى الآن خزان التقليد ومركز الممانعة ..هذا يفسر أن الموجة الثانية للتحديث والتي لبست يافطة اشتراكية كان حاملها الاجتماعي ريفي المنشأ..قد لايعجبنا الترييف الذي صبغ التحديث بعد الخمسينات .ولكنه منطق الطبيعة "حيث يتوافر الحطب يمكن إشعال النار " ليست صدفة أ ن يخرج كل قادة حركة القومية العربية"وهي ادلوجة حديثة " بدءاً بعبد الناصر وصولا الى حافظ الأسد من الأطراف البعيدة عن الحواضر ..لقد كان الريف أكثر ترحيبا بالحداثة لضعف مؤسسات التقليد فيه .ولأن حصان الحداثة الرئيسي كان المدرسة"وسيلة الترقي الاجتماعي الوحيدة المتاحة لأبناء الفلاحين " فقد أمسك الأخيرون برسنه وأوردوه المناهل التي تناسبهم ..ما أود الوصول إليه من هذا العرض لسيرورة الحداثة العربية أن النقد الذي تحتاجه هو نقد ما آلت إليه من انسدادات أفق في المستويات الثلاثة للبنية :
-الاقتصادية : التحول الى اقتصاد السوق المضبوط بقوانين منع الاحتكار وبنظام ضريبي يسمح للدولة بترميم الفجوة بين الطبقات..
-الأيديولوجية :فتح الفضاء الثقافي العربي – الإسلامي لمزيد من التلاقح مع المنتجات العقلية للمجتمعات التي أنجزت قطيعتها مع معرفة الماضي ..
- السياسية :التحول من نظام رأسمالية الدولة إلى الدولة الرأسمالية بآليات إنتاج السلطة فيها والشفافية النسبية التي تجري تحتها الصراعات حول المصالح ..
أعود الى السؤال الحصار الذي أطلقه حسان جزماتي .إن استعادة الشيخ لهذا النصف متر من الألقاب" الشيخ عبد العزيز الخطيب الحسني الشافعي الدمشقي "التي أوقعت الخشوع والخشية في قلبي فكيف بقلوب مريديه والمواظبين على دروسه !! وليد سياق انحداري للحداثة آلت إليه حيثما ركبت بورجوازية الدولة رأسها .وأدخلت مجتمعاتها في مأزق مركب "اقتصادي –أيديولوجي – سياسي ".. إلا أن تجنب مواجهة الشيخ كما يومي إليه حسان جزماتي ,بدعوى التمييز بين الإسلامي والمتدين والمحافظ ,هي في أحسن الأحوال مناورة تصلح للسياسي لا للمثقف ..ذلك أن مابين الأخيرين:المتدين والمحافظ , والأول: الإسلامي , مابين الخوافي والقوادم على رأي المتنبي "إن الخوافي قوة للقوادم"
لا ينبغي للمثقف الحديث أن يربط حركته بالسياسي أو ينتظر منه الإذن بخوض المعارك الثقافية..وبعيدا عن لغة التنابذ بالعمالة.أقول :
يسبق العمل الأيديولوجي العمل السياسي ويمهد له الأرض ..بل يأتي الأخير تتويجا لنجاح الأول في انجاز مهامه ..وربما الانكسارات الراهنة للحداثة في مجتمعاتنا نتيجة لعجز المثقف الحديث عن انجاز مهمته في الحقل الأيديولوجي قبل نصف قرن . فتحول الى تابع للسياسي الذي أحسن التقاط لحظة ثورية "أنتجتها عقدة تصفية العلاقات الإقطاعية في الريف بدءا من منتصف القرن الماضي "
لامكانة للمثقف الحديث في علاقة الاستتباع الراهنة..
هو يشعر لا شك بخطورة سقوط أنظمة الاستبداد التي تمخضت عنها سيرورة الحداثة في مقطعها القومي – الاشتراكي بين أيدي الإسلاميين " الشطر المسيس من جبهة ممانعة الحداثة " ..ولكن عليه أن يحافظ على استقلاليته عن السياسي . بتفعيل دوره في المعركة الأيديولوجية التي عليه أن يكسبها للمرة الأخيرة لمنع الردة ..وحسنا فعل وائل سواح ..



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نشد الأحزمة: استعداداً للهبوط في جهنم ؟
- نجوم ليبرالية تسعودت:
- لكي نوِّجع جنبلاط وجعجع : لنضرب طه حسين وأدونيس
- الدولة المدنية
- بين عور الحداثة وعمى التخلف الكحل أفضل من العمى
- العلمانية المطعون في شرفها
- مخنقنا الراهن : بين تسييس الدين ومشيخة السياسة
- قنبلة الاسلام السياسي
- جذور عميقة لتمايزات مضللة
- عقدة التحول الى الديمقراطية
- قمة الرياض..النظام السياسي العربي يتنفس الصعداء .
- رئيس ومحامي اتحاد الكتاب العرب يحاجران سعدالله ونوس والهدف ا ...
- ليتولى علمانيوا كل طائفة ضبط سفهائها
- عن المحور السوري –المصري- السعودي
- الرفيق زيادالرحباني
- فخ التراث
- النزعة المحافظة تتعيش على التحديات الخارجية
- تطييف الحداثة
- خاتمي : ريعية احتلال المثقف موقع القيادة
- محاوله لتصويب التحالفات


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - في ضرورة خوض المعركة الأيديولوجية