أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - خاتمي : ريعية احتلال المثقف موقع القيادة














المزيد.....

خاتمي : ريعية احتلال المثقف موقع القيادة


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمن والتنمية,هدفا العالم الإسلامي الرئيسيين.كما يرى الرئيس الإيراني محمد خاتمي(1). يفتح هذا التشخيص على الربح الإضافي الذي يفضي إليه صعود المثقف الى هرم السلطة, لجهة تبويب الأهداف وتحديد الوسائل.. وترتفع هذه المهمة ( التشخيص )الى مستوى الإشكالية كلما أفصحت البنية الاقتصادية – الاجتماعية وفضاؤها الثقافي عن تزاحم شديد- للأهداف والوسائل في مراحل التحول- على احتلال الأولوية. والقارئ الجيد لتجارب الأمم يدرك الأكلاف الباهظة التي تفضي اليها جدولة غير موفقة للأهداف أو للوسائل ..إذ يتضخم الخطأ في امتداد الزمان كما تتضخم مساحة القطاع الزاوي في امتداد المكان .. هل نكشف هنا عن تبديد مروع للوقت فقط ؟ما يميز المثقف سعة خزان تجربته..والتجربة هنا هي جماع التجارب التي اطلع عليها المثقف للأمم والشعوب التي أنجزت على نحو ناجح عملية الانتقال الى العصر..مايميز عمليات الانتقال عن بعضها البعض هو وجود المثال من عدمه..وجود المثال يستدعي بالضرورة من يتمثله..ولذلك تتضخم الحاجة الى المثقف في التطور المسبوق. وتقل في التطور غير المسبوق..ذلك أن التطور الأعمى يحكمه التجريب. وهذا الأخير حقل فسيح يستدعي الابتكار فيه, التخفف من الحمولات العقلية الزائدة , وهي هنا : الأفكار المسبقة التي يخزنها المثقف..إلا أنه لايوجد في التاريخ مثال كامل النقاء لجهة نموذجي التطور..فالحضارات مستقلة وعلى تماس في آن ..إلا أن المشترك هو في الطلقات الأولى التي تفتتح المعركة..معركة التغيير..إذ أنها تجري في حقل العقل..فكما أن عصر الأنوار قد سبق الثورة البرجوازية في نموذج التطور غير المسبوق ( الأوربي ) .. كذلك فإن الثورة العقلية تصبح مطلوبة على نحو مضاعف في النموذج الذي ننتمي إليه كعرب : ( التطور المسبوق )..وفي هذا السياق يمكن فهم الظاهرة اللينينية كحماقة ثقافية ارتكبت في مجرى معاندة المثقف لإكراهات الشروط الموضوعية. مما ولد حالة الانكسار الراهنة التي يعيشها المثقف العالم ثالثي أيا كان انتماؤه الأيديولوجي .. * * * الأمن والتنمية : تكثيف شديد لحاجات العالم الإسلامي . لا بل للعالم الثالث ككل ..وليس في هذا التكثيف إفقار للبصيرة , أو تضييق لمساحة الرؤية . بل فيه غربلة للحاجات بغربال الأولوية ..والرئيس الإيراني نموذج للسياسي المسلح بعقل الفيلسوف ..وهي فرصة للتغيير كي يحدث تحت القيادة الواعية للفلاسفة في الشروط التي يفرضها التحول المتأخر الى الرأسمالية(2). إن ماتعانيه عمليات التحديث في العالمين العربي والإسلامي من مصاعب إضافية يمكن إرجاع بعضها الى ضآلة دور المثقف في هذه العملية التاريخية ..فالسلطات السياسية والاجتماعية التي وحدت في ذهنها بين الثقافة والإعلام , وضعت المثقف بين خيارين: الانسحاب الى الظل أو العمل كمبخرة .. * * * حوار الحضارات بديلا عن صراعها..تلك هي الرسالة التي يودعها الرئيس خاتمي صندوق بريد الحضارة الغربية ..هل هي رد على هيتنيغتون ؟ أم رسالة سياسية تستعير لغة المفكر ؟ .. لعلها هذا وذاك ..فالمرسل مزدوج الموقع . والرسالة تحمل بصمتي السياسي والمفكر ..وتذهب الى صندوقي بريد :- العالم الخارجي : حيث تعالج هموما أمنية تثيرها صيغة هيتنيغتون للعلاقة بين الحضارات- للعالم الإسلامي : وتعالج التوتر الزائف بين معسكري الأصالة والمعاصرة ..فالتعصب الأعمى لأحد المنهلين الثقافيين يمنع البصيرة من التقاط المشترك التقدمي..إن صيغتي التتريث أو التغريب المعروضتين على العالم العربي –الإسلامي تتقاسمان الفقر المعرفي والتقليد الأعمى للغرب أو للأجداد بالتساوي..وبالعودة الى سيرة الأهداف والوسائل, يثير تحديد الرئيس خاتمي للأهداف : بالأمن والتنمية , أسئلة حول الوسائل المقترحة ..إن الكلام عن سوق إسلامية, أو تكتل اقتصادي إسلامي يصب في خانة الوسائل المقترحة من قبله للخروج من صيغة مجحفة لتبادل المنافع بين المركز الأوربي – الأمريكي من جهة والعالم الثالث من جهة أخرى ..فالأكلاف المرهقة لعملية التنمية التي تتمخض عنها عملية التبادل في السوق الدولية تستدعي بالضرورة البحث عن صيغ لتبادل المنافع داخل سوق أكثر عدلا وتوازنا..ولاشك أن الأسواق الإقليمية التي تنشأ بين دول متقاربة في مستوى التطور الصناعي تمنح من هذه الزاوية ( زاوية العدالة في التبادل)فرصا أكبر لتقليص جريان الثروة باتجاه واحد..إن بناء سوق إسلامية أو تكتل اقتصادي إسلامي يطلق إن حدث ديالكتيك : القوة / الثروة .ومن هنا فإن الأمن كهدف يبلور وسائله عبر جدل مركب من مستويين :مستوى الاقتصاد ومستوى القوة بالمعنى الشامل للجانب العسكري منها..ولاشك أن نسج العالم الإسلامي لعلاقات اقتصادية بينية يجر في ذيله ويخلق شروط ملائمة لتصفية التوترات الأمنية البينية ويمهد الطريق لسيرورة مفضية الى تكتل اقتصادي –عسكري يتعامل مع جواره القريب أو البعيد من موقع الند للند الغائب منذ فقد العرب والمسلمون المبادرة التاريخية..بين جولة خاتمي الرئيس على الدول العربية قبل بضع سنوات وجولته كمحاضر في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أسابيع مرت مياه كثيرة تحت الجسر .لكن خاتمي لم يضيع البوصلة .ظل ماتكلم به في الجولتين في الإطار الذي حدده لنفسه كمثقف إسلامي مستنير ينافح عن شمعته أن تطفئها رياح التتريث التي تعصف في العالم العربي – الإسلامي .. هوامش :-1 من محاضرة ألقاها خاتمي الرئيس بمكتبة الأسد في دمشق أثناء جولته العربية -2 أنظر العرب والفكر التاريخي –فصل الماركسية ومثقف العالم الثالث : عبدا لله العروي



#سامي_العباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاوله لتصويب التحالفات
- فيصل الديمقراطيه
- بطاقة تعريف
- ميزان الجزر الأمريكي
- جلدنا الريفي الضيق
- أحوال الموضوعية
- بين السطور
- بين بينين
- قانامن جديد
- مأزق الليبرالية العربية
- نداء
- محاولة للتفسير
- تعليق على نص لحواتمه
- رد على رد
- عزف على عزف
- ترنم
- استراتيجية الشعبويين
- تحية لمحمد صادق حديد بمناسبة تكريمه
- هل افلحنا في ايجاد بديل لنظام المللة؟
- القنبلة النووية الإيرانية


المزيد.....




- تحديث مباشر.. ترامب يصافح بوتين في ألاسكا وبدء الاجتماع بينه ...
- شاهد لحظة لقاء ترامب ومصافحته بوتين قبيل توجههما لعقد قمة أل ...
- -80 ألف جندي قيد العلاج-.. انتحار نقيب إسرائيلي يكشف -أزمة ص ...
- دعوة إلى الرفيقات و الرفاق للمشاركة ب”: “أسطول الصمود العالم ...
- لحظة لقاء ترامب وبوتين ألاسكا قبل قمة تاريخية حول أوكرانيا
- 8 مزايا يمنحها تمرين -البلانك- لجسمك في شهر واحد فقط
- انطلاق قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين على وقع مخاوف أوكرانية أو ...
- رويترز: جنوب السودان يناقش مع إسرائيل تهجير فلسطينيين إلى أر ...
- دكاترة تونس.. مسيرة علمية طويلة تنتهي على قارعة الطريق
- -هدد بالمغادرة-.. أبرز تصريحات ترامب قبل قمة ألاسكا مع بوتين ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - خاتمي : ريعية احتلال المثقف موقع القيادة