أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - عزف على عزف














المزيد.....

عزف على عزف


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 06:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عزف على عزف
- 1 - نوري أبراهام

من شاشة التلفزيون تعرفت على نوري أبراهام.مؤلف موسيقي,يهودي الدين , عربي الثقافة, تونسي الجنسية,عبرت موسيقاه المتوسط الى أوربا, قبل أن تعبر أنظمة الجمارك العربية,ربما لهويته الدينية وربما لضعف التجارة البينية.لااملك دليلا فالأسباب لكثرتها تعمي القلب..
في معرض توصيفه للارتجال الذي يسم نتاجه الموسيقي, يساوي بين مفهومي الارتجال والابتكار.موصفا الأول بأنه البوابة التي يخرج منها الجديد ساخناًمن موقدة الروح,فواحاً بتوابل الشرق. الشرق الذي فتح الإسلام تخومه على بعض, لتتفاعل ثقافات العالم القديم في أوسع دائرة سمح بها الشرط البشري قبل أربعة عشر قرناً ..
يظهر الارتجال عند نوري أبراهام كالفسحة التي تحيط بالبيت : المفتوحة من جهة على العالم ,وعلى الرغبة بإضافة المزيد من الحجرات من جهة أخرى..لكأنه الفتحة في السقف ندخل منها الغلال الجديدة الى صومعة التراث ..تراثنا الموسيقي الثر , بالثلاثمائة وخمس وسبعين مقاماً فيه..
عزف نوري أبراهام بعضاً من مقطوعاته : برزخ ,قاف , سرنديب , أندلسيات ..عناوين أنكر أبراهام أنه ألف تحتها.بل أسماء أطلقها أصدقاؤه,فجاءت وشيجة العرى كما يبدو مع ما تثيره في الأذن المثقفة..
تتأرجح روح المستمع لبرزخ كما يتأرجح القارب الأسطوري للربان (خارون ) المكلف بحمل الأرواح الى العالم السفلي ,على ذمة ميثالوجيا ما بين النهرين,أو العالم العلوي بعد أن عكست أديان التوحيد إبرة المقدس..
ولا تملك الروح التي ربطت أعنتها الى ريشة أبراهام إلا أن ترتعد لذةً موجعةً شفَ بها الوجه الصبوح للمذيعة ,وطاف كطقس متقلب على الأديم القمحي لوجه المذيع..
قاف..بؤر تتزاحم في محرقها تعبيرات الروح , قبل أن تتشظى كما يتشظى الضوء من الأجرام السماوية..
مقطوعات قصيرة تضخ رذاذاً يبل الظمأ الى ارتشاف الجمال على تنوع دنانه : امرأة..لوحة...نثرا مرصعاً..
قاف.. تنجدل الأسطورة مع الواقع وينقشع الضباب عن الحواف الشرقية لآسيا..حيث يأجوج ومأجوج يتحشد ليغمر العالم لابالأقدام الصغيرة ,بل بالسلع..يتسرب الطابع الياباني من المقطوعة كما يتسرب الماء العذب من أصابع الكف قبل ان ترتوي الشفاه ...تتلاقح المذاقات داخل عبقرية موسيقية فتحت نوافذها لكل رياح الأرض لكي تحّملها الأريج الخاص لهذا الشرق العربي الغافي فوق سبعة آلاف سنة من التمدن..
سرنديب : حيث الخروج من البصرة العباسية الى المجهول..تسمع خفق الريح في الأشرعة..سندباد : سفيرنا المبكر الى العالم ..ثم أندلسيات : ذروة الترف العربي ..رقصا ..وسقسقة نوا فير..وحفيف حرير لحرائر أخذهن الطرب خارج تخوم الوقار ,فألن ّ العريكة للمحبوب ليتوسد بين الصدر والنحر ..
يمسك الوتر بالروح فيشرق بها ويغرب ولا نملك ونحن مسمرون من آذاننا الى عود نوري أبراهام إلا مغالبة البكاء
..لا حزناً بل ضعفاً بشريا حيال الخالق. فالمبدع يشاطره أهم صفاته..الخلق..

- 2 – عبد الرب إدريس

تتساوى الروح والجسد في حاجتيهما للاستحمام..إلا أن باقة خيارات الروح أكثر تنوعاً..فالفنون والآداب تفوقت على الماء والصابون تحسيناً وتنويعاً..إلا أن التكتيك واحد في معظم الأحيان .. إنه التكتيك الذي أبدعته العصافير ..تغطس نفسها في الماء ثم ترتعد...هكذا تفعل الروح عند حافة لحن أو قصيدة أو صوت يعتصر القلب ,أو لوحة تمد شباك غوايتها للبصر والبصيرة.وكما في الحمام تتغبش النوافذ ثم لاتلبث أن تتدحرج القطرات شاقة للضوء دروبا سالكة, كذلك تتدحرج المشاعر شاقة للسامي والجميل دروباً الى غابة الروح فإذا هذه الأخيرة كشجرة عيد الميلاد أو كمجرة من الكواكب تسبح في فستان الدخلة الحليبي..
الفنان الدكتور عبد الرب إدريس منح روحي هذه الفرصة في سهرة تلفزيون المستقبل (خليك في البيت ) مع الثنائي : زاهي وهبة وشهناز العبدلله..
والفنان عبد الرب ملحن ومغني يغربل الكلام كفلاحة تغربل مؤونة البيت من الحنطة لعام من الحب ..
وهو الشجرة الطالعة من تراب حضرموت لكن أغصانها توشوش مع أربع رياح الجزيرة العربية..في السهرة الكثير من الكلام والقليل من الغناء..وحبذا لو انقلبت الآية..رغم ذلك فإن ما وّصفه زاهي وهبة بالعامية الشامية (شم ولا تذوق ) كان كافياً للروح كي تنهي وضوءها, وتعد العدة للخشوع بين يدي الرب شفافة تعيد تصدير الجميل كماسة تحت مزراب الضوء أوكجورية في مهب النسيم..

ملاحظة : تعتق هذان النصان عقداً من السنين بفضل الخصر النحيل للنشر..



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترنم
- استراتيجية الشعبويين
- تحية لمحمد صادق حديد بمناسبة تكريمه
- هل افلحنا في ايجاد بديل لنظام المللة؟
- القنبلة النووية الإيرانية
- الروائي يهزم المفكر السياسي
- وقت ضائع
- دمعة لا تخجل من الإبتسامة في موكب تشييع الماغوط
- هوامش على خواتم انسي الحاج
- نقاش حول الأولويات
- تحية لمحمد الماغوط
- رسالة
- رمضان كريم
- محاولة للخروج من فخ المكان
- قراءة تحت السطح
- بصدد اعلان دمشق والردود النقدية عليه
- مخرج فانتازي من الفانتازيا العربية
- الاستبداد ودور النخب في اعادة انتاجه
- ذبابة خيل
- تعلبق على مقالة جهاد الزين


المزيد.....




- نهاية غير سعيدة لفائز بجائزة يانصيب قيمتها أكثر من 167 مليون ...
- تتجاوز -حماس-.. مصدر لـCNN: إسرائيل وأمريكا تناقشان آلية دخو ...
- توقيف أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- طلال ناجي في س ...
- ميدفيديف يهدد زيلينسكي بعد رفضه هدنة موسكو القصيرة: لا ننتظر ...
- تعادل قاتل - لايبزيغ يؤجل تتويج بايرن بلقب الدوري الألماني
- في موسكو.. انعقاد المنتدى العالمي الثاني لمناهضة الفاشية
- ما وراء تصريحات ترامب حول قناة السويس؟
- -نيوزويك-: سياسات ترامب تحفز حلفاء واشنطن الأوروبيين لتطوير ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد طائرة مسيرة قادمة من الحدود المصري ...
- كوريا الجنوبية.. حزب سلطة الشعب يختار كيم مون-سو مرشحا للانت ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - عزف على عزف