أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامي العباس - رمضان كريم














المزيد.....

رمضان كريم


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 08:06
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت الرابعة والربع مساء..الزحام شديد على سرا فيس الضواحي..فمدفع الإفطار يحجزه عن الحشد الصائم ثلاثة أرباع الساعة..والجميع ملتاث ونافذ الصبر وجائع..أما رائحة الأفواه فقد وقف الحديث الشريف المنسوب للنبي (ص)عاجزا أن يفعل لها شيئا!!
بعد أن مشينا ربع كيلو في الاتجاه الذي تأتي منه السرافيس أفلحت وزوجتي في الحصول على المكافأة..للموضوعية فقط ينبغي أن نعترف بأنها مختلفة جذريا ( أقصد المكافأة ) عن نوعية الفرح المصّنع الوارد ذكره في التراث الفكاهي الإسلامي (إن الله سبحانه وتعالى إذا أراد لعبده الفقير الفرح :تركه يضّيع حماره ثم يعثر عليه). مجانية الألم في حالتنا اخف وطأة, ذلك أن الفرح المبزول من مخيض الألم أكثر دسما..
في المقعد المواجه لنا حشر كهل ملتحي مؤ خرته المليئة على نحو جانبي بين فتاتين وشابا, للحيته مذاق دنيوي فاقع..لم تكد عجيزة الكهل تأخذ مكانها المقسوم , حتى باشر على نحو مسموع رد الجميل لله سبحانه على آخر نعمه على عبده ,لاضرر من تأخير النعمة..إذ قد تقبع وراء ذلك حكمة (الشرب مع العطش ألذّ من دونه).
احد الفتاتين كانت تميل بنظارتها الطبية على جارتها وتهمس بما يخرجها من تحفظها..وكان هذا ينعكس على الكهل مزيدا من إغراق تحت السيطرة لجسده في الورع..انبثق مشهد من حكايات جدتي (ليتخلص الثعلب من قمله يرفع فوق رأسه قطعة صوف ويغمس جسده بدءا من ذيله في بركة الماء ببطء, مانحا القمل فرصة الهرب باتجاه قطعة الصوف....) رحت أتساءل: مما يريد أن يتخلص هذا السمين في مواجهتي ؟
بعد أن تجاوز السر فيس ساحة الأشمر وانعطف يسارا في الطريق إلى مخيم اليرموك سيطر على الرجل قلق التعرف على المكان ..جلسته بعكس وجهة السير كانت تمنح لقلقه شرعية إضافية..كان هذا واضحا من الأريحية التي تستقبل بها أسئلته:هذا شارع الثلاثين؟
-لا..لم نصل بعد..
- متى نصل؟
-لحظات.
إلا أن قلقه ولهوجته لم يتراجعا..ظل يخاوص بجسده الضخم مرغما الفتاتين على التلاصق, وضاغطا على الشاب لكي يقول وقبل دخولنا إلى شارع الثلاثين :هاهو..أين تود النزول؟
-في آخره
-عند مشحم عامر؟
-أنا معزوم على الإفطار عند الدكتور معين آقبيق,خال الأولاد..زرته قبل هذه المرة..لكن..!!..أضاف متحرجا
تدخل السائق ليعقد الموقف كالعادة: آخر شارع الثلاثين مقبرة الشهداء
-لا لا يستر حريمك..أنزلني هنا..جنح السر فيس إلى الرصيف كما في الأفلام الأمريكية ثم توقف دافعا إيانا إلى التشبث ببضعنا كما هي العادة في الملمات..هبط الكهل وهو يحوقل ويتلفت..بعد مئتي متر صرخت وقدطالتني العدوى:عند الصيدلية على مهلك.
هبطت جارا زوجتي التي تأففت:مالك؟!
ضحكت وقد بردت أعصابي:إنها سنّه...

سامي العباس



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة للخروج من فخ المكان
- قراءة تحت السطح
- بصدد اعلان دمشق والردود النقدية عليه
- مخرج فانتازي من الفانتازيا العربية
- الاستبداد ودور النخب في اعادة انتاجه
- ذبابة خيل
- تعلبق على مقالة جهاد الزين
- عينان فارغتان ومظلمتان
- ممانعة الديمقراطية
- حزب بلا تاريخ أم مثقل بالتاريخ؟
- ازمة المعارضة اليسارية السورية
- سؤال الديمقراطية
- الانتلجنسيا السورية على المفترق
- ازمة الحداثة -مقاربة للجذور
- مفترق طرق
- قراءة باردة في موضوع ساخن
- محولة للتفكير بصوت عال
- بين نصين مقدسين
- شعر
- التغيير الديمقراطي في سورية


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامي العباس - رمضان كريم