أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي العباس - الروائي يهزم المفكر السياسي















المزيد.....

الروائي يهزم المفكر السياسي


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 12:05
المحور: المجتمع المدني
    


-اقتباس رقم واحد:
يقول كينزا بورو الروائي الياباني الحائز على جائزة نوبل في رسالة إلى زميله الألماني غونتر غراس:
إن الاحتلال الأمريكي لليابان أنزل الإمبراطور من السماء إلى الأرض...وهذا ربح صافي للسياسة و الديمقراطية .
و أن الدستور الذي اقترحته قيادة الأركان الأمريكية على الطبقة الحاكمة اليابانية, أكثر مناسبة لاحتياجات اليابان الديمقراطية من الدستور الذي باشرت هذه الطبقة صوغه . و إذ اضطرت النخب الحاكمة إلى الرضوخ ( لديمقراطية ما بعد الحرب ) على ما تقوله بعض النخب ساخرة , فإنها لم تضطر و لم يضطرها لا الاحتلال الأمريكي و لا الرأي العام الياباني إلى النظر الفاحص في خلل دخول اليابان الحداثة ( 1 )
اقتباس رقم اثنين :
يلقي الروائي البيروني ماريو فارغاس تبعة الانقلاب العسكري على إيزابيلا بيرون , أرملة الجنرال الشعبوي خوان بيرون , و حكمها المدني و المنتخب باتجاهين :
- العسكريون الانقلابيون
- أصحاب الحرب الشعبية : بيرو نيين يساريين , غيفاريين و ماويين ...
لم يكتم دعاة الكفاح المسلح غاياته : استدراج الرأسمالية الطرفية و التابعة- على قول سمير أمين و أصحابه- إلى الحسر عن وجهها الحقيقي المتستر بحكم أرملة بيرون المدني و البرلماني ... و إيلاء السلطة لأصحابها العسكريين . كان التفجير و الاغتيال و احتجاز الرهائن هو ( شكل الصراع الطبقي ) الموكل إليه مهمة حسر اللثام المدني عن دكتاتورية ( البرجوازية العسكرية )
لقد نحى أنصار الكفاح المسلح في عشرات بلدان العالم الثالث قيمة الحكم المدني و البرلماني و ضماناته القانونية و الشرعية الناقصة و الجزئية ... و سعوا نحو ولادة ديمقراطية شعبية تامة و عامة من صراع حزب الشعب المسلح مع أعلى مراحل الرأسمالية الطرفية ( الدكتاتورية العسكرية ) ( 2)
يضع الروائيان كل من زاويته اليد على خلل وقع و لا زال يقع فيه الفكر السياسي الراديكالي المنتج في معمعان هذه الجدلية الكونية ( جدلية الانتقال إلى نمط الإنتاج الرأسمالي ) من قبل نخب البلدان التي يجري فيها الانتقال إلى الرأسمالية متأخراً .
يبارك هذا النوع من الخلل و يعطيه مشروعيته الميل الواضح والصريح نحو الهيمنة عند المجتمعات التي أنجزت مبكراً عملية التحول إلى الرأسمالية.
ذلك أنه و على مسار التاريخ المعروف للاجتماع البشري, و كما يلاحظ محمد أركون ( 3 ) رافق الميل للهيمنة كل طفرة للمعنى.
ينزلق الفكر السياسي في المجتمعات المتأخرة – و هو يجرب بلورة ممانعة مشروعة لإرادات الهيمنة التي تبديها المجتمعات المتقدمة – باتجاه بلورة ممانعة شاملة لنزعات الهيمنة و لطفرات المعنى المترافقة .
يجري ذلك بطرق مختلفة و بتلفبقات فكرية متنوعة و متفاوتة في درجة تماسك لبناتها المنطقية .
و لا ينفع هذا النوع من الفكر السياسي هربه إلى الأمام , بادعائه إمكانية حرق المراحل و انزلاقه إلى تقويض عملية التحول الرأسمالي , بضرب و إضعاف الحامل الاجتماعي لهذا المشروع ( الطبقة البرجوازية) .
تتموضع اللينينية في أساس هذه المحاولات للهروب إلى الأمام التي بدأت قبل قرن من الآن في شروط الانتقال المتأخر لروسيا القيصرية إلى الرأسمالية . و لئن نجحت هذه المحاولة طويلاً في التمويه على حقيقة ما فعلته ( بناء رأسمالية دولة متنكرة بثياب الاشتراكية ) فإنها قد شكلت قاعدة انطلاق لدروب في الفكر السياسي و ضعت تصوراتها موضع التنفيذ : كالماوية و الكاستروية, أو ظلت حبيسة المماحكات الأيديولوجية كالتروتسكية . أو أقحمت مجتمعاتها في دورات عنف مديدة تحت يافطة تثوير الطبقات الشعبية كجماعات التوبامارو , و بادرماينهوف و الألوية الحمراء .... الخ
شّكل النزوع إلى رمي الطفل بقماطه القذر , سياقاً عاماً انخرطت فيه النخب الفكرية- السياسية العالم ثالثية , في مواجهة معضلة فك التشابك بين الطفرة في المعنى التي أنجزتها المجتمعات الغربية بتحولها المبكر إلى الرأسمالية , و بين الميل إلى الهيمنة لدى هذه المجتمعات .
و لعل انبثاق الأصوليات الدينية كحركات نضال ضد الهيمنة الغربية هي الخاتمة الكئيبة لسياق بدأ بالهروب إلى الأمام باشرته النخب الفكرية اليسارية تفادياً لمواجهة معضلة الانتقال المتأخر إلى الرأسمالية , و انتهى بالوثوب إلى الخلف للتمترس وراء الأيديولوجيات الدينية , التي لطالما اشتغلت كبنية فوقية لأنماط إنتاج ما قبل الرأسمالية ( الإقطاعية , و الخراجية )
بين كراهية الهيمنة و هو شعور طبيعي عند من يكون موضوع لها, و بين كراهية ما يحمله المهيمن من طفرة في المعنى: مسافة جرى و يجري طمسها... على هذا التمييز بين جزمة الجنرال الأمريكي ماك آرثر ( الحاكم العسكري لليابان بعد الهزيمة ) و بين الدستور الذي اقترحه على النخبة اليابانية . استطاعت هذه الأخيرة أن تنهض باليابان من بين الأنقاض .
لقد حاول الأمريكي المنتصر في العراق أن يكون كريماً, فلم يفرض على النخب العراقية دستوراً من صياغته ( و ليته فعل. و ها هو الدستور الخارج من محنة التصويت عليه نكسة في الكثير من جوانبه عن دستور النظام المقبور نظام صدام حسين.
لقد خرجت قوى الشدالى الماضي من عقالها.. ووضعت على الدستور بصمات حوافرها.. رغم ذلك هناك من يبالط من مثقفي اليسار و يضع المسؤولية على الأمريكان . و ينّزه ركودنا و قعودنا التاريخي عن المسؤولية .
لقد فشلت التنمية و تضخم الفساد و غابت الحرية و تفسخ الاجتماع السياسي إلى مكوناته الأولية بفضل الإمبريالية و الصهيونية ... هذه هي الأغنية التي لا نمل من الترنم بها. نتغوط في سراويلنا, و عندما نغرق في روائحنا الكريهة نوسع الإمبريالية و الصهيونية سباباً حتى تألف أنوفنا الرائحة , فندخل في هدنة لا يقطعها إلا تغوط جديد بنكهة جديدة فنعود إلى سعارنا ... و هكذا
كيف الخروج من هذه الحلقة المفرغة؟ سوأل برسم الوعي الجديد الذي بدأ يتشكل و يتلقى التهم من كل جانب .

هوامش:
-1-جريدة الحياة-15-7-1995
-2-جريدة الحياة-15-7-1995
-3-الإسلام,أوربا,الغرب-رهانات المعنى وإرادات الهيمنة-محمد أركون-دار الساقي



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقت ضائع
- دمعة لا تخجل من الإبتسامة في موكب تشييع الماغوط
- هوامش على خواتم انسي الحاج
- نقاش حول الأولويات
- تحية لمحمد الماغوط
- رسالة
- رمضان كريم
- محاولة للخروج من فخ المكان
- قراءة تحت السطح
- بصدد اعلان دمشق والردود النقدية عليه
- مخرج فانتازي من الفانتازيا العربية
- الاستبداد ودور النخب في اعادة انتاجه
- ذبابة خيل
- تعلبق على مقالة جهاد الزين
- عينان فارغتان ومظلمتان
- ممانعة الديمقراطية
- حزب بلا تاريخ أم مثقل بالتاريخ؟
- ازمة المعارضة اليسارية السورية
- سؤال الديمقراطية
- الانتلجنسيا السورية على المفترق


المزيد.....




- ماذا قالت المحكمة الجنائية الدولية لـCNN عن التقارير بشأن اح ...
- واشنطن: خمس وحدات عسكرية إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات جسيمة لح ...
- مجددا..واشنطن تمتنع عن إصدار تأشيرة للمندوب الروسي وتعطل مشا ...
- البيت الأبيض يحث حماس على قبول صفقة تبادل الأسرى
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...
- أوامر التوقيف بحق نتنياهو.. رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسا ...
- السيسي وبايدن يبحثان هاتفيا التصعيد العسكري في مدينة رفح ووق ...
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...
- الخارجية الأميركية تتهم 5 وحدات إسرائيلية بانتهاكات جسيمة لح ...
- اعتقالات بتهمة -التطرف-.. حملة جديدة على الصحفيين في روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي العباس - الروائي يهزم المفكر السياسي