أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي العباس - محنة المثقف بين السلف والخلف














المزيد.....

محنة المثقف بين السلف والخلف


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 10:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل تتطابق التخوم ؟
أبو حيان التوحيدي عينةٌ للمقارنة :
*"إن العلم يراد للعلم كما إن العمل يراد للنجاة فإذا كان العمل قاصرا عن العلم,, كان العلم ِكّلا على العاِلم, وأنا أعوذ بالله من علم عاد ِكّلا وأورث ذلا, وصار في رقبة صاحبه غلا(.... )ثم اعلم علمك الله الخير إن هذه الكتب حوت من أصناف العلم سره وعلانيته,, فأما ما كان سرا فلم أجد له من يتحلى بحقيقته راغبا وأما ما كان علانية فلم اصب من يحرص عليه طالبا,, على أني جمعت أكثرها للناس,, ولطلب المثالة منهم,, وتعقد الرياسة بينهم ولمد الجاه عندهم,, فحرمت ذلك كله, ولاشك في حسن ما اختاره الله لي, وناطه بناصيتي,, وربطه بأمري..."..هذا شيء مما كتبه أبو حيان التوحيدي للقاضي أبي سهل علي بن محمد ,عندما لامه على إحراقه كتبه ..لقد مرت على عصر أبي حيان –القرن الرابع الهجري – وعصرنا ألفية غير منقوصة ..وما زالت محنة التوحيدي تتفاقم بتفاقم أعباء المثقف المعاصر . واتساع رقعة تأثيره على المعضلات التي يطرحها تطور الاجتماع البشري ..قد تخفت المحنة إلى المستوى الذي تحدده تخوم الضمير عند المثقف الملتحق باستراتيجيات هذه النخبة الحاكمة أو تلك .لكن المحنة تتأوج عند مثقف العالم الثالث الراديكالي .. . في الحالة العربية , لوعاش أبو حيان أوضاع حفيده"المثقف العربي" الراهنة لصغرت في عينيه مصيبته..لم تواجه أبا حيان مشكلة الوعي بالتأخر, ولا ازدواجية الإحساس بالزمن التي تتفرع عنها ..والتي شخّصها عبد الله العروي** "بمرض المثقف الألماني" .
أفلت أبو حيان كما أفلت بعده بقرون المثقف الإنجليزي والمثقف الأمريكي من إشكالية الوعي بالتأخر . فلم تتضخم لديه الأ نا إلى المستوى المرضي الشائع في الأوساط الثقافية العالم ثالثية ..و أفلت أبو حيان من التورم الثقافي الذي يشبه الََحبَل الكاذب عند النساء وما يشيعه من إحساس بالرضا عن النفس يسد الشهية ويضعف الفضول المعرفي ..بقيت مشكلة أبي حيان خارجية , تتصل بموقف المجتمع الذي لا يعير ه اهتماما فكان رده أن أحرق كتبه انتقاما * "وكيف أتركها لأناس جاورتهم عشرين سنة فما صح من أحدهم وداد؟ ولا ظهر لي من إنسان منهم حفاظ, ولقد اضطررت بينهم بعد الشهرة والمعرفة في أوقات كثيرة إلى أكل الخضر في الصحراء والى التكفف الفاضح عند الخاصة والعامة,, والى بيع الدين والمرؤة والى تعاطي الرياء بالسمعة والنفاق, والى مالا يحسن بالحر أن يرسمه بالقلم, ويطرح في قلب صاحبه الألم." لقد نبت على الإحساس بالتأخر الحس الرسالي..فراح المثقف يرى نفسه ضحية للمجتمع ومنقذه في آن واحد .ويعترف بمسألة التأخر ويهّون من شأنها.ويرفض التأخر ويمجد فيه الحفاظ على القيم الجوهرية للإنسانية .. من شرط الإحساس بالتأخر ولدت كما يقول العروي الأيدولوجيا الألمانية :بصبغتها المثالية ونزعتها التاريخانية ومنطقها الجدلي .ومن المركز إلى المحيط الذي يفتح عينيه تباعا على الوعي بالتأخر : بدءاً من روسيا القرن التاسع عشر ,تشكل الميدان المفتوح للتنافس بين أيديولوجيتين للتغيير , نبتتا في شمال أوربا العجوز:الليبرالية وريثة عصر الأنوار, والماركسية وريثة الأيدولوجيا الألمانية .. وفي ميدان السباق هذا تكرر المشهد :
ينفتح الطريق أولا للماركسية بصيغها المبطنة أو الصريحة ." اشتراكيات قومية ..و وطنية أو الشيوعية ". وبمقدار ما تتراكم شروط الخروج من التخلف ,يتقلص الإحساس بالتأخر ,وتتقلص المسافة بين الأيديولوجيتين المتنافستين. وتتراكم حظوظ السبق الليبرالي .. في الحالة العربية. قد يفسر هذا استعصاء التنوير نظرا لإرتطا مه "أي التنوير"بإشكالية لم يجربها..أقصد "الوعي بالتأخر " أو بما يسمى "التاريخ المعاق" .
وبغض النظر عن القطيعة المعرفية التي أجرتها الماركسية مع الأيديولوجية الألمانية- والمختلف حول حجمها - إلا أن من الواضح الآن, أن ما تمتعت به الماركسية من جاذبية في عين مثقف العالم الثالث, كانت بفضل تكرّر الشروط التي إستولدتها,والتي يعاد تأويلها " أيديولوجياً " في كل بلد يستيقظ على الفروق التي تفصله عن غيره, ولا يقنع بالدور المفروض عليه في عالم اليوم, لأنه يفتخر بماضيه, فيتشكل من هذا الكوكتيل ما يسميه "هاينة " البؤس الروحي ..أين بؤس أبي حيان التوحيدي من هذا البؤس المركب ؟..

*-الصداقة والصديق –ابوحيان التوحيدي

**العرب والفكر التاريخي – عبدالله العروي



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مسؤولية الغرب عن الإرهاب
- أرقام تدعو للتأمل :
- بين العصبيات التقليدية والحديثة أين يقعد المثقف ؟
- المشهد العربي : عنف وعقما لوجيا ودوران بالمكان
- فيروز خميرة لنضجنا
- البديل عن الدولة هو : ماقبلها
- بنازير بوتو: هل هي ضحية المواجهة مع الإسلاميين أم ضحية التنا ...
- إلى رشا عمران في معطفها الأحمر
- نبوءة ابن خلدون :
- إذا فسد الملح بماذا نملح؟
- في ضرورة خوض المعركة الأيديولوجية
- هل نشد الأحزمة: استعداداً للهبوط في جهنم ؟
- نجوم ليبرالية تسعودت:
- لكي نوِّجع جنبلاط وجعجع : لنضرب طه حسين وأدونيس
- الدولة المدنية
- بين عور الحداثة وعمى التخلف الكحل أفضل من العمى
- العلمانية المطعون في شرفها
- مخنقنا الراهن : بين تسييس الدين ومشيخة السياسة
- قنبلة الاسلام السياسي
- جذور عميقة لتمايزات مضللة


المزيد.....




- علقوا في مستنقع مليء بالتماسيح.. لن تصدق سبب نجاة ركاب طائرة ...
- حماس تعلق على صاروخ الحوثي وأمور تتكشف بفشل إسرائيل باعتراضه ...
- مصر.. اندلاع حريق في كنيسة بمحافظة قنا والداخلية تكشف السبب ...
- بوتين يؤكد أنه يفكر باستمرار بخصوص خليفته المقبل
- وكالة PTI: الهند تقطع عن باكستان مياه نهر تشيناب
- السيسي يتلقى دعوة من بوتين للمشاركة في احتفالات عيد النصر 
- شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطا ...
- بوتين: عدم اعتراف الغرب باستقلالية روسيا لسنوات تسبب بالعملي ...
- فصائل فلسطينية تعلق على استهداف الحوثيين مطار بن غوريون
- بوتين: الغرب يتحدث بشكل ويتصرف بشكل مغاير تماما


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي العباس - محنة المثقف بين السلف والخلف