أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العباس - إلى رشا عمران في معطفها الأحمر














المزيد.....

إلى رشا عمران في معطفها الأحمر


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


من أين لك كل هذا النبيذ ؟!
هل هو من مؤونة الوالد ؟
لا تنقزي سيدتي من ظلال يرخيها هذا السؤال على مذاق دنانك ..أرجو أن تمسح ثقتك بالنفس, غبشاً عن نوافذك , شّكله سؤالي البارد..قصيدتك "معطف أحمر فارغ " سحبتني من فنجان القهوة هذا الصباح ,وأسلمتني إلى عالم افتراضي ..عالم من الروبابيكا هطلت عليه القصيدة , فاغتسل من قبحه وبرق نظيفا تحت شمس مائلة ..
يا إلهي!!
لاشيء يعجز عنه الشعر ..في حضنه ولدت الأديان ثم أنكرته وشقت طريقها !! فلم يقنط .. تركها تؤوب إليه تصوفاً غربلها من زؤان السياسة ومخانق العقل وكلبية النفس البشرية ..لكنه وهو يطبطب على ظهرها ويمشط ضفائرها , جفل من اكتناز هنا واستدارة هناك ..لم تعد لأصابعه تلك البراءة..على هذا البرزخ بين الرغبة وتدجينها ولد العشق الإلهي ..
من الحلاج إلى ابن الفارض .ومن المنتجب العاني إلى المكزون السنجاري .ومن ابن عربي إلى حافظ الشيرازي. تحول البرزخ بيتاً للعائلة,ومسقط رأس ٍ لشعراء انجدلت فيهم النبوة والشعر, فسكرت من دنانهم الملائكة ..
سيدتي لو واربتْ قصيدتك الباب قليلا لسمحت لنفسي بالدخول ..لكني أخاف العودة من كنوزك بما ثقل وزنه وخف ثمنه . سأقف بحواسي الخمس ,في مهب الغوايات التي تسوقها قصيدتك " معطف أحمر فارغ "...أتلقط رزقي بنفس المزيج من الانهماك والذعر المميزين للعصافير .فالقصيدة سيدتي كالمرأة . ليس هناك أكثر بلاهة من محاولة شرحهما..مع ذلك ’يرتكب ذلك في طول مدارسنا وعرضها ..ويتعلم طلبتنا كيف يصبحون ثقلاء المستقبل , تتقدمهم سماجتهم إلى اللوحة أو القصيدة أو العشيقة .وتفر من أمامهم المسرة أينما تقاطعت دروبهم معها ..سأنحي من أجل قصيدتك عقلي ,وأترك لأصابعي تلمس معطفك الأحمر ..ليس فارغا تماما كما تختمين ..مازال عطرك يدّوم فيه رغم أن الشام تجر ذيلا منه متراقصا كخصلة لهيب نحو الجنوب ..يا لهذا الجنوب الذي يسحبنا باتجاهه!!أيسحبنا أم ننسحب إليه ,تاركين خلفنا "« بقايا عتاد تشير الى طريق الهزيمة/(...)/ فقط الأغاني التي غنيناها، التي لا أحلى ولا أجمل / استمرت من دوننا تداوي أسى العالم» . نعم .بالشعر سنداوي أسى العالم .فكيف إذا تدفق ممن تربعت على بضعة آلاف سنة تفلّي هزيمتها.
" الأرصفة تخفي خطوات العابرين
شرفات المنازل ذاهلة عما وراءها ‏
دوران قلق للساحات الحجرية ‏
الضباب بدأ يعجن نفسه ‏
كل ما حولي محوط بالارتباك ‏
ومتلاصق كحجارة سيل ‏
بلا مجرى"

هو الشعر إن سجنته الحروف تمطى كشمشون كي تنكسر
أيصمت من ولدته الرياح على الصخر في البحر تحت الشجر

هو الشعر ..الذي أنطق كلبا في رواية سول بيلو :ديسمبر العميد " حبا بالله , افتحوا الكون أكثر قليلاً
رشا عمران ,شاعرة وجدت مكانها في ورشة توسيع الكون





#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءة ابن خلدون :
- إذا فسد الملح بماذا نملح؟
- في ضرورة خوض المعركة الأيديولوجية
- هل نشد الأحزمة: استعداداً للهبوط في جهنم ؟
- نجوم ليبرالية تسعودت:
- لكي نوِّجع جنبلاط وجعجع : لنضرب طه حسين وأدونيس
- الدولة المدنية
- بين عور الحداثة وعمى التخلف الكحل أفضل من العمى
- العلمانية المطعون في شرفها
- مخنقنا الراهن : بين تسييس الدين ومشيخة السياسة
- قنبلة الاسلام السياسي
- جذور عميقة لتمايزات مضللة
- عقدة التحول الى الديمقراطية
- قمة الرياض..النظام السياسي العربي يتنفس الصعداء .
- رئيس ومحامي اتحاد الكتاب العرب يحاجران سعدالله ونوس والهدف ا ...
- ليتولى علمانيوا كل طائفة ضبط سفهائها
- عن المحور السوري –المصري- السعودي
- الرفيق زيادالرحباني
- فخ التراث
- النزعة المحافظة تتعيش على التحديات الخارجية


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العباس - إلى رشا عمران في معطفها الأحمر