أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نواف خلف السنجاري - المزارع الثقافية التعاونية..!!














المزيد.....

المزارع الثقافية التعاونية..!!


نواف خلف السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 09:13
المحور: كتابات ساخرة
    


في أحدى المراكز الثقافية (النشطة) - دون تناول المنشطات أو حبوب الفياغرا أو مشروب تايكر للطاقة- أقترح المدير فكرة تربية الأرانب! لكونها سريعة التكاثر ويمكن أن تدرّ على المركز أرباح خيالية! وطرح كذلك فكرة استغلال غرفتين أو ثلاث واستعمالها ( ورشاً للخياطة والتطريز).. دعماً لمالية المركز! حينها قدّم صديقي - وهو المثقف الوحيد في ذلك المركز- استقالته، ودخل صومعته ليمارس نشاطه الثقافي غير المدجّن.
قد تستغربون طريقة دخولي للموضوع بهذه المفارقة العجيبة، والتي تشبه دخول الملاكم (نسيم) حلبة النزال بـ (شقلبة) فنية، ولكني لا أبالغ إذا قلت: إن غالبية المراكز والمنتديات الثقافية والاتحادات القلمية يديرها أشخاص يمتلكون عقليات تجارية لو استغلت بالشكل الصحيح وأعطيت مساحات خضراء ملائمة وأعداد من العجول لأمكننا منافسة (هولندا) في تصدير مشتقات الألبان واللحوم!
ما أستغربه بشدة كيف امتدت (المحسوبية والمنسوبية) بكل وجوهها البشعة، وأياديها الطويلة التي تشبه أذرع الإخطبوط.. ووصلت برشاقة إلى (رحم الثقافة) لتزرع فيه ما تشاء من الأجنة الهجينة التي لا تمت إلى الثقافة والأدب بأية صلة، وفي الوقت نفسه تمارس الإقصاء والتهميش بحق المثقفين والأدباء والكتاب الحقيقيين الذين لا يرضخون لأجندتها وأيدلوجياتها. وكأن المثقف سلعة تحت الطلب يمكن أن يعمل مع من يدفع أكثر!
الكل يعرف انه لا يمكن للمثقف والمبدع أن يستمر في عطائه الإبداعي ما لم تتوفر له الفضاءات الرحبة والتربة الخصبة والجو النقي الخالي من (الفيروسات السياسية، الدينية، والعنصرية) وبعيداً عن التوجيه وقولبة الأفكار، ووضعها في أطر جاهزة للاستهلاك السريع، وبعيداً عن المتاجرة والضغط من هذا الطرف أو تلك المؤسسة.
في العهد البائد كنت أعرف الكثير من المثقفين والأدباء الذين كانوا يغلّفون أفكارهم (بالسليفون) خشية أن تأكلها نيران السلطة، أو تكتشفها عين الرقيب، فيروون قصصهم على لسان الحيوانات، ويخبئون مقاصدهم بين السطور رعباً وخوفاً من البطش والتنكيل، ومنهم من هجر بلده مرغما لأنه لم يطبّل ويزمّر لهذا المسؤول أو ذاك، وفضل الغربة على أن يصبح بوقاً من أبواق الحزب الحاكم.
أغلب أولئك المثقفين الذين يعيشون الآن في جو (الديمقراطية)!! لا زالوا يخشون تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية - غافلين أو متغافلين - أن واجب المثقف هو كشف عورات المجتمع وسلبياته، والوقوف بثبات بوجه أصحاب الكلمات الزائفة..
أريد تذكير المثقفين أن عهد الدكتاتورية قد ولّى (وقُطعت آذان الحائط) الذي كان يتلصص عليكم إلى الأبد. فأطلقوا ألسنتكم لتنطق بالحق، وتأكدوا أن (الفيل لا يمكن أن يحلّق بأجنحة السنونو)!! كما أحب أن أهمس في آذان الذين يمسكون بزمام المراكز الثقافية هذه الكلمات: أعطوا الخبز للخبّاز، والمعول للمزارع، ولا تحوّلوا مراكزكم ومنتدياتكم وجمعياتكم الثقافية والأدبية إلى مزارع لتسمين العجول! لأن ذلك من اختصاص وزارة الزراعة!!!



#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى جواد كاظم إسماعيل مع التحية..
- ظلال الكلمات
- التصاق
- برعم
- تصفيق / قصص قصيرة جداً
- إنعتاق
- قصص قصيرة جداً /غيمة محبوسة
- إطفاء عيون
- سبع قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً /صقل المواهب
- قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً :طالع
- حزن الآلهة
- قرابين
- أرصفة مسافرة
- أربع قصص قصيرة جداً
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- بين ضوء العشب وظلام السنابل ينام الظل بهدوء
- نهاية
- الشمس الزنجية


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نواف خلف السنجاري - المزارع الثقافية التعاونية..!!