أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - قرابين














المزيد.....

قرابين


نواف خلف السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 2015 - 2007 / 8 / 22 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


من خلال زجاج الشاحنة التي يقودها أبصر قرية صغيرة وادعة ومنسية.. تتقدم نحوه باسطة ذراعيها لاحتضانه، فهو بلا شك يحمل لأبنائها بعضاً مما يسهل أمور حياتهم الشاقة، ويطفئ ظمأ حرمانهم.. الملامح بدأت تتضح له شيئاً فشيئاً.. وجوه كالحة متعبة لناس بسطاء.. نساء يتسربلن بالبياض، ورجال بلحايا وشوارب كثة.. أطفال شبه عراة يركضون حفاة باتجاه الشاحنة، لأن عقولهم الساذجة صوّرت لهم إن العربة القادمة من بعيد ناهبةًً الطريق ومخلّفة وراءها زوبعة من التراب قد تحمل لهم ملابس أو لعب وهدايا أو ربما قليل من الحلوى.. النساء يخبئن ابتساماتهن الخجلى متأملات أن تكون السيارة القادمة مليئة بالنفط الأبيض أو على الأقل تحمل لهم ماءاً للشرب والطبخ...
لا احد يعلم من أية أصقاع بعيدة جاء هذا السائق اللعين! ليلهب عواطف وتفكير هؤلاء الفقراء.. تفاجئ ببيوتاتهم الطينية، ولكنه تذكر بغتة الأوامر التي تلقاها: ( هؤلاء الناس كفرة ويجب إبادتهم).. بدء الخدر اللذيذ يسري في أوصاله، والمكافئات التي سيلقاها في الجنة -حوريات، أنهار من الخمر والعسل- كلها أثارت شهيته المريضة للموت.. أبطأ من سرعته، وكلما اقترب أكثر نبتت أمامه أفواج من الصبيان والصبايا..(إنهم كفرة).. تطن هذه الكلمات في أعماقه الخاوية إلا من الشر والانتقام.. ( كفرة.. كفرة) .. يخرج هاتفه النقال.. يتصل برفيقه الذي يقود الشاحنة المتوجهة إلى القرية الأخرى.. نفذ مهمتك بعد خمس دقائق...
يتصاعد الوهج والدخان إلى قلب السماء الداكن.. وتتناثر الأشلاء.



#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرصفة مسافرة
- أربع قصص قصيرة جداً
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- بين ضوء العشب وظلام السنابل ينام الظل بهدوء
- نهاية
- الشمس الزنجية
- قصة قصيرة / أحصنة و بيادق
- قصص قصيرة جداً /9
- شظايا الكلمات
- قصص قصيرة جداً /8
- أجنحة الموت
- بمناسبة عيد العمال
- أقصوصتان
- مرافىء
- مقطعان
- علبة السردين
- قبل فوات الأوان
- أغنية الغراب
- نصوص
- ظل ٌفي المرآة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - قرابين