أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جودت هوشيار - أسبرانتو - لغة المستقبل















المزيد.....

أسبرانتو - لغة المستقبل


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يقدر العلماء عدد اللغات الحية فى العالم بما لا يقل عن ثلاثة آلاف لغة
و هذا التنوع اللغوى الشديد يعرقل التفاهم الدولى و التبادل الثقافى بين الشعوب .
و قد أدرك علماء و فلاسفة من شتى البلدان ، الآثار السلبية لهذه الظاهرة و حاولوا ايجاد لغة عالمية مساعدة تسهم فى تعزيز السلام العالمى و التفاعل الخصب بين الثقافات المختلفة .

و يعرف تأريخ علم اللغة مشاريع حوالى ثلاثمائة لغة عالمية أصطناعية – أى لغات مبتكرة من قبل علماء اللغة – و لكنها جميعا بقيت حبرا على ورق و أثبتت الحياة عقمها و عدم جدواها ، ما عدا لغة واحدة منها ، هى اللغة الموسومة (أسبرانتو) التى تعد حاليا أكثر اللغات الأصطناعية أنتشارا فى العالم .

و يرجع تأريخ أختراع هذه اللغة الى العام 1887 ، حين نشر الطبيب البولونى ( لازار زامينهوف ) كتابا باللغة الروسية فى وارشو تحت عنوان " اللغة العالمية " وبأسمه المستعار ( Doktoro Esperanto) و كلمة ( اسبرانتو ) لاتينية و تعنى الشخص الذى ( يأمل ) و يوحى عنوان الكتاب و أسم المؤلف المستعار ، أن الطبيب البولونى كان يأمل أن تساعده هذه اللغة العالمية على تطوير العلاقات الشاملة ، المتعددة الجوانب بين شعوب العالم .لأن الناس فى كل مكان بحاجة الى لغة سهلة و بسيطة للتفاهم فيما بينهم . حقا أن ( الأسبرانتو ) تمتاز ببساطة البناء و سهولة الأستخدام ، و تتكون من جذور اللغات الأوروبية ( اللاتينية ، اليونانية القديمة ، الفرنسية ، الأنجليزية ، الألمانية ) و هى مفردات يمكن بواسطة أضافة عدد من السوابق و اللواحق اليها ، تركيب رموز المفاهيم المستخدمة فى شتى مجالات النشاط الأنسانى .
و فى الوقت الذى نجد أن اللعات الأنسانية الطبيعية ( الحية ) تحتوى على قواعد كثيرة و حالات استثناء و شواذ يصعب حصرها ، فأن ( الأسبرانتو ) تتضمن ( 16 ) قاعدة لغوية من دون أى شواذ على الأطلاق . فقد أراد الدكتور لازار زامينهوف ، أن تكون اللغة التى أخترعها ذات قواعد بسيطة و واضحة ، سهلة التعلم و الأستعمال . و كأى ظاهرة جديدة فى الحياة ظهر انصار كثيرون ل( الأسبرانتو ) – من المؤمنين بأن آمال الطبيب البولونى سوف تتحقق.

و فى الوقت ذاته كان ثمة كثير من المتشائمين الذين تنباوا بالموت العاجل لهذه اللغة المصطنعة . و أن مصيرها لن يكون افضل من سابقاتها . بيد أن المتشائمين أخطأوا هذه المرة ، فقد أنتشرت ( الأسبرانتو ) فى الغرب منذ سنواتها الأولى ، و دافع عنها و باركها كبار العلماء و المفكرين و الكتاب ، و فى مقدمتهم الكاتب الروسى العالمى مكسيم غوركى . و عملوا على نشرها و الترويج لها . و قد شهدت مسيرة ( الأسبرانتو ) حالات مد و جزر عديدة . فقد حاربها الطعاة من أمثال هتلر و موسيلينى و لكنها نهضت من جديد بعد الحرب العالمية الثانية ، و أخذت فى الأنتشار على نطاق أوسع من ذى قبل . ذلك لأن الحاجة الماسة الى لغة تقرب الشعوب و تعزز الصلات المباشرة فيما بينها تزداد يوما بعد يوم .

فى عام 1905 عقد أول مؤتمر عالمى للغة ( الأسبرانتو ) ، حضره حوالى ( 700 ) مندوب من شتى بلدان العالم .و منذ ذلك التأريخ يعقد سنويا مؤتمر دولى مماثل .
و من الجدير بالذكر ان المؤتمر السنوى لعام 1978 الذى صادف مرور مائة عام على صدور كتاب الدكتور اسبرانتو ، عقد فى العاصمة البولونية ( وارشو ) – مهد الأسبرانتو و نقطة انطلاقها .
و تقدم خلال المؤتمرات السنوية فعاليات فنية مختلفة بهذه اللغة و بضمنها مسرحيات عالمية ( المفتش العام ، بيجماليون ، هاملت ... الخ ) .
و كانت منظمة (اليونسكو) قد أحتفات فى العام 1954 بالأنجازات التى تحققت بفضل أستخدام لغة (الأسبرانتو ) فى مجال التبادل الثقافى الدولى ، كما أحتفلت على نطاق واسع فى العام 1978 بالذكرى المئوية الأولى لميلاد أول لغة عالمية مساعدة فى التأريخ .
و على الرغم من ان العلماء يعتقدون ان هذه الفترة الزمنية غير كافية للحكم على مدى قدرة و حيوية أية لغة و لكن أنصار ( الأسبرانتو ) أثبتوا أنهم على حق ، ذلك لأن هذه اللغة أصبحت اليوم لغة عالمية يدرسها و يستخدمها مئات اللوف من البشر و تسهم على نحو فاعل فى تسهيل و تعزيز التبادل العلمى و الثقافى بين الشعوب .

و هناك العديد من المنظمات المحلية و العالمية التى تسعى الى تطوير و تعميم ( الأسبرانتو ) و نشر البحوث حولها و تسهيل و تعزيز الصلات بين أنصارها و القيام بفعاليات متعددة الجوانب تخدم عملية التفاهم الدولى و التبادل الثقافى بين الأمم و فى مقدمة هذه المنظمات ( الجمعية العمومية للأسبرانتو Universala Esperanto) (Asoclo
و توجد أيضا منظمة عالمية أخرى تعمل فى هذا المجال هى الحركة العالمية لأنصار الأسبرانتو من أجل السلام ( Mondpaca Esperantista Movado )
التى تقوم بأصدار مجلة (Paco ) و تعنى ( السلام ) . و ما عدا هذه المجلة ، تصدر بلغة ( الأسبرانتو ) العشرات من المجلات العلمية و الأدبية و الفنية و مئات الكتب سنويا . و لم يقتصر الأمر على المطبوعات ، حيث أن الأسبرانتو تدرس اليوم فى حوالى ( 1000 ) مدرسة و معهد و ( 50 ) جامعة .كما أن العديد من المراكز العلمية فى الغرب تستخد لغة ( الأسبرلنتو ) فى أعمالها ، و قد قدم اقتراح الى منظمة الأمم المتحدة لجعل لغة ( الأسبرانتو ) أحدى اللغات الرسمية لهذه المنظمة .
بيد أن هذا الأنتشار الواسع للأسبرانتو، لا يعنى أنها لا تصطدم بعقبات جادة ، ذلك لأن اللغات القومية الحية للشعوب تتطور بشكل طبيعى ، فى حين ، لا يوجد أى أرتباط حى للأسبرانتو بشعب معين ، مما يعرقل تطورها .لذا فأن الأستعمال الطبيعى الحى للغة الأسبرانتو لم يرتفع الى مستوى اللغات القومية الحية . و هذا العامل السلبى يتم تلافيه عن طريق الأستعارة من اللغات القومية حسب تطور التطبيق العملى للغة الأسبرانتو فى هذا البلد أو ذاك ، مما أدى الى دخول مفردات و مصطلحات جديدة الى الأسبرانتو لم تكن موجودة فيها أصلا . و تمخض عن ذلك ظهور لهجات عديدة لهذه اللغة . و هى نتيجة حتمية لتطورها فى البلدان المختلفة . و لكن دعاة الأسبرانتو يحاولون التقليل من تأثير هذه الظاهرة بأضافة الكلمات المتداولة عالميا و التى يفرزها التطور الحضارى للبشرية بأستمرار، و من هذه الكلمات : (sputnico , mopedo , motelo ) كما دخلت الى الأسبرانتو عدد كبير من المصطلحات العلمية و الأدبية و الفنية .
و تنتشر فى بلدان العالم المئات من نوادى الأسبرانتو و عشرات المحطات الأذاعية التى تبث برامجها بهذه اللغة .
و قد ترجمت الى لغة الأسبرانتو عدد كبير من روائع الآثار الأدبية الكلاسيكية ( مسرحيات شكسبير و روايات و أشعار بوشكين و قصائد ماياكوفسكى ... الخ .
كما ظهر العديد من الكتاب الذين يكتبون بهذه اللغة أقتداءا بمخترع الأسبرانتو الدكتور لازار زامينهوف ، لعل أشهرهم الفرنسى ب. شفارتس و الروسى خاخلوف و الأستونى خ. دريزن و الكاتبة الأنجليزية م. باغتون .
ان نتاجات هؤلاء الكتاب و غيرهم تدل على ان لغة الأسبرانتو قادرة على الوفاء بمتطلبات التعبير الأدبى . و لكن الشك مايزال يحيط بجدوى الأبداع الأدبى بهذه اللغة التى وجدت أصلا لتكون لغة مساعدة للتفاهم و ليس للحلول محل اللغات القومية .





#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق غيت
- صك الأنتداب الأميركى الجديد للعراق
- البيت الأبيض فى اليوم الأسود
- النفط و الديمقراطية
- دروس و عبر من تجربة صحفية ناجحة
- كلاشنيكوف و الحكومة العراقية
- الأمبراطور الفنان
- حول النتاجات الفكرية للكتاب الكورد المدونة باللغات الأخرى
- من ينقذ العراق من زعماء المحاصصة ؟
- الصحافة الكردية بين الأمس واليوم
- موسم سقوط اوراق التوت
- مسرات العصر الرقمى
- اغلق التلفزيون وابدأ الحياة
- حكومة الرجل القوى الأمين : انجازات باهرة فى فترة قياسية
- دكاكين السياسة فى العراق
- الحركات المناهضة للعولمة : ما لها وما عليها
- العولمة و منطق التأريخ
- ملحمة قلعة دمدم : حكاية الأمير ذو الكف الذهب والحسناء كولبها ...
- التسلح النووى الأيرانى :تهديد مباشر لأمن العراق
- مهزلة الأنقلابات المسلحة فى جريدة الصباح


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جودت هوشيار - أسبرانتو - لغة المستقبل