أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جودت هوشيار - اغلق التلفزيون وابدأ الحياة














المزيد.....

اغلق التلفزيون وابدأ الحياة


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 07:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


ليس هذا العنوان تعديلا لعنوان كتاب ( ديل كارنيجى ) الشهير ( دع القلق وابدأ الحياة ) كما يتبادر الى الذهن لأول وهلة انما شعار ترفعه وهدف تسعى الى تحقيقه منظمة ( وايت دوت )
الدولية وهي منظمة غير حكومية , تتخذ من العاصمة الأميركية مقرا لها وتوجد لها فروع في دول عديدة و منها المملكة المتحدة .
وتحاول المنظمة اقناع الناس في كل مكان بعدم اقتناء اجهزة التلفزيون والامتناع عن مشاهدة برامجه , لما تتركه من آثار سلبية على حياة الانسان وصحته البدنية والعقلية وعلى حياته الاجتماعية وتقول جين لوتوس – التي يعود اليها الفضل الأكبر في تأسيس المنظمة – اننا نحاول ان نعيد الى الناس حياتهم الخاصة التي فقدوها بسبب التلفزيون , هذا الجهاز الذي اصبح بديلا" عن الأقارب والأصدقاء والجيران .
نحن نعرف أسماء ابطال المسلسلات التلفزيونية ولا نعرف أسماء جيراننا , التلفزيون ينتزع منا جزءا" مهما" من حياتنا ولا يقدم لنا بالمقابل شيئا" ثمينا" , والناس في الولايات المتحدة الأميركية يشكون دائما" من ضيق الوقت ولكنهم يجلسون امام شاشة التلفزيون لساعات طويلة . و تقول الاستبيانات : ان المواطن الاميركي يقضي في المتوسط اربع ساعات امام التلفزيون كل يوم او خمسة ايام في الشهر او شهرين متواصلين في السنة , ونحن نسعى الى تحريرهم من شباك هذا الصندوق البلاستيكي , لأن التلفزيون يحرم الناس القدرة على التفكير المستقل ويجعلهم أسرى للتسلية ونهبا للأنفعال المستمر والقلق والتوتر .
والاطفال هم الاشد تأثرا" بالافرازات السلبية للأدمان التلفزيوني وتعرضا لمخاطره , ذلك لأن الجلوس أمام الشاشة لعدة ساعات كل يوم , يحرم الصغار من الحياة الطبيعية النشطة الضرورية لنموهم وصحتهم البدنية والنفسية ويشوه عملية تكوين الشخصية التي تتشكل في السنوات المبكرة من حياة الانسان . التلفزيون يجعل الاطفال انعزاليين , لا يرغبون في الالعاب ويجدون صعوبة في تركيز الانتباه وينفرون من القراءة .
ويرى علماء النفس : أن التلفزيون ليس جزءا" ضروريا للوجود الأنسانى ولا يقدم ما يثري الثقافة الحقة , بل يعمل على تشويهها وتسطيحها ويحول افراد المجتمع من بناة مبدعين الى مراقبين سلبين .
اما رئيس فرع بريطانيا لمنظمة (( وايت دوت )) ديفيد بارك – وهو صحفي – فقد بدأ حملته المناهضة للتلفزيون بالوقوف وسط لندن فوق جهاز تلفزيون عاطل منددا" بالتلفزيون , لافتا" الانظار الى آثاره السلبية وطالب بتخصيص اسبوع من كل عام يتخلى فيه الناس عن مشاهدة التلفزيون واطلق عليه اسم ( اسبوع التلفزيون المغلق ) وقد تبنت الصحافة الغربية عموما هذه الفكرة وتم تطبيقها فى العام الماضى خلال الفترة ( 22 – 28 ) نيسان على نطاق واسع نسبيا" , حيث قامت آلاف المدارس الأميركية والبريطانية بحث التلاميذ وأسرهم للأستجابة لهذه الدعوة وقامت المدارس بتنظيم فعاليات رياضية واجتماعية خلال ( أسبوع التلفزيون المغلق ) وقدمت هدايا وجوائز تشجيعية للتلاميذ , وقد لاحظ المعلمون ان الاطفال يبدون خلال هذه الاسبوع انضر واوفر صحة ونشاطا" واكثر حيوية ومرحا" .
وفي مجتمعاتنا الأسلامية المتخلفة يستحوذ التلفزيون ليس على وقت الفراغ فحسب بل يستأثر ايضا بجزء لا يستهان به من الوقت المخصص للعمل والانشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية , بسبب شحة وسائل التسلية الاخرى وخاصة فى ظروف فقدان الأمن والأمان , حيث يفضل سكان المناطق المضطربة فى العراق ملازمة بيوتهم لمعظم الوقت, وليس ثمة اى احصائية عن عدد الساعات التى يقضيها الفرد العراقى امام التلفزيون ولكن يمكن القول انه لا يقل عن (6 ) ساعات فى اليوم فى الأقل ، حيث احتلت هذه الوسيلة الأعلامية والترفيهية مكان الصدارة فى المجتمع العراقى وبخاصة بعد سقوط النظام الفاشى والأقبال الشديد الواسع النطاق على اقتناء اجهزة الستلايت التى كانت محرمة طوال العهد الصدامى البغيض, وقد ادى ذلك الى عزوف العراقيين عن قراءة الكتب والصحف الى حد كبير .
ولا جدال فى ان الفرد العراقى يتعرض الى مخاطر كبيرة من جراء الأدمان التلفزيونى، اكثر من اى فرد اخر فى اى بلد من بلدان العالم , نظرا لما تقدمه القنوات التلفزيونية العراقية والعربية من برامج تتناول الأزمات اليومية والمعاناة المريرة للمواطن العراقى والتناحر بين امراء الساسة الجدد فى العراق على المغانم والمكاسب ، وهى برامج تثير مشاعر الأحباط والخيبة والقنوط فى النفوس . ومما يزيد الطين بلة .العرض اليومى المتكرر لمشاهد العمليات الأرهابية البشعة من تفجير وقتل واختطاف وذبح .حيث يتعاطف المشاهد مع الضحايا فى بداية الأمر ويعتصر قلبه حزنا وألما وكمدا على ازهاق ارواح اناس أبرياء و لكن الأنسان يعتاد بمرور الوقت مثل هذه المشاهد . مهما كانت بشعة او سيئة و يتضاءل اهتمامه بصور الحوادث اليومية المفجعة والمرعبة فى ان معا ويعتبرها امرا عاديا وهنا مكمن الخطورة .لأن مثل هذه المشاهد والصور تترك اثارا سلبية بالغة الخطورة فى نفوس الجيل العراقى الصاعد وسلوكهم وتعرضهم الى شتى انواع العقد والأنحرافات النفسية. وتشجعهم على العنف والقسوة ، والأستهانة بالأرواح والقيم الأنسانية .
أنها مسألة تستحق وقفة تأمل ودراسة من أجل حماية المواطن العراقى من الآثار السلبية لهذا الصندوق الساحر .



#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الرجل القوى الأمين : انجازات باهرة فى فترة قياسية
- دكاكين السياسة فى العراق
- الحركات المناهضة للعولمة : ما لها وما عليها
- العولمة و منطق التأريخ
- ملحمة قلعة دمدم : حكاية الأمير ذو الكف الذهب والحسناء كولبها ...
- التسلح النووى الأيرانى :تهديد مباشر لأمن العراق
- مهزلة الأنقلابات المسلحة فى جريدة الصباح
- لامعنى للأرهاب من دون وسائل الأعلام
- المعايير المزدوجة للأعلام الروسى
- أول أبجدية لاتينية متكاملة للغة الكردية
- عبدالكريم قاسم رمز الوطنية العراقية
- رسائل فرانز كافكا الأخيرة
- الدكتور جليلى جليل و انجازاته العلمية
- طريق الكاتب الكردى عرب شمو الى الأدب العالمى
- صفحة مشرقة من تأريخ الصناعة فى كردستان-حكمة الأمير وعبقرية ا ...
- مرجريت رودينكو -عاشقة التراث الأدبى الكردى


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جودت هوشيار - اغلق التلفزيون وابدأ الحياة