أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سليم سوزه - المشروع العراقي الجديد في مواجهة ايران















المزيد.....

المشروع العراقي الجديد في مواجهة ايران


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2270 - 2008 / 5 / 3 - 10:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يكاد يكون هناك اجماع كامل من قبل كل العراقيين على ان ايران الاسلام تقوم بدور سلبي وتخريبي في العراق .. قبل ايام التقيت بصديق عزيز لم اره منذ فترة وكان من اشد المتحمّسين للثورة الايرانية بقيادة السيد الخميني كما هو حال الكثير من شباب العراق والعرب بصورة عامة لما مثلته الثورة من ركن جديد يهوى اليه المسلم في مواجهة الامبريالية العالمية .. خصوصاً ان الثورة كانت من تخطيط الطبقة الفقيرة والمسحوقة من المجتمع ضد دكتاتورية الشاه المجرمة.

عموماً صديقي هذا الذي نحن بصدده قد تغيّرت افكاره 360 درجة عن الجارة (المسلمة) ايران ولم يعد يدافع عنها، ان لم يكن يهاجمها، نتيجة ما رأى من (خيرها) على الوضع العراقي الجديد بعد سقوط الدكتاتورية الصدّامية، فقد اختزل ألمَه بكلمة رائعة اثبتت عمق ما جُرح به من قبل هذه الجارة .. تلك الكلمة التي بيّنت حسب قوله كم كان مخدوعاً بالتوجّه الايراني المسلم .. فقد وصف نفسه ب (Jackass) وتعني بالعربية (الغبي) حينما كان يبرّر لأيران سياستها، ولقد علمت انه استعار هذه الكلمة من الكلب (اجلكم الله) الذي صار العوبة بيد القط (توم) في احدى حلقات كارتون (توم وجيري) المسلية.

على العموم هذه ليست نهاية الكون، فالمعروف ان الدول ليست جمعيات خيرية وانما تعمل وفق مصالحها الخاصة التي قد تكون مشروعة، لكنها مؤذية ومدمّرة لدول اخرى. وايران ليست استثناءاً لهذه القاعدة، فهي تمتلك مصالح في منطقة الخليج ولها الحق ان تدافع عنها خصوصاً بعد ان جاورها العدو التقليدي الامريكي واصبحت طهران على مرمى مدافعه وصواريخه .. الاّ ان العيب في هذا الدفاع ان يكون على حساب مصالح دولة اخرى وهي العراق، وبطريقة تدمّر كل منجزاته ومكاسبه وسط لامبالاة ايرانية بأرواح مواطنيه وممتلكاتهم .. باختصار شديد ان الحكومة العراقية ومعها قطاع واسع من شرائح المجتمع العراقي ترى وبالدليل القاطع ان ايران تدرّب وتدعم الميليشيات الشيعية والسنية التي تمارس القتل والعنف والتخريب على الاراضي العراقية، ناهيك عن اختراقها الأمني لعمق الاستقرار العراقي ودعمها لجماعات معيّنة بحجّة مقاومة المُحتل والتي اثبتت الايام بانه كان ارحم على العراقيين من بعض مَن كانوا يُسمّون بالعراقيين ظلماً وعدواناً.

الطريف في الامر، ان حتى الجهات المتهمة بانها ايرانية الهوى ومدعومة من قبل اطلاعات ايران وفيلقها القدس، كانت قد اتهمت ايران بانها تلعب دوراً تدميرياً في العراق، فقد صرّح الشيخ صلاح العبيدي القيادي في التيار الصدري قبل ايام قليلة بان ايران تتدخل بشكل سلبي في العراق واتهمها صراحة ً بتقاسم النفوذ مع اميريكا دون مراعاة مصالح الشعب العراقي .. وهذا يعني ان الرؤية الحكومية بالاضافة الى تطابقها مع الرؤية الشعبية العامة، فهي متطابقة كذلك مع رؤية الجهات المتهمة بانها مؤيَّدة من قبل ايران سلاحاً ومالاً وتدريباً .. وهذه بحق سابقة فريدة لم تكن ولا تكون الاّ في العراق حسب رأيي، فضلا ً عن الانطباع الذي يُعطيه هذا الامر من ان اجماعاً عراقياً قد حصل لكافة الاطراف، المتفقة والمختلفة منها، وبدون ترتيب او توجيه ليؤكد الدور السلبي التخريبي لايران في العراق.

ما اريد قوله، ان لكل دولة في العالم سياسة خارجية تعتمد بالدرجة الاساس على مبدأي الجزرة والعصا في علاقتها مع الدول المجاورة التي تعبث بامنها واستقرارها .. واذا كانت الجزرة العراقية واضحة في هذه السياسة ومتمثلة بعدد من العقود الاقتصادية السامحة للشركات الايرانية بالاستثمار على الاراضي العراقية وفي مختلف الحقول .. فينبغي ان تكون هناك عصا بموازاة هذه الجزرة، تفرض هيبة الدولة العراقية وسيادتها على قرارها واستقلاليتها، وتحد من التدخل الايراني السافر في العراق، سواء كان تدخلاً سياسياً مثل تصريحات السفير الايراني الاخيرة غير المبرّرة وغير المسؤولة بخصوص عملية صولة الفرسان الامنية، ام تدخلاً امنياً وعسكرياً لمحاربة الامريكان على اراضي عراقية وبدماء عراقية كذلك.

باعتقادي ما زالت الحكومة العراقية تمتلك اوراق ضغط ممتازة تستطيع من خلالها لجم التدخل الايراني في العراق، ومن هذه الاوراق - والتي لطالما تمنيت ان يكسر فيها سنان قلمي قبل ان اكتب بها - هي التلويح بأجنحة منافقي خلق ايران، تلك الزمرة الساقطة والمجرمة التي تلطخت ايديها بدماء العراقيين تماشياً مع سيدهم المقبور المجرم صدام، والذين يُسمّون ظلماً (مجاهدي خلق) ايران .. لكنها السياسة لعنها الله، فلم تترك لنا ايران خياراً آخراً سوى منظمة المرتزقة هذه كي تكون العصا العراقية الموازية لجزرتنا الاقتصادية .. وسوف لن تكون اخلاقيتنا السياسية اسوأ من مثالية ايران المزعومة - والتي كشف تحالفها غير الشريف مع القاعدة المجرمة زيفها وكذبها - اذا ما استخدمنا منظمة المنافقين في مناورتنا القادمة .. فالذي يدعم القاعدة على علمه باجرامها، يستحق ان يسلط الله عليه من يدعم ويساعد (مجاهدي) خلقه وفقاً لسياسة العين بالعين والسن بالسن التي بدأها الجانب الآخر وليس العراق على اية حال.

رغم كرهي لمنظمة خلق الايرانية النابع من حجم ما اقترفته ايديها بحق العراقيين الابرياء وبسبب انها لم تكن منظمة معارضة لايران، بقدر ما كانت فرع من افرع جهاز المخابرات العراقي، اهتمت برصد اخبار العراقيين وتقديم الخدمات الجاسوسية عليهم لنظام صدام، بل حتى شاركت فعلاً في قمع الحركات والانتفاضات الشعبية ضد النظام البائد في العراق .. لكن لابد لنا من عصا ولابد ان يكون هناك توازن قوى بين العراق وبين دول الجوار بما فيها ايران، مع التأكيد على استمرارية العمل الدبلوماسي الذي لا ينبغي له ان ينقطع تحت اي عذر او حجة كي لا يذكّرنا بفترة الفشل السياسي والدبلوماسي الذي وُسِم به العهد الصدامي السابق.

المشروع العراقي الجديد في مواجهة التدخل الايراني يجب ان يستند على ثلاثة محاور اساسية:

اولاً: اعتماد سياسة دبلوماسية واضحة وشفافة تضع النقاط على الحروف في قضية العلاقات الثنائية بين العراق وايران.
ثانياً: اعتماد اوراق ضغط متعدّدة بما فيها التلويح بدعم منظمة (مجاهدي) خلق الايرانية لبيان قدرة الحكومة العراقية على المناورة واللعب بأكثر من عامل وعامل.
ثالثاً: لا بأس بعد ان تستجيب ايران لمطالب العراق المشروعة بأن تُعطى الشركات الايرانية عقود استثمار ومشاريع لاعادة الاعمار في العراق، كي تلعب المسألة الاقتصادية مع المسائل التي ذكرناها اعلاه دوراً في وضع حد للنفوذ الايراني وتدخلها غير المبرّر في السياسة العراقية.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام والليبرالية
- -اسلامي الهوى .. ليبرالي الميول- يقبل بالحوار يا عبد العالي ...
- تخرّصات الظواهري
- نعم انهم متمدّنون حقاً
- كللللللللش،التوافق عادت
- الاسلام اللّيبرالي ازعج اليسار التقدّمي
- هل غادر الشيوعيون من متردّم ؟
- لماذا نخاف من وفاء سلطان ؟!
- التاسع من نيسان عيد العراقيين الثالث
- قمّة سوريا والمواجهة العربية الايرانية
- صعاليك الفريدام
- التوافق لا تتوافق
- ارهاب القاعدة يوقف سلام المطران رحّو
- هل سيفعلها الشيوعيون ثانية ً ؟
- الحرب الاعلامية الكبرى ... الزمان تقطع رأس المدى
- هل مات فيديل كاسترو فعلاً ؟؟
- غزو تركي من جديد
- اجتثاث البعث
- صحوات ولكن ...
- هل سَتُفجِّر امريكا قنبلتها الأنتخابية ؟!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سليم سوزه - المشروع العراقي الجديد في مواجهة ايران