صحوات ولكن ...

سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 08:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

مشروع ناجح ومشروع مربح ومشروع ممتاز كانت الصحوات لمحاربة فلول خفافيش القاعدة بغض النظر عمن يقف وراءه سواء كانوا الاميريكان ام العراقيين انفسهم، المهم اننا اليوم نمتلك قاعدة شعبية جيدة تطارد مجاميع الفشل والتخلف القادمة من الدول العربية والتي تريد ان ترمي بلاءها على اعرق شعب واقدم حضارة وجدت على سطح الارض.

لكن الغريب هذه الايام هو ما نسمعه من بعض مجاميع الصحوات المنتشرة في العراق من انها تعلن انسحابها من العمل وتنصلها من اداء وظيفتها التي وجدت من اجلها وهي محاربة القاعديين والارهابيين بسبب عدم تلبية طلباتها من قبل الحكومة العراقية والقوات الامريكية على حدٍ سواء، ولا ادري هل كانت هذه الصحوات مؤسسات سياسية ام جيش نظامي ام ربما قوات تم استيرادها من الخارج كي تؤدي ما تؤديه اليوم حتى تنسحب تارة او تهدد تارة اخرى بانها سوف لن تعمل مجددا لتأمين مناطقها ؟ لعمري انه شيء غريب هذا الذي نسمعه هل باتت تأمين مناطقنا وحدودنا من الارهابيين والقتلة عرضة لصفقات سياسية او تجارة مربحة ؟ وكيف يهدد بعضهم بانه سوف يترك عمله ؟ هل سيسمح على سبيل المثال باختراق مناطقه بالمجرمين ؟ هل سيسكت فيما لو دمر المجرمون مؤسساته ودوائره وقتل رؤوساء عشيرته ووجهائه ؟

انهم يعملون لحماية مناطقهم هم ولا احد غيرهم فكيف يهددون بانهم سيتحولون الى (غفوات) ؟ هل هناك من سيتأذى من هذا القرار سوى هم واهلهم ومناطقهم سواء كانت في شمال الوطن ام في الوسط ام في الجنوب ؟ بالطبع كلها مناطق عزيزة وغالية علينا ولا نريد ان تدمّر من قبل مجموعة من المراهقين الفاشلين من سقط متاع العرب. لكننا نؤمن بان عملهم هذا اسمى من ان تتم المساومة عليه لانهم يحاربون اعداء الله واعداء الانسانية وليس شيء اسمى من ذلك ابداً.

سؤالي هو اذا كانت هذه الصحوات هي عبارة عن لجان شعبية وجدت لحماية نفسها واهلها من عمليات القاعدة ومشتقاتها دون اي شيء آخر فلماذا تهدد بين الفينة والاخرى بانها سوف لن تمارس عملها بعد الآن ؟
ان عمل الصحوات لم يكن لحماية الحكومة او الدفاع عن الامريكان بقدر ما كان حماية انفسهم ومصالحهم من الذين اعلنوا الحرب على كل شيء يتنفس في العراق، فهل من الممكن ان تعاد الرومانسية والغزل بين هذه الصحوات التي كانت (مقاومات) وبين تنظيم القاعدة الارهابي من جديد بعد كل هذه الدماء والحروب بينهما ؟

لا اعتقد ذلك .. ولكن الحذر الحذر ياعراقيين.

#سليم_سوزه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات