أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - هل سَتُفجِّر امريكا قنبلتها الأنتخابية ؟!














المزيد.....

هل سَتُفجِّر امريكا قنبلتها الأنتخابية ؟!


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 07:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس غريباً ان يتابع العالم برمته خطوات المسيرة الانتخابية نحو البيت الابيض في الدولة الديمقراطية الاولى بالعالم والتي ستكون جولتها النهائية في نهاية العام الحالي بعد فلترة كل المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين لتنحصر المنافسة بين مرشحين اثنين فقط من كلا الحزبين العملاقين الجمهوري والديمقراطي. وليس غريباً ايضاً ان تحوز هذه التجربة الديمقراطية على اهتمام الكتاب والمراقبين من كل دول العالم لما لنتائجها من تأثير كبير على هذا العالم وبلدانه نتيجة تصورات كل مرشح حول سياسة بلده وكيفية ادارته لملف العلاقات الخارجية مع بلدان العالم اجمع.

بعد هذا يكون من الطبيعي جدا ان يتابع العراقيون هذا الامر بل ربما حتى اكثر من مواطني امريكا نفسها بسبب ما يمكن ان ينتج عن هذه الانتخابات وما يترتب عليها من امور تمس جوهر القضية العراقية وعمليتها السياسية من الفها الى ياءها. كيف لا والسيناتور الجمهوري المرشح جون ماكين يدعو لبقاء القوات الامريكية في العراق مائة سنة اخرى فيما يوعد باراك اوباما مواطنيه بسحب هذه القوات من العراق باسرع وقت ممكن (وانتو وربكم يا موسى ايها العراقيين) اما حسناء الخمسينات السيناتور هيلاري كلنتون فهي ايضاً تمثل المعسكر المعارض لسياسية بوش وتدعو لسحب هذه القوات من العراق كنظيرها اوباما دون اعطاء وقت محدد لذلك.

اللافت في هذه المعمعة الانتخابية شيئين اساسيين وبارزين هما وجود امرأة من بين المرشحين المنافسين لكرسي الرئاسة الامريكية وهي هيلاري كلنتون زوجة الرئيس السابق بيل كلنتون والتي يعتبرها بعض المراقبين بانها مهندسة السياسة الامريكية في عهد رئاسة زوجها، وآخر اسود من اصول اسلامية كينية وولادة اندونيسية وهو باراك حسين اوباما وكلاهما من الديمقراطيين، وفي حال فوز احدهما بالجولة النهائية لرئاسة القطب الاعظم في الارض فستكون بحق قنبلة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية حيث لم يشهد تاريخ امريكا فوز بل حتى ترشيح اي امرأة للرئاسة من قبل ولم يفز اي مرشح اسود بهذا الموقع على الرغم من وصول عدد لابأس به منهم الى الجولات النهائية في اللعبة الانتخابية امثال القس جيسي جاكسون وغيره.

لذا فالواضح من خلال ترشيح الحزب الديمقراطي الاميركي لهذين المرشحين بان الديمقراطية الاميركية وصلت الى اوج ألقها ووعظمتها في مجال القضاء على الاختلافات الجنسية واللونية ويبقى معرفة هل من الممكن ان تتقبل الجماهير الامريكية امراة مدللة او رجل اسود من اصول اسلامية (والده مسلماً كينياً وامه مسيحية اما هو فقد اعتنق المسيحية) يتربع على عرش الكرسي الابيض ؟

شخصياً اعتقد ان حضوض اوباما اقوى للفوز في ترشيح الحزب الديمقراطي بدلا من كلينتون من خلال مؤشرات عديدة اهمها الشخصية القوية التي يمتلكها اوباما وقدرته الكبيرة في التأثير على الناخبين وكسب اصواتهم اضافة الى رؤيته المرنة تجاه قضايا الشرق الاوسط ذات الاركان الثلاثة (القضية الفلسطينية وموضوع العراق والملف النووي الايراني) والتي في عمومها يميل لأستخدام سياسة متوازنة تعتمد الحوار منهجاً وسبيلاً خصوصاً في الموضوع الايراني حيث اعلن اوباما اكثر من مرة بأنه وفي حال وصوله الى البيت الابيض سيدعو الى حوار مباشر مع قادة ايران وسوريا وكل الدول التي تختلف مع اميركا وأنه ضد مقولة (بأن اميركا لا تحاور الاّ من يتفق معها) وهذا الموقف يختلف تماماً عن موقف هيلاري الرافض للحوار المباشر مع ايران وسوريا وفنزويلا وكوريا الشمالية حتى انها تدعم داخل الكونغرس الراي القائل بفرض المزيد من العقوبات على ايران فضلاً عن تصويتها على القانون الذي اعتبر الحرس الثوري الايراني بانه منظمة ارهابية في حين رفض التصويت عليه السيناتور اوباما وذلك لانه يعتبر صدور مثل هكذا قوانين سيكون عائقاً للحوار الاميركي الايراني مستقبلاً.

اعتقد ان اوباما يمتلك كل الخصائص الذي تجعله مؤهلا لقيادة امريكا للسنوات الاربع القادمة وليست لديه مشكلة سوى بشرته السوداء التي من الممكن لها ان توقض عقدة تاريخية قديمة في المجتمع الاميركي لم تستطع الديمقراطية الامريكية القضاء عليها بشكل نهائي وبات فوزه كمرشح وحيد ونهائي للديمقراطيين قاب قوسين او ادنى بعد ان تفوّق على هيلاري كلنتون باكثر من سبع ولايات لحد الآن، وبسبب ذلك غيّرت كلنتون مديرة حملتها الانتخابية وعيّنت مكانها ماغي وليامز وهي التي كانت تعمل مساعدة رئيسية لها عندما كان زوجها رئيساً في السابق.

المهمة ليست سهلة بطبيعة الحال بالنسبة لاوباما حتى لو فاز بترشيح الحزب الديمقراطي التي باتت قضية فوزه وترشيحه مسألة وقت فقط وذلك لانه سيقابل بالجولة النهائية مرشح قوي وعنيد من الغريم التقليدي، الحزب الجمهوري الا وهو السيناتور المتشدّد جون ماكين أحد ابرز قادة تيار الصقور المحافظ الذي سيكون هو الاقرب للفوز حسب وجهة نظري بترشيح حزبه على حساب بقية اقرانه وخصوصاً السيناتور مايك هاكابي الذي يُعتبر هو الآخر واحداً من اركان المحافظين القريبين جدا من النظام الكنسي البروتستانتي، وذلك لان ماكين يحظى بتأييد الادارة الاميريكية الحالية وبرزت كذلك مؤشرات على دعمه من قبل الرئيس الحالي بوش.

لذلك ليس من السهل التخمين من سيكون قائداً للولايات المتحدة الاميريكية في معركة انتخابية شرسة يحظى فيها المرشحون بفرص متقاربة ويكون اللون البشري حاضراً هذه المرة ليعلن اما عن انتصار الديمقراطية او عن استمرار العقدة التاريخية المتجذّرة في المجتمع الاميريكي، وسواء كان هذا او ذاك فستكون عيون العراقيين شاخصة على هذه الانتخابات من اجل معرفة هل ستنسحب القوات الاميريكية قريباً ام ستبقى جاثمة على ارض الرافدين الى مائة عام اخرى ؟ هذا ما سيجيبنا عنه اوباما او ماكين او ربما مرشحاً آخراً لم يكن فوزه بالحسبان ابداً.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية وعي جماهيري لمصلحة وطنية
- الحنين الى الحرية
- مازن مكيّة ودعوة الدعوة
- آن الآوان لمحاكمة العقل العربي
- الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة
- ثقافة العنف ... عنف الثقافة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - هل سَتُفجِّر امريكا قنبلتها الأنتخابية ؟!