أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سليم سوزه - هل غادر الشيوعيون من متردّم ؟














المزيد.....

هل غادر الشيوعيون من متردّم ؟


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:49
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لا اميل للفكر الماركسي ولا الى ترجمانه العملي - الحزب الشيوعي - بقدر ما يعنيني في هذا المقال دراسة واقع الحزب الشيوعي العراقي وحجم تأثيراته في المجتمع العراقي - ان كان له تأثير فعلاً – كحزب مثل بقية الاحزاب العراقية التي تعمل على الساحة ليس الاّ.
من نظرة بسيطة على الحزب الشيوعي العراقي واداءه في العملية السياسية العراقية، يستطيع المرء ان يرى بكل سهولة كيف بات هذا الحزب يستجدي هويته الفكرية والثقافية لا بل حتى السياسية من بقية التيارات والاتجاهات العراقية المختلفة والمتصارعة فيما بينها على ايديولوجية تستوعب التغيير وتستغرق تشظياته .. فقد ظل الخطاب الشيوعي الحالي وبعد خمس سنوات من التغيير مترنّحاً وغير مستقراً في زاوية ميله، حيث لا الى الشرق ولا الى الغرب ولا حتى الى اللبرلة بمعناها السامي .. فالمغازلة للتيارات المختلفة ومنها الاسلامية كانت ولا زالت واضحة لدرجة وصفها احد اصدقائي الصعاليك ساخراً بالحزب الشيوعي الاسلامي.
اعرف ان السياسة تقتضي ذلك واعرف ان حجم محبّة الشيوعيين كبيرة عند الناس لانه الحزب الذي تعامل بواقعية مع الاحداث الحالية وقدّر حجمه الحقيقي في المجتمع وعلى اساسه تحرّك في سياسته، ولولا ذلك لفقد تعاطف الكثير. لكني اتحدّث هنا عن شيئاً مختلفاً تماماً، اتحدّث عن غرور بعض مؤيدي الحزب وافكاره ممن تربطني بهم علاقة قرابة او صداقة وهم مازالوا يحلمون بان حزبهم سيكتسح الانتخابات البرلمانية القادمة وسيكون متصدّراً للواجهة السياسية بعد فترة قريبة .. ولا ادري ما هو حجم معلوماتهم بهذا الخصوص وكيف تشكّلت لديهم هذه القناعة المتفائلة ؟ رغم ان الكثير ما زال يرى بان الحزب لم يحسم خياره بصورة واضحة وصريحة لحد الآن في كثير من الامور كقضية الفيدرالية على سبيل المثال، فضلاً عن الغموض والضبابية في آرائه حول القضايا المصيرية الاخرى التي هي بحاجة الى برنامج سياسي بَيّن.
كان ابي شيوعياً ولا زال يؤيد هذا الحزب حتى هذه اللحظة وهو قد تجاوز الثمانين من عمره، وحينما نتناقش بكل هدوء في المسائل السياسية، لم يكن نقاشنا يظل حبيس الدار، بل كان هذا النقاش (الهادئ) يُسمع حتى مَن كان ساكناً في آخر الزقاق نتيجة (هدوئه طبعاً) .. ولكم ان تتخيلوا شيوعياً في الثمانين يناقشني انا، الاسلامي الهوى، الليبرالي الميول، فكيف سيكون لون وطعم هذا النقاش برأيكم !!
لم يكن والدي يوفر جهداً الاّ ويُذكّرني فيه بان الشيوعيين قادمون (غصباً) على انوفكم، ولكنّي كنت ارى ذلك بانه حلم من احلام اليقظة في مخيّلة شيخ شيوعي طاعن لا يختلف كثيراً عن بقية كهلة الشيوعية .. حيث لا ارى الحزب الشيوعي الاّ حزباً انكفأ على نفسه ولم يعمل جيداً لأستقطاب الشباب مكتفياً بخزينه من ابناء الخمسينات والستينات فما فوق، لأنه لم يَعُد قادراً بفلسفته النرجسية على كسب شريحة الشباب، ربما لانه لا يملك بعد ما يغري به ميولاتهم الفكرية والنفسية. والاّ ماذا نسمّي انغلاق الحزب على الشيوخ وكبار السن فقط دون ان تكون هناك نسبة جيدة من الشباب في صفوفه او صفوف مؤيديه !!
على العموم مَن يملك تاريخاً عريقاً مثل الحزب الشيوعي العراقي لابد له اعادة النظر في خطابه وسياسته وبرنامجه وان يحدّد خياراته التي من خلالها يستطيع النهوض بمهامه مجدّداً ويعود الى ذاك التأثير الذي كان يملكه في حقبة الخمسينيات والستينيات حتى لحظة البطش البعثي بقادته وكوادره، فليس من المعقول ان يبقى مراوحاً في مكانه وينتظر عطف الآخرين عليه في مقعد او مقعدين من قائمتهم مقابل مصادرة استقلاليتهم في القرار السياسي، وليس من المعقول ايضاً ان يكون الحزب تابعاً لغيره، بعد ان كان في صدارة قيادة العمل التنظيمي والوطني في العراق سابقاً .. اقول هذا الكلام لا لاني من اتباع الحزب، بل من وجهة نظر مراقب شخّص اداء الاحزاب العراقية نسبة ً لما حققته من مكاسب في هذه الفترة.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نخاف من وفاء سلطان ؟!
- التاسع من نيسان عيد العراقيين الثالث
- قمّة سوريا والمواجهة العربية الايرانية
- صعاليك الفريدام
- التوافق لا تتوافق
- ارهاب القاعدة يوقف سلام المطران رحّو
- هل سيفعلها الشيوعيون ثانية ً ؟
- الحرب الاعلامية الكبرى ... الزمان تقطع رأس المدى
- هل مات فيديل كاسترو فعلاً ؟؟
- غزو تركي من جديد
- اجتثاث البعث
- صحوات ولكن ...
- هل سَتُفجِّر امريكا قنبلتها الأنتخابية ؟!
- الفيدرالية وعي جماهيري لمصلحة وطنية
- الحنين الى الحرية
- مازن مكيّة ودعوة الدعوة
- آن الآوان لمحاكمة العقل العربي
- الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة
- ثقافة العنف ... عنف الثقافة


المزيد.....




- تحليل.. لماذا تباين ترحيب الهند وباكستان بدور أمريكا في وقف ...
- بيسكوف: لا توجد لدى روسيا قنوات حوار مع الرئيس الفرنسي
- وزير الخارجية الصيني: بوتين أعرب لشي عن استعداد روسيا للتفاو ...
- مصر.. القضاء يسدل الستار على جريمة مروعة هزت البلاد
- أغنية خاصة من ماجد المهندس.. ترحيب عراقي مؤثر بضيوف القمة ال ...
- سلامك النفسي يبدأ من الأنف، كيف؟
- تصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته ال ...
- الدوري الألماني - هبوط بوخوم وهولشتاين كيل في الجولة قبل الأ ...
- بيسكوف يؤكد عدم وجود رد فعل من قبل كييف على اقتراح بوتين مفا ...
- الداخلية العراقية: منع تنظيم أي تظاهرة في بغداد حتى العشرين ...


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سليم سوزه - هل غادر الشيوعيون من متردّم ؟