أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم سوزه - اجتثاث البعث














المزيد.....

اجتثاث البعث


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 01:47
المحور: المجتمع المدني
    


نشرت احدى الصحف العراقية المحلية قبل فترة بان السلطات الالمانية قد طردت مذيعة المانية مخضرمة كانت تعمل في احدى القنوات التلفزيونية المحلية وذلك لانها قامت من خلال احدى حلقات برنامجها بمدح الاخلاق الاجتماعية والاسرية التي كانت موجودة في المجتمع الالماني ايام سيطرة النازيين على الحكم في البلاد، لاحظوا انها مدحت الاخلاق الاسرية التي كانت تسود جو الاسرة ايام النظام النازي وليس النظام نفسه.

لكن ومع هذا اعتبرت السلطات الالمانية واللجان المشرفة على قضية حظر الحزب النازي وكل ما يُروّج له بان هذا الكلام هو حنين للماضي ودعوة صريحة لنشر المفاهيم الشوفينية التي انطوى عليها النازيون بل تهديد واضح للمجتمع من تسرّب الافكار العنصرية النازية مرةً ثانية واصدرت قرارها بطرد المذيعة من القناة وعدم السماح لها بالعمل في مجال الاعلام مجدداً.

بالرغم من قساوة القرار والمبالغة في ردة الفعل الحكومية التي لا نريد لها ان تكون مثالاً لنا في ايامنا هذه، لكن المغزى من ذكر هذا الموضوع هو التذكير فقط بما يحصل اليوم في العراق على مستوى اجتثاث البعثيين الذين لم يقل اجرامهم عن اجرام النازيين بل كانوا خير خلف لخير سلف على ما قاموا به من مجازر ومذابح بقلمهم وبندقيتهم ذات الفوهة الواحدة. انا بطبيعتي احب التسامح ولا احب منطق الثأر الاّ ان المشكلة ليست متعلقة بما احب انا او اكره بقدر ما هي مشكلة حقيقية تبتغي كل الاطراف العاقلة على حلها في اطار تحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية، اي انه وبشيء من الانصاف لا يمكن لأبناء الشهداء والمسجونين ظلماً وعدواناً من قبل نظام المقابر السابق وباقلام هؤلاء البعثيين ان يبقوا هكذا دون اعطاء حقوقهم المشروعة ولا يمكن ايضاً للسجناء السياسيين ان يبقوا بدون عمل او وظيفة لحد الآن بسبب بيروقراطية اجراءات الدولة ومؤسساتها، وفي نفس الوقت يطالب شلّة رفاق البعث بامتيازات وحقوق ورواتب جزاءاً لهم على خدمتهم الجليلة للعراق والعراقيين !!!

طبعاً شيء جميل ان يكون الانسان متسامحاً بطبيعته لكن لكل شيء حدود بما فيه التسامح ايضاً، فليس هناك اكثر تسامحاً من العراقيين حينما شرعوا قانون المساءلة والعدالة ولا يوجد اكثر منهم عفواً وهم ارجعوا الالاف والالاف من البعثيين الى وظائفهم التي لم يُجتثوا منها اصلاً بل كانوا يحصلون على رواتبهم وامتيازاتهم وهم جالسين في بيوتهم او ربما كانوا حاملي سيوفهم لحماية لواء العراق بعد ان تخلّوا عن رشاشاتهم عند اول (سترايكر) امريكي وقبل ان يتحوّلوا الى صحوات بدولارات هذا ال(سترايكر) نفسه.

اذا كانت مذيعة المانية تُطرد لانها مدحت الاخلاق العائلية في العهد النازي فماذا نقول نحن وقد تبنّت جهات سياسية معروفة وشخصيات حكومية بارزة الدفاع عن المساكين البعثيين بدون مقابل ! ماذا نصنع اليوم ونحن نشاهد بام اعيينا كيف يتباكى البعض على يتامى البعث ويتغزل بامجاد قائده علناً (عيني عينك) دون ادنى حياء من ضحاياه الفقراء !

الغريب ان بعض هؤلاء المتباكين على مملكة البعث المقبورة بل اغلبهم يطالب وبكل صلافة بمواقع حكومية رسمية ليتصدر المشهد السياسي العراقي تحت عناوين المصالحة ومشتقاتها ! ولا ادري كيف يتصور هؤلاء بان الشعب ممكن ان يثق بهم مجدداً وهو يراهم محامين اصليين عن الجلادين وليس عن الممضطهدين ؟ ألهذا الحد يستصغرون عقلية هذا الشعب ام هو استغلال لطيبتهم وتسامحهم من جديد !

نقول للبعثيين لقد حصلتم على امتيازات لم تكن تُعطى لكم لولا طيبتنا وتسامحنا فلا نريدكم ان تتمادوا في مطالبكم لانه سيتمادى البعض ايضاً باجتثاثكم وعلى الطريقة الالمانية التي ربما تشمل ليس فقط المذيعات فحسب بل حتى المخرجات والممثلات والفنانات فضلاً عن بائعات الشاي على ارصفة الكراجات.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوات ولكن ...
- هل سَتُفجِّر امريكا قنبلتها الأنتخابية ؟!
- الفيدرالية وعي جماهيري لمصلحة وطنية
- الحنين الى الحرية
- مازن مكيّة ودعوة الدعوة
- آن الآوان لمحاكمة العقل العربي
- الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة
- ثقافة العنف ... عنف الثقافة


المزيد.....




- إسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنا ...
- إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستعاقب السلطة الفلسطينية إذا صدرت ...
- إسرائيل تحذر أمريكا: سنعاقب السلطة الفلسطينية حال أصدرت الجن ...
- السعودية.. حكم بسجن مناهل العتيبي 11 عامًا ومنظمات حقوقية تط ...
- اعتقال 300 محتج بجامعة كولومبيا وأنصار الاحتلال يهاجمون اعتص ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة هائل وأكبر من أوكرانيا
- من حرب غزة لأوكرانيا.. حرية التعبير في فرنسا تحت مقصلة العقو ...
- مسؤولان إسرائيليان: تل أبيب تنازلت عن مطلبها بفرض قيود على ع ...
- بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا
- تمكين «ذوي الهمم» الأوراق المطلوبة للتقديم على شقق ذوي الاحت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم سوزه - اجتثاث البعث