أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم سوزه - لماذا نخاف من وفاء سلطان ؟!















المزيد.....



لماذا نخاف من وفاء سلطان ؟!


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كنت اتمنى ان التقي الدكتورة الجريئة وفاء سلطان وجهاً لوجه وعيناً بعين كي اناقش معها بعض الافكار الساخنة التي تؤمن بها وارى حقيقة انتقاداتها التي توجّهها للاسلام كدين وليس للمسلمين، ولكن لا بأس ان اطرح موضوعي من هنا وعبر النيت الذي اصبح وسيلة الجميع لايصال الافكار والآراء للعالم اجمع دون ان توقفها الحدود او تمنعها الحواجز.

اوسمت هذه المقالة بالعنوان الذي رأيتموه فوق كي ابيّن من خلاله لماذا الخوف من افكار هذه المرأة ولماذا يجب علينا ان نحجب كلامها ونحاربه وان نحرص على ان لا يسمعه احد !! اذا كان ديننا اعظم الاديان ونبينا افضل الانبياء وفكرنا ارقى الافكار وعقيدتنا احسن العقائد واخلاقنا افضل الاخلاق وامتنا اعظم الامم، فلماذا اذن نخاف من افكار وفاء سلطان ؟!

لقد تطرّقت الدكتورة في احدى مقالاتها الى مسألة جدا مهمة في ما سمّته علاج للعقلية الاسلامية وهي قضية العلاج بالصدمة اي تعريض المسلمين الى النقد والانتقاد والتشكيك بعقائدهم بصورة مباشرة مما يساعدهم ذلك على الشفاء تدريجياً من مرض التطرّف والغلو على حد قولها .. ونحن بدورنا نقول بان ها الكلام صحيح مائة بالمائة في كونه اشبه بسلاح ذو حدين، فبقدر ما (يشفي) البعض من مرض التطرف يزيد آخرين تطرّفاً وتشدداً خصوصاً اذا ما كانت طريقة المنتقد كما في حالة سلطان عنيفة ومباشرة التي قد تُعتبر سُبّة اكثر منها انتقاداً او علماً .. لذا انا اخشى من ان افكارها هذه قد ايقظت تنيناً دوغمائياً نائماً بدلاً من ايقاظها العقل الاسلامي كما تنوي.

من قراءة بسيطة لمقالات وابحاث سلطان يمكننا معرفة بانها لم تنتقد او (تلحد) بالاسلام بسبب علمي او فكري بقدر ما كانت الاسباب متعلقة بالواقع البائس الذي يعيشه المسلمون حاليا في بلدانهم الاسلامية والعربية .. فقد قضت الدكتورة اول ثلاثين سنة من عمرها في سوريا لتهاجر بعدها الى الولايات المتحدة الامريكية آخر عشرين سنة من حياتها التي لا زالت تعيشها هناك. لتبدأ مرحلة المقارنة وايّما مقارنة ! مقارنة بين حال دولة وصلت الى اطراف المجرّة في علمها وبين دول لا زالت تحلم كيف تبني اسطبلاً يعيش فيها المواطن بكرامة او يتخلّى فيها بعزّة .. لهذا فهناك فرق كبير بين فكرها وفكر المفكّر المصري نصر حامد ابو زيد على سبيل المثال، فقد انتقل ابو زيد من الاسلام الى العلمانية نتيجة ً لمنهج ابستملوجي علمي رأى فيه بان مستقبل البشرية ورقيّها ليس في الاسلام ولا في قرآنه (يقول ذلك بصورة غير مباشرة طبعاً) .. فهو يُعد احد اجرأ مفكّري العرب وواحد من رجالات التفكيك والحداثة التي ادّت به جرأته هذه الى تكفيره وتطليق زوجته بالقوة بعد فتوى ازهرية بهذا الخصوص. اما سلطان وحسب حدود علمي لا ارى فيها ذلك المنهج او الفكر الذي ينتقد الاسلام من باب علمي منهجي يهدف الى التحريك والتاثير على الوجدان المجتمعي الاسلامي لقبول الحداثة والاندماج في ديناميكيتها .. سوى انها مرأة عاشت كبتاً طبيعياً في دولة عربية تخنق الحريات وتبتز الافكار التي لا توافق رؤياتها وتوجّهاتها كسائر دولنا الاخرى في المنطقة.

بصراحة معجونة بقليل من الجرأة ان ما نراه اليوم من دفاع مستميت عن بعض الدكتاتوريات وبعض المجرمين العروبيين او الاسلامويين في بلداننا العربية يجعلنا نخاف من ماضينا كله ونشكّك في احداثه بل يجعلنا نعيد النظر في زعاماتنا التاريخية الاسلامية الذين شكّلوا الملامح الاساسية لعقيدتنا بدءاً من الخلافة الراشدة وانتهاءاً بعصرنا الحالي .. فقد راينا اليوم من يعتبر صدام حسين شهيد الامة والزرقاوي مجاهدها وابن لادن امامها، فهل يدفع هذا سوى بالتفكير في حقيقة ما كان الاولوّن !! هل ممكن ان يكون الرعيل الاول للاسلام على شاكلة الزرقاوي او صدام ؟ اذا كانوا هؤلاء ممن عاصرنا وشهدنا اجرامهم يُقال عنهم شهداء ! فما بالكم بالذي لم نعاصره او نشهده !! واقع مخيف ومرعب وفلسفة مزعجة لمجرد التفكّر بها، لكنها تستحق منا الولوج والدراسة لمعرفة حقائقها التي شكّلت البنية الاساسية لتصوراتنا الدينية الحالية.

ليست المشكلة في وفاء سلطان بل المشكلة في جيل اسلامي كامل اضاع الحقيقة وسار وراء ظلّها ولم يعد يعرف من دينه سوى كيف يثبت تكفير الآخرين انطلاقاً من مخزون نصي تاريخي اختلطت فيه الاهواء وبانت عليه تأثيرات الاذواق الشخصية حتى صار من السهل معرفة حجم الغايات السياسية التي وقفت وراء عدد غير قليل من هذه الاحاديث .. فليس من المعقول من اعتبر الزرقاوي او صدام او غيره من النكرات شهيداً يستند على فراغ اطلاقاً بل هي ذات العقلية التي برّرت لأميّة حكمها وزيّنت لبني العباس سلطانهم، وهي ذات العقلية ايضاً التي سمحت لسلطان ولعدد كبير آخر انتقاد هذه العقلية وهذا الدين .. الدين الذي افنى عمره لمعرفة فيما اذا كان ممكناً التبرّك ببول الرسول ام لا .. او تحديد كم يداً يملك الله ؟ اربعة ام خمسة او ربما ما لا نهاية !! وغيرها من الامور التي لا تغن ِ ولا تسمن من جوع سوى انها سفسطة لها اول وليس لها آخر.

على العموم نحن نحتاج الى ثورة كثورة كوبرنيكوس حينما صدم كبرياء الانسان وشرخ كرامته لحظة قوله بان الارض ما هي الاّ كوكب تابع يدور حول الشمس وليس العكس، العكس الذي كان يعتقده جميع الناس بان الشمس هي التي تدور حول الارض .. ويبدو ان الكبرياء والجبروت لم تسمح للانسان ان يؤيد العلم ويقبل بحقيقة تابعيته للشمس فقام وقتل كوبرنيكوس لجعله عبرة ً لكل من تسوّل نفسه الاستهانة بجهل الانسان وغباءه .. فالانسان جاهل ويجب على العلم ان يُروّض لهذا الجهل ولا يخالفه ابداً ابداً .. لهذا اقول نحن نحتاج مثل هكذا ثورة، ثورة كوبرنيكية على المفاهيم الدوغمائية وعلى كل ما من شأنه تحقير الدين واظهاره بمظهر الاضحوكة امام الآخرين، ثورة تعيد لنا كرامتنا وكبريائنا بالمنطق والعقل والحجة السليمة لا بالشتم والقذف والتهديد للآخرين اياً كانوا، ثورة تدافع عن الموروث المعقول بالقلم والفكر لا بالتفخيخ والتفجير .. حينها فقط سوف لن نخاف من وفاء سلطان ولا من غيرها بل سوف نسمح لها ان تظهر على شاشة الجزيرة لساعات وساعات وليس دقائق معدودة تنتهي الامور الى انذار شديد اللهجة الى القناة والى البرنامج الذي استضافها فضلاً عن توبيخ المقدّم ايضاً.

اذا كانت هناك ثغرات في عقيدتنا تسلّلت من خلالها انتقادات سلطان فعلينا اصلاح هذه الثغرات وعلاجها بطريقة تستقيم مع عقولنا ومنطقنا السليم ان كنا ما زلنا نؤمن بالمنطق السليم، فحتى قرآننا العظيم يقول فينا (كنتم خير امة ٍ اخرجت للناس) ولا ادري متى سنكون كذلك مستقبلاً لانها آية تشير الى الماضي وليس الى الحاضر. ولابد لنا من مراجعة منهجنا الذي نعتمده خلال محاورة الآخر فليس من المعقول ان لا يكون لنا حجة سليمة في اقناع الآخرين ونحن نؤمن بان ديننا دين اممي يستوعب جميع العالمين في جميع الازمان والعصور ونقول باننا اصحاب ارقى حضارة وفي نفس الوقت تعجز حضارتنا هذه عن مجابهة اقلام بعض المخالفين لدرجة جعلت سلطان تقول هذا الكلام:

(الهجوم هو اسلوب الإنسان الضعيف من أجل أن يتظاهر بالقوة، وأنا أشعر بالشفقة على هؤلاء الذين لا يجدون في جعبتهم حجة ولا منطقا ولا علما، فينهالون عليّ بالشتائم والتهديدات. لم يعلّم الإسلام أتباعه على مواجهة منتقديه بالحجة والمنطق، فهم يرتكسون بنفس الطريقة التي كان نبيهم يرتكس بها. لقد فسخ السيدة أم قرفة بجملين لأنها تهكمت عليه، وقطع رأس كعب بن الأشرف لأنه حرض الناس عليه، وذبح عصماء بنت مروان وهي ترضع طفلها لأنه هجته ببيتين من الشعر.) انتهى كلامها.

ما دفع سلطان للقول بهذا الكلام هو منهج الاميين في التعاطي مع النقد والاختلاف وزعيقهم المستمر بوجه الآخر المختلف دون اعطاء حجة او دليل عقلي سليم فضلاً عن الكثير من التفاهات والخزعبلات الموجودة في كتب التاريخ والسيرة، فما ذكرته من (خريط) اعلاه هو موجود في بعض كتب المسلمين فعلاً لكني اغتنم الفرصة هنا واقول للدكتورة بانك لو اطلعت على كل مذاهب المسلمين بمختلف مشاربهم فستتيقنين بانه ليس هناك اجماع على هذه الروايات وليس كل ما ذكر في كتب التاريخ موثوق وصحيح لا بل حتى المسلمين انفسهم (ليس كلهم بطبيعة الحال) يرفضون الكثير منها خصوصاً تلك التي لا تستقيم مع نعمة العقل. اما ما ذكرته من ان الاسلام لم يعلّم اتباعه على مواجهة منتقديه بالحجة والمنطق فهذا كلام غير صحيح، لأن الاسلام وكما عدّه كثيرون بانه فاق حتى المسيحية في اللاهوت والكلام (الثيولوجي) ولك ان تري بنفسك وتقرأي محاججات هشام ابن الحكم وهو احد اصحاب الامام الصادق عليه السلام (سادس ائمة اهل البيت للشيعة الامامية) مع النصارى واليهود والمخالفين من المذاهب الاخرى، بل ان التاريخ الاسلامي قد ابدع في مسألة الكلام والمحجّة اكثر ربما من اي شيء آخر. لكن المصيبة بالمسلمين وليس الاسلام نفسه.

تقول سلطان في معرض كلامها عن القرآن:

(نعم لقد ولد القرآن كتابا ميّتا لغويّا وأخلاقيا!
تسعون بالمائة مما جاء فيه من لغة كان مكررا وغير قابل للقراءة والفهم، والباقي يفتقر إلى شرعية أخلاقية وقانونية.
عندما نختلف على القرآن ليس خلافنا على قدسيّته، إذ يحق لأيّ انسان أن يقدس ما يشاء. لكن خلافنا يكمن في مفهومنا للقيم والأخلاق والمبادئ).

وتستند في هذا الكلام على عدد من الآيات القرآنية التي لا تعرف معناها وتزعم بانه ليس هناك اي مفسّر اسلامي يعرف المعنى الدقيق لها على الاطلاق ومن هذه الآيات:

("يا أيها الذين آمنوا اوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام"

* هل من عاقل مسلم يجيبني على سؤال: ما علاقة الإيفاء بالعقود بتحليل أكل البهائم؟!
هل الآية جملة واحدة أم جملتين وما العلاقة بين الإثنتين؟! لقد كثر هذا الهذيان اللغوي في مواقع كثيرة من القرآن، فلنقرأ معا آية أخرى:

"وإن خفتم ألا تعدلوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع..."
ما علاقة العدل في اليتامى بنكاح النساء؟!! لنقرأ ما أجاد به علينا الجلالين، باعتباره أقل سوءا من غيره وأكثر وضوحا:

وَإِنْ خِفْتُمْ" أَنْ لَا "تُقْسِطُوا" تَعْدِلُوا "فِي الْيَتَامَى" فَتَحَرَّجْتُمْ مِنْ أَمْرهمْ فَخَافُوا أَيْضًا أَنْ لَا تَعْدِلُوا بَيْن النِّسَاء إذَا نَكَحْتُمُوهُنَّ "فَانْكِحُوا" تَزَوَّجُوا "مَا" بِمَعْنَى مَنْ "طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلَاث وَرُبَاع" أَيْ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثًا وَأَرْبَعًا وَلَا تَزِيدُوا عَلَى ذَلِكَ "فَإِنْ خِفْتُمْ" أَنْ لَا "تَعْدِلُوا" فِيهِنَّ بِالنَّفَقَةِ وَالْقَسْم "فَوَاحِدَة"
...
* هل من عاقل مسلم يقرأ لي هذا التفسير ويفسره؟!!

لقد حاول جهابذة المفكرين المسلمين أن يفسروا القرآن كي يخرجوا القارئ من حيرته وعجزه عن فهمه، فزادوا بتفاسيرهم حيرته وعجزه عن الفهم). انتهى كلامها.

يبدو ان المشكلة التي سقطت فيها سلطان لا تختلف كثيراً عن الآخرين الذين سبقوها في انتقاد ما سمّوه بالغموض القرآني على مستوى الوصف والامثال .. فالقرآن في حقيقته اشبه بالصورة او المرآة (ان جاز لنا هذا الوصف) يعكس بُعداً من ابعاد التجسيم لقصة او حقيقة لينتقل في نفس السطر او الآية الى بُعد آخر ليس له علاقة او ترابط مع الحدث الاول ظاهراً، لكنه يترجم عملياً الاثر الذي يترتب عليه اثمٌ معين او خطيئة ٌمحددة باستخدام حادثة مشابهة في قصة اخرى قد تكون في غير زمان او مكان وبعيدة كل البعد عن المكان الاول المُراد تبيانه فمثلاً في سورة يوسف الآية 29 تقول (يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين)، نجد بان العزيز وبعد ان اكتشف بان زوجته هي التي تحرّشت بيوسف قال له (اعرض عن هذا) وفي نفس الآية بدون اي فاصل انتقل بحديثه الى زوجته وقال (واستغفري لذنبك ... الى آخر الآية) بحيث لا يوجد اي فاصل او نقطة تشير الى اختلاف المُخاطب .. انتقل الكلام مباشرة ً بعد ان كان موجّهاً ليوسف الى زوجته زليخة في سياق واحد متصل وكأن المُخاطب هو شخص يوسف نفسه.

لعل الأمر نفسه مع الآية التي استشهدت سلطان بها وهي (يا ايها الذين آمنوا اوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الانعام) فلا ادّعي معرفة ً بالقرآن وتفسيره ولكني متيقن بان العملية نفسها كما في سورة يوسف .. حيث تسلسل لنا هذه الاية غير المترابطة ظاهراً اهمية الالتزام بالعقود في اي حقل من حقولها لانها ستؤدي بالنتيجة الى حلّيّة الانعام كتحصيل حاصل لهذا الالتزام باعتبارها تخضع ايضاً للعقد سواء في البيع والشراء او الذبح والله العالم. هذه هي الصورة التي اقصدها بحيث انها تنقل لنا كل اركان الحدث بأقل كلمات ممكنة مما جعلها سبباً مهماً في اعجاز القرآن بل هو صميم اعجازها.

مع هذا لا يمكن لنا ان نغوص في مفاهيم القرآن ونسعى الى شرحه وفهمه دون ان تكون لنا دراية ومعرفة بمقدمات التفسير الضرورية واولها مسألة اللغة العربية ودلالات الرموز والنصوص التي كانت تستخدم في ذلك العصر والتي بالتأكيد اختلفت معانيها نظراً لاختلاف العصر ومفرداته فمثلاً تعترض سلطان على هذه اللغة (لغة القرآن) وتسمّيها بلغة هابطة غير مبدعة لانها تعثر في طريقها على كلمة (رقبة) التي كنّى بها النص القرآني الانسان، وساقتبس ممّا قالته المحروسة في احدى مقالاتها بالنص حيث كتبت:

("ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة وديّة مسلمة إلى أهله"! بل في مواقع أخرى من القرآن يقول: فكّ رقبة!
لست هنا لأتناول تكريس الإسلام للعبودية، بل لأشير إلى ذلك الفنان الذي يرسم لوحة ويُبدع في رسمها، ثمّ يمسك فرشاته ويشوّه ما أبدعه!
رقبة؟!! هل الإنسان، ذلك العقل الذي سما بنفسه إلى الفضاء وسبر أغوار الكون، مجرد رقبة؟
الحيوان يُربط من رقبته، فهل الإنسان مجرّد حيوان؟ وهل يُعرّف من خلاله العضو الذي يُربط به؟!!

لغة هابطة لا تليق بفنان مبدع، ولا بحقّ إبداعه!!

كان حرّي به لو قال: تحرير عقل، أو تحرير روح، أو على الأقلّ تحرير انسان!
لماذا لا يسمّي المسمّيات بأسمائها، كي لا يشوه حقيقتها؟
"لا تنابذوا بالألقاب"، أي لا تدعوا بعضكم بعضا بلقب يكرهه! أليس هذا تنابذا؟
كيف ينهي الإله عن فعل ويأتي مثله؟!

هل أحد فيكم يرتاح لأن يُعرّف من خلال رقبته؟ تصوّرا لو كنتم مدعويين لحفلة غداء في بيتي، وقلت: لدي عشرون رقبة، وأنا مشغولة بتحضير العلف لتلك الرقاب! كيف سيشعر كلّ منكم؟!
ستعيدون النظر عندها في صداقتكم لي، فلماذا لا تعيدون النظر في عبادتكم لإله يفعل ما فعلت؟!). انتهى كلام المحروسة.

لا تعني (الرقبة) هنا استهزاءاً او تصغيراً بالذات الانسانية التي خلقها الله عز وجل، فليس من المعقول ان يستهزء الله بخلق خلقه بنفسه .. لكنها كناية عن الانسان وعدد بدل من الارقام فحينما نقول مثلاً بان (فلاناً يملك مائة رأس غنم) ماذا يعني ذلك ؟ هل يعني بانه يمتلك رؤوساً فحسب ام اغنام بعدد المائة ؟ نفس الشيء حينما تعبّر العرب عن عدد معين من الناس فتقول (رقاب) اي اشارة لعدد منهم دون ان يعني ذلك استهزاءاً بهم، وبهذا لا يختلف القرآن الكريم عن هذا السياق لانه نزل بلغة العرب وتحدّث بمنطقهم، وبعدها اصبح من الضروري اذا ما اردنا فهم لغة القرآن دراسة الواقع الذي نزل فيه والبيئة التي احتضنته حتى يتسنّى لنا الوقوف بدقة على مكنونات معانيه، فضلاً عن ضرورة الاطلاع على علم الدلالة لما لها من اساس لفهم اللغة ومشتقاتها .. حيث تُعرّف الدلالة بانها العلاقة التي تربط الرمز بالصورة اي الكلمة بالمعنى، بحيث عندما نسمع كلمة (اسد) فقطعاً سيتبادر الى الذهن ذلك الحيوان المفترس لان دلالة هذه الكلمة تعطي صورة (حيوان) في الدماغ بغض النظر فيما اذا كانت هذه الدلالة قصدية ام عبثية .. لانها تكون في بعض الاحيان موضوعة وليست مناسبة اي وُضعت لتعطي هذا المعنى دون ان تكون لها علاقة وثيقة به. يقول السيد ابو القاسم الخوئي في كتابه (البيان في تفسير القرآن) بانه ليس بالضرورة ان يكون هناك تحفيز بين الكلمة والمعنى (الرمز والصورة) بقدر ما تسالمت العرب على تسمية اشياء بمسمّيات معينة دون ان تكون هناك علاقة بينها في كثير من الاحيان، فحينما يُستخدم لفظ معين ليعطي دلالة محددة لا يعني ذلك بالضرورة وجود (تحفيز) او (علاقة) بين الاثنين بقدر ما هو (الوضع) الذي احدثه المتكلم، بمعنى آخر وضعت هذه الكلمة لتعطي هذا المعنى دون ان تكون هناك علاقة بينهما في اغلب الاحيان. (انتهى كلام السيد المأخوذ بالمعنى وليس بالنص).

هذا ما يسمّونه البنيويون (باللغة العبثية) لانه لا علاقة بين اللفظ والصورة، ولو كانت هناك ثمّة علاقة محفّزة بينهما حينها يصطلح خبراء اللسانيات على تسميتها (باللغة القصدية) التي لا تؤمن بالاستعارة او الكناية في شرح مفهوم الدلالة ابداً .. لهذا حينما نقول (رقبة) فهي رمز لدلالة غير قصدية اي موضوعة تعني (الانسان)، لانها موضوعة فقط لتعني هذا المعنى وليست ثمّة علاقة بين الدال اللفظي والمدلول الصوري فيها، بالضبط كما في لغة الجسد الحسية .. فتعبير رفع الحاجبين وتقليص عضلات الوجه على سبيل المثال توحي لنا بمفهوم صوري ويعني (الغضب)، لكن لا احد يعرف ما هي العلاقة بين هذه الحركات الحسية وبين معنى الغضب ! ولماذا تعطي هذا الانطباع ؟ ومن هو الذي ابتكرها لتعطي هكذا دلالة ؟ فقط هذا الدال يدل على ذاك المدلول ولا شيء غير ذلك.

اخشى انني اسهبت كثيراً وخرجت عن صلب الموضوع لكنه خروج بريء لشرح حالة ابتلينا بها جميعاً وهي قيام الكثير بشرح معاني القرآن وتفسير نصوصه دون ان تكون لديهم المقدّمات اللازمة لذلك، مما اساء هذا اليهم انفسهم اكثر مما اساء للقرآن نفسه .. فبجانب كل الذي ذكرناه اعلاه هناك بُعد آخر لا يقل اهمية ًعن غيره في محاولة فك رموز القرآن وتفسيره الا وهو البُعد الزماني الذي له تأثير كبير على تذوّق المعاني الحقيقية للنصوص الدينية، فالبُعد الزماني يشكّل المحور الاساسي في الخارطة التفسيرية لبعض النصوص، وسأذكر واحدة من هذه النصوص العالقة في ذاكرتي المهشّمة وكيف فُسّرت ماضياً وحاضراً .. لقد نهى النبي محمد عليه وآله افضل الصلاة والسلام في عصره عن اكل لحوم الخيول والبغال والحمير، واختلف المفسّرون بينهم وعلى اختلاف مذاهبهم هل ان هذا النهي يعني الحرمة ام الكراهية ؟ وهل ان هذا النهي مستمر ليومنا هذا ؟ ذهب جلّ المفسّرين الى انها حرمة ابدية او انها على الاقل كراهية ابدية لحد يومنا هذا .. لكن السيد علي الحسيني السيستاني وهو عالم معاصر من علماء الامامية يقول بحليّة لحومها الآن معللاً بان الحرمة كانت في فترة يخوض فيها المسلمون حرباً ضروس مع اعدائهم وهم بحاجة الى ما يركبون عليه في تلك الاثناء خصوصاً وقد نقص عددها لدرجة جعلت النبي يأمر بحرمة لحومها كي يتسنّى للمسلمين استخدامها لاغراض الحرب، اما الآن فليس هناك حرب ولا حتى من يستخدمها مطيّة حرب فلا ضرر من اكلها. هذا نموذج لاستحضار النص واستلهامه ليتأقلم مع روح العصر الحالي، بدلاً من سجن هذا العصر وجعله اسيراً في زنزانة المدلول الماضي للنص التاريخي نفسه.

اريد القول بكل بصراحة ان التساؤلات التي تطرحها الدكتورة سلطان حول القضايا القرآنية وغيرها من الامور الحسّاسة ليست كلها غير منطقية او غير مشروعة، بل بالعكس ان كل مسلم ربما جاءت في ذهنه هذه التساؤلات واللماذائيات يوماً ما، لكن الفرق بينه وبين سلطان، انه لا يملك الجرأة ليتكلم بها او حتى يدندن بها مع نفسه نتيجة ايمانه اولاً وخوفه من المجهول ثانياً. نحن آمنّا بآله خلق كل شيء في هذا الكون عن طريق قرآن النبي محمد عليه وآله الصلاة والسلام، فليس من المعقول ان نكفر بامور اخرى بسيطة بمجرد اننا لا نفهم معناها او سياقها اللغوي فقط. ما هو حجم اشكالات (العقود وبهيمة الانعام) او (الرقبة) او غيرها من الامور التي قد لا نستسيغ تفسيرها بجانب الحقائق العلمية والفلكية الجبارة التي ذكرها القرآن ولم يصطدم بها العلم حتى هذه الساعة، على العكس من الكتب السماوية الاخرى التي فنّدها العلم جملة ً وتفصيلاً عند اول حقيقة علمية اكتشفها الناس .. غير اننا لا نريد الدخول في هذا الجدال لاننا نعلم جيدا بان سلطان لم تضع نفسها في خانة اي دين آخر - رغم انها تعاطفت مع اديان مقابل براءتها من الدين الاسلامي - حتى نرد على ما اوردته تلك الاديان.

حينما يأتيني رجل امي غير متعلم ويخبرني قبل 1400 عام من الآن بنجم اسمه الطارق وله صفة الثاقب، حينها لا املك الاّ ان اصدق باي دعوى اخرى تصاحب تلك الحقيقة .. نعم حقيقة فقد (اكتشف العلماء وجود نجوم نابضة تصدر أصوات طرق أشبه بالمطرقة، ووجدوا أن هذه النجوم تصدر موجات جذبية تستطيع اختراق وثقب أي شيء بما فيها الأرض وغيرها، ولذلك أطلقوا عليها صفتين: صفة تتعلق بالطرق فهي مطارق كونية، وصفة تتعلق بالقدرة على النفاذ والثقب فهي ثاقبة، هذا ما لخصه لنا القرآن في آية رائعة، يقول تعالى في وصف هذه النجوم من خلال كلمتين :

(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)
(الطارق: 1-3)

فكلمة (الطارق) تعبر تعبيراً دقيقاً عن عمل هذه النجوم، وكلمة (الثاقب) تعبر تعبيراً دقيقاً عن نواتج هذه النجوم وهي الموجات الثاقبة). ضللت الكلام اعلاه باللون الاحمر لانه مأخوذ نصاً من احدى الايميلات العلمية التي وصلتني مؤخراً.

مثال آخر له علاقة بالطب النفسي والذي قد يكون مثيراً للدكتورة بما انها مختصة بهذا الطب وهو ايضاً منقول حرفياً من مصدر معين:

(أكتشف العلماء حديثاً أن المنطقة المسؤولة عن الكذب هي مقدمة الدماغ أي الناصية، وأكتشفوا أيضاً أن منطقة الناصية تتنشط بشكل كبير أثناء الخطأ، ولذلك فقد خلصوا إلى نتيجة أو حقيقة علمية أن عمليات الكذب وعمليات الخطأ تتم في أعلى ومقدم الدماغ في منطقة أسمها الناصية، والعجيب أن القرآن تحدث عن وظيفة هذه الناصية قبل قرون طويلة فقال تعالى: "ناصية كاذبة خاطئة"
فوَصَف الناصية بالكذب والخطأ وهذا ما يراه العلماء اليوم بأجهزة المسح المغناطيسي).

وقبل ايام وفي احدى المواقع الانترنيتية لفت انتباهي موضوع علمي صارخ وكان يتعلّق بالاشباح والجن وامور اخرى ذات علاقة .. فقد اكّد العلماء المختصون بانه لو اجتمعت الاشعة تحت الحمراء في حيز معين مع الاشعة فوق البنفسجية فسوف تتلاشى الاولى ولا تبقى الاّ الاشعة فوق البنفسجية. وهذا يفسر لنا لماذا تهرب الشياطين حينما تنزل الملائكة حسب كل الاحاديث الدينية التي تقر بذلك .. حيث ان الملائكة عبارة عن اشعة فوق البنفسجية اي (نور) وان الشياطين وتلحقهم الجن كائنات مخلوقة من الاشعة تحت الحمراء (لانها من النار)، فلا تبقى في نفس المكان التي تتواجد فيها الملائكة، ربما الامر الاهم في هذا، هو قول النبي (ص) حينما قال (اذا سمعتم اصوات الديكة فاسالوا الله من فضله لانها رأت ملكاً، واذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان، فانها رأت شيطاناً) – الجامع الصغير للسيوطي حديث رقم 4259 صحيح –
لقد اكتشف العلماء ايضاً بان الديك يستطيع جهازه البصري رؤية الاشعة فوق البنفسجية، لهذا فهو لا يرى الشيطان بل فقط الملائكة ويصيح .. بينما قدرة الحمار البصرية يمكن لها ان ترى الاشعة تحت الحمراء وبهذا فهو قادر على رؤية الشياطين لانها كائنات تحت الحمراء كما قلنا ...
انظروا، هل اصطدمت احاديث النبي الامّي بحقائق العلم ولو بعد 1400 عام من اقواله ؟!!

لو شئت لكتبت العشرات من هذه الامثلة سواء كانت من القرآن ام من السنة واحاديثها، لكني لم ارد هنا الاّ ان ابيّن من خلال هذه الامثلة البسيطة بان من قال بهذه الامور قبل تاريخ طويل، لا يمكن له ان يكذب حاشاه في غيرها. اما اذا كانت هناك اشكالات او التباسات في سيرته الذاتية التي لم تتوحد الامة حتى على تاريخ ولادته فضلاً عن وفاته، فلابد انها خضعت لظروف وسياقات كانت وليدة عصرها وبيئتها ولم نكن نعرف الظروف والتفاصيل الزمكانية التي احاطت بها .. اي اننا لا يمكن لنا الحكم - ان صحت هذه الاحاديث - لماذا قطع النبي رأس كعب بن الاشرف او قتل عصماء بنت مروان وغيرها من الحوادث التي نقلتها سلطان بانتقائية في وسط تاريخي مشوّش وغير واضح بالمطلق.

لا ادّعي هنا بانني فتقت رتقاً لكنني في كل مرة اقرأ فيها امراً لا افهمه من القرآن او سيرة النبي الاكرم، اعمل فيها مقارنة سريعة بين عقلي المحدود وبين اصغر كوكب او نجم خلقه الله في مجرّتنا، وسرعان ما تكون النتيجة في غير صالح عقلي، وينقلب اليً بصري خاسئاً وهو حسير .. فاستغفر ربّي وافوض امري الى الزمن والوقت كي يحل ما تبقى من شفرات القرآن ورموزه دون ان اتعجّل فاُضَلّ او احكم بغير علم ٍ فاخطأ. اسوة ً بما قاله الامام الحسن العسكري عليه السلام – الامام الحادي عشر للشيعة الامامية – للفيلسوف العربي الكبير الكندي حينما بلغه ان الكندي معتكفاً لتأليف كتاب يبيّن فيه تناقضات القرآن، فقد سأل الامام الكندي " يا ابا محمد ان قال لك احداً بان هذا ما فهمته انت من كتاب الله وليس مُراد الله الحقيقي، فهل ستستمر بكتابك هذا ؟ ارتعد الكندي من هذا الكلام ومن حكمة قائله وقال: لا والله يا سيدي ومزّق كتابه ارباً ارباً" – هذه الحادثة منقولة بالمعنى وليس بالنص –

وهنا اقول للدكتورة وفاء سلطان، استمري بكتاباتك ولا تقطعي عنا كل ما توصلتي اليه رجاءاً، فليس ثمّة ايمان قوي الاّ بعد شك اقوى .. وهو ما سيكون بلا شك اقوى انواع الايمان. كيف لا وقد شكّ من قبل كلّ ٌ من الغزالي وابن سينا وصدر الدين الشيرازي وغيرهم الكثير، فماذا كانت النتيجة. لقد كتبوا اعظم الكتب والّفوا ارقى المؤلفات دفاعاً عمّا آمنوا به .. وما زالت مؤلفاتهم تُدرّس في كل اسقاع العالم نتيجة ً لاخلاصهم في علمهم ليس الاّ.

استمرّي ... على الاقل لتمنحيني انا محاولة اخرى في فهم ما يجري حولنا وما هو سر هذا الوجود الذي لم نختاره بأيدينا .. استمرّي، لكن بعد ان تتدبّري ما قاله العسكري للكندي اعلاه.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاسع من نيسان عيد العراقيين الثالث
- قمّة سوريا والمواجهة العربية الايرانية
- صعاليك الفريدام
- التوافق لا تتوافق
- ارهاب القاعدة يوقف سلام المطران رحّو
- هل سيفعلها الشيوعيون ثانية ً ؟
- الحرب الاعلامية الكبرى ... الزمان تقطع رأس المدى
- هل مات فيديل كاسترو فعلاً ؟؟
- غزو تركي من جديد
- اجتثاث البعث
- صحوات ولكن ...
- هل سَتُفجِّر امريكا قنبلتها الأنتخابية ؟!
- الفيدرالية وعي جماهيري لمصلحة وطنية
- الحنين الى الحرية
- مازن مكيّة ودعوة الدعوة
- آن الآوان لمحاكمة العقل العربي
- الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة
- ثقافة العنف ... عنف الثقافة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم سوزه - لماذا نخاف من وفاء سلطان ؟!