هل مات فيديل كاسترو فعلاً ؟؟

سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 10:41
المحور: كتابات ساخرة
    

لقد صُدمت البشرية بأجمعها وصُعق العالم برمته حين سمع نبأ وفاة ديناصور كوبا فيديل كاسترو ولا ادري ان كانت سرادقات عزاءه قد نُصبت في عموم ارجاء وطنه ام انها عادة عراقية استهلكتها مناطق الجوادر والشعلة وحي التنك وغيرها من مدن النكبة، لكن ما اعرفه جيداً هو ان لسان حال البرلمان الكوبي قد قال وبالحرف للجماهير الكوبية بأن "من كان يعبد فيديل، فان فيديل قد مات، ومن كان يعبد آل كاسترو، فانهم باقون الى الابد في حكم البلاد وعلى عناد الامبيريالية العالمية"

لقد صوّت البرلمان الكوبي مؤخراً وعلى طريقة برلمان سعدون حمادي الكاريكاتيرية على اختيار راوول كاسترو رئيساً للبلاد خلفاً لاخيه الرئيس الراحل فيديل كاسترو ولمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مئتي سنة اخرى اذا ما عمّر اخونا بالله ولا اعتقد انه سيعيش كثيراً ليحكم البلد هذه المدة لان الرجل (مخلّص) وعمره (بالسبعين) حسب اعتقادي.

الشيء الغريب والعجيب في شخصية صاحبنا الجديد راوول كاسترو هو انه يعتبر من اهم قادة التيار الشيوعي الكوبي المتشدد وتلميذ الخط السوفيتي المتعجرف خصوصاً في بداية حياته، الاّ انه وبعد ان استلم مهام الرئاسة مؤقتاً منذ منتصف 2006 بسبب مرض اخيه طلب من الولايات المتحدة الامريكية فتح باب الحوار ودعا الى ترطيب الاجواء مع اعداء اخيه الازليين في خطوة اعتقد انها تمثيلية اكثر منها واقعية لبيان بانه رجل منفتح على العلاقات الخارجية ويريد بناء اواصر جيدة حتى مع الد اعداء كوبا، وهي اميركا، لكن الناطق باسم الخارجية الامريكية سرعان ما صفع كاسترو (عجلاً) دبلوماسياً حينما رفض هذه الدعوة ووصفه بانه مشروع دكتاتور في المستقبل ولا يمكن لأميركا ان تتحاور مع مزيد من الكاسترويين (على حد حجيهم طبعاً). كانت هذه خيبة امل كبرى لكاسترو الجديد الذي لم يكن يتوقع هذا الرد وبهذه السرعة.

عموماً راوول كاسترو هذا كان احد قادة الثوار مع جيفارا وبقية الجوقة الماركسية في ثورة اللّحى الكوبية وقاتلوا بطريقة حرب العصابات نظام باتيستا الدكتاتوري الشمولي الذي لا ينسجم مع (الديمقراطية الكاستروية بالتأكيد) حتى اطاحوا بالنظام واجبروا رئيسه باتيستا على الهرب لتبدأ حقبة جديدة من (ديمقراطية) العائلة الارستقراطية التي تتمثل بعائلة كاسترو، فليس غريباً ان يحكم فيديل كاسترو البلاد اكثر من خمسين عاماً وليس غريباً ايضاً ان يسيطر اخيه راوول على السلطة العسكرية ووزارة الدفاع للمدة نفسها تقريباً، بل سابوح لكم بسر وارجو ان تعدوني بانكم لن تفشوه لأحد ابداً مهما كان وزنه او كرشه وهو ان زوجة الرئيس الطري راوول تترأس اتحاد النساء الشيوعي الكوبي منذ عام 1956 ولحد الآن اي خمسين سنة ايضاً ولا اعرف ما سر الخمسين عند هذه العائلة ! على العموم الحمد لله الذي لم يجعل نساء رؤساءنا وملوكنا العرب مثقفات لانها ستكون نكبة لنا جميعاً اذا ما قرأت احداهن عن زوجة كاسترو هذه، وحاولت ان تقلّدها في ترأس مؤسسة معينة فسوف لن تتركها (بالعباس ابو راس الحار) حتى يحيل الموت بينها وبينه وستكون هي و(بغلها) اقصد بعلها علينا. لذلك اقول لكم بانه سر ولا تخبروا به احداً رجاءاً.

من هنا نسأل سؤالنا البريء جداً، هل مات فيديل كاسترو فعلاً ؟ وان مات حقاً، هل انتهت حقبة اللّحى الكاستروية ؟ ام سنستمر مع سلالتها وحلقات ليالي كوبا الحلمية حتى اجزاء احفاد الاحفاد !

#سليم_سوزه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل