أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زينب محمد رضا الخفاجي - عيد وثواب















المزيد.....

عيد وثواب


زينب محمد رضا الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 00:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لأرواح كل شهداء بشتاشان وعوائلهم و أصدقائهم
جدر دولمة حار وتقديري وحبي

اليوم :ـ الخميس 1/5/2008
الساعة :ـ الواحدة ظهراً

كنت قد أكملت طبخ (جدر الدولمة) الذي اعددته كثواب لروح المرحوم عمي سمير الخفاجي/أبو صابرين ووضعت الطرشي المدبس في دبة صغيرة وحرصت على أن لا أنسى كيس الخضرة المغسولة جيداً والمعقمة وقناني اللبن البارد وصفطة خبز وجودلية...
أستأذنت زوجي في الخروج مع ابنتاي لنذهب الى بشتاشان لعمي سمير من بوابة النت ..
منذ أن كنت صغيرة .. كان الكل يجزم قاطعاً أن الميت يزور أهله ليأكل من ثوابه فيجلس معهم على السفرة ... ولكنهم لا يروه .. وهنا قررت أن يأكل كل شهداء بشتاشان من ثوابهم وانا اراهم ويروني حتى ولو بالخيال .. ولأنني مجنونة بالفطرة .. قررت أخذ جدر الدولمة والذهاب اليهم .
وقفنا أمام شاشة النت نحمل أمتعتنا وقفزت أولاً داخلة الباب دون تردد ومددت يدي لأبنتاي كما فعلت معي أعذب عميدة ...
كان جدر الدولمة ساخناً وثقيلاً ..وبالكاد استطيع حمله .. درت حولي علني اجد شخصاً يساعدني ولكن لا أحد .. مشينا طويلاً وفجأة لمحت البطل (جبار أسعد اربيللي ) ساقي العطاشى .. أقترب مني وقال .. لقد عدت ثانية (كل الهلة بيج واكثر بالوياج) فأقتربت منه ابنتي الصغرى وقالت (هلو عمو) .. تفاجأ بجرأتها وأجاب أهلاً عمو..ثم أشارت له لينزل رأسه قليلاً لتهمس في اذنه بصوت سمعناه جميعاً.. عمو ممكن تحمل عني الجودلية .. شلعت قلبي ..أبتسم لها وداعب شعرها وأنزل جراره .. ووضع الجودلية على كتفه وقال .. حتماً تبحثين عن سمير أو عميدة فقلت ..(عيوني كاكة اليوم كلكم معزومين على دولمة.. و انت أولهم .. لكن ممكن تدعوا لي عميدة عذبي حالوب / أحلام و بهاء الدين أحمد و مجيد رسن / حميد و منير رمزي يونس و محمد فؤاد هادي /أبو طارق و عبد الوهاب عبدالرحمن سالم / أبو هندرين و باسم محمد غانم الساعدي / أبو صلاح و سلام شهاب أحمد /أبو عادل و شهيد عبد الرضا / أبو يحيى و علي جبر / عادل بهديني و سمير يوسف كامل / عمار و وهاب عبد الرزاق / ملازم حامد و ثائر عبد الرزاق أحمد / سعد و صلاح حميدي / أبو مهدي و يحيى حسن مرتضى / رشدي و الدكتور بهاء....... / طارق ... وبلة زحمة عليك ممكن هم تعزم ... د . سلمان جبو و سمير مهدي شلال / أبو تيسير و سيدو خلو اليزيدي / أبو مكسيم و نصير محمد حسن الصباغ / أبو نادية و هيوا نائب عبد اللة و نعمة فاضل / أبو سليم و رسول صوفي / مام رسول..
وإذا ممكن احب يشرفني سرباز أحمد ملاقادرو عطوان حسين / أبو علي و حسين محسن سعيد العباس / أبو خليل و رعد يوسف عبد المجيد / ابو بسيم و عبد الحسين أحمد / أبو سمير و عبد الأمير عباس علي / سميرو ناصر عواد / أبو سحر و فدوة لتنسة بناء العمارة شيخ الكصب والهور كاظم طوفان / أبو ليلى و نزار ناجي يوسف / أبو ليلى و طارق عودة / رعد و مؤيد عبد الكريم / حامد و قيس عبد الستار القيسي / أبو ظفار و جبار شهد / ملازم حسان..
وأتمنى ما أكون أثقلت عليك لكن القائمة طويلة وأود لو أتشرف بهم.. ممكن ايضا تدعوا جعفر عبد الأئمة / أبو ظفر و أنور حاج عمر / رستم و صامد أحمد الزنبوري / أبو خلود و غسان عاكف حمودي / الدكتور عادل و أحمد عبد الأمير مرتضى / أبو سلام و رشاد عباس حسين / أبو توفيق و حسن أحمد فتاح ماموستا دارا و علي حسين بدر / أبو حاتم و هيوا مقديد عمر / بختيار و محمد صالح الساعدي / أبو وطفاء و هاشم كاظم محمد / أبو محمد و عيسى عبد الجبار / سلمان و.... قاطعني فجأة كولي أعزمهم كلهم ..فأجبت طبعاً كلهم ولكن يجب ان يعلموا أنني وأحتراماً لهم أدعوهم واحداً واحداً وبأسمه الست معي ؟..... أبتسم لي وقال معك كل الحق ... ومن أيضاً ؟ فقلت .. علي عبد الكريم النعيمي / عبير و سعد علوان هادي / أبو صوفيا و حامد الخطيب / أبو ماجد و ئازاد ئاغوك نادر / له زكين و شهيد فؤاد سربست محمد صالح و حسان عباس الهاشمي و أبراهيم عبد اللة شمسة / أبو يوسف و خالد كريم علي / هيمن و دارا حسين شريف / قاره مان و محمد أمين عبد اللة / دهشتي و مازن محي الدين كمال الدين و أحمد بكر أبراهيم / هاور و عطوان حسين عطية / أبو علي و زهير عمران موسى / سليم و أخيراً عماد شهيد هجول / أبو معالي.
ظل يمشي ويصرخ بصوته الجبلي اليوم الكل معزوم عند أبو صابرين (أهله جايين لزيارته وياهم جدر دولمة حيدري) تجمع الكل على صوته ورحبوا بنا وفرحنا بهم .. حملوا عنا كل حملنا .. كما حملوا طويلاً هم الوطن .. حتى صرنا لا نحمل شيئاً .. بل كدنا نحمل على الأكف المحبة .. وصلنا حديقة عمي ..رأيته قادماً نحوي فتهاويت وبكيت .. لم يقترب كثيراً خاف أن أهرب .. كما في المرة السابقة.. لكني صرخت عليه عمو حبيبي الهم والقهر طشرني.. وأجيتك أحمل البسمة والحب .. ودولمة تحبها سويتها والله بايدية.. أقترب مني هذا الحبيب الرائع.. أحتظنني وهو يبكي .. مسحت دموعه وقلت (دموعك غسلن زينب) فرفع يده ليسكتني .. أمسكت يده بكلتا يدي ووضعتها على صدري وقلت ..( أحظني عفية بكل قوتك).. ولم أجزائي التي تناثرت من هول ما لاقيت وما لاقيتم .. ودعنني أجفف دمعك.. أقتربت أبنتاي ووقفتا بقربي .. فسأل مبتسماً .. أمنين هذولة الحلوات .. بس هاي أنت ..مشيراً لأبنتي الصغرى وهي صورة طبق الأصل مني ..فاجابته صغيرتي .. نعم عمو .. أنا زينب الصغيرة .. ويسموني نومة .. وهذه أختي الكبيرة (زوزة) .. بس هية تستحي متحجي هواية .. أني أحجي بمكانها.. نظر اليهما بحب وركع أمامهما .. يذرف الدمع ويتحسس ملامح وجههما .. فاته الكثير هذا الحبيب بسبب غدر الأوغاد به.
قلت له صوتهما جميل ويحبان الغناء كما كنا أنا وأنت نفعل.. فجأة سمعت صوت صديقتي عميدة وهي ترحب بي فركضت اليها واحتضنتها .. كانت تحمل لي باقة ورد ولا أروع .. فقلت شكراً لك فقالت .. صغيرتي هل تكلمتي ؟ فأجبت لم أكن سيدتي يوماً فاقدةً لصوتي .. ولكنهم عودوني الصمت والخرس وكتمان حتى صرخة الم وتوجع ..ولكنني معكم أصرخ بعلو صوتي وأحبه.
ساعدتني ففرشنا الجودلية وقلبنا جدر الدولمة .. وجلسنا كلنا نأكل ونضحك ونغني.. وتحول هذا الثواب الى كرنفال فرح ..لاادري هل كانو يحتفلون بعيد الاول من ايار كما تعودوا في حياتهم ، ام انهم يترحمون على انفسهم وهم يقبلون بنهم على ثوابهم ، أم هل هي لعبة القدر العبثية التي جعلت من يوم عيدهم يوما لاستشهادهم ، كان جنون مطبق أن أجعلهم يأكلون ثوابهم..ولكننا أحتفلنا بعيد العامل .
كان غريباً أيضاً أن تبدوا ملامحهم طفولية لاتحمل في ثناياها حقداً حتى على من ذبحهم في 1/5/1983 في بشتاشان.. والأغرب أنني رفضت بشدة أن أكون منهم وأغفر لكل المجرمين ومع أنني أسكت لكنني بقيت اردد في سري وانا ارسم ابتسامة على وجهي لعن الله من قتلكم.. آمين...



#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عميدة وصانع الخبز وخوفي
- تحية الى شهداء وابطال بشت ئاشان في ذكراها الخامسة والعشرين!
- حشرٌ معَ من نحب
- حكومتنا والأرقام ال 5
- خمسةٌ في عين الحسود
- ليلى والذئاب
- عمو لينين وحمامة وبطة
- مرفوض ضوء النهار(تكملة لموضوع حوار في الجنة)
- مرفوض ضوء النهار
- دللول
- لفة و برتقالة
- اعتذار ومغفرة
- حوار في الجنة


المزيد.....




- حماية البيئة بإضاءة شوارع بتطبيق هاتف عند الحاجة وقلق البعض ...
- شاهد كيف رد ساندرز على مزاعم نتنياهو حول مظاهرات جامعات أمري ...
- نشرة صدى العمال تعقد ندوة لمناقشة أوضاع الطبقة العاملة في ال ...
- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...
- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زينب محمد رضا الخفاجي - عيد وثواب