أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - حوار في الجنة














المزيد.....

حوار في الجنة


زينب محمد رضا الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 08:31
المحور: الادب والفن
    



تائهة لا تعرف احداً.......تمشي دون هدى...كل ما حولها جديد.. المكان ..العطر...الوجوه.. تتارجح بين الخوف من المجهول وسعادة اكتشافها كل هذه المناظر الجميلة.. تحث حواسها للتعرف على اي شيء ولكن النتيجة لا شيء ..حتى حواسها تخذلها.. يا للهول......اي مكان هذا الذي تستغربه حتى خارطة احلامها المتواضعة.
اقدام صغيرة تطأ الارض وكانها تطير فوقها.. تختلس النظر على الارض فتفرح لعدم وجود اثر لاقدامها على هذا العشب ..في داخلها كثير من الفرح وبعض الأستغراب..تدوربعينيها هنا وهناك علها تلمح شخصاً تعرفه ولكن دونما فائدة..فجأة عجوز تنادي..هي أمان مالذي جاء بك الى هنا...؟
أمان..لا أعرف..بالله عليك ياخالة اين أمي...؟
العجوز..والله يمة ما أعرف..لكن خالتك أمل هناك تحت تلك الشجرة.
ركضت الطفلة نحو خالتها بفرح..وكانت مستلقيةً على عشب لم تر مثيلا له في حياتها ثم مدت يدها المرتعشة لتلمس برفق بعض خصلات شعرها وقالت..خالة ...خالة إستيقضي أنا أمان
تنهض أمل وتضع يدها بكل فجيعة والم على فمها الذي يأبى أن يغلق فتقول:-( أسم الله عليج بنيتي..أشجابج هنا) .
أمان.. لا أذكر..فقط أتذكر أنني خرجت مع أمي وأختي سلام الى سوق الغزل لنشتري طيور الحب ...أتذكر أنني أخترت الأبيض وسلام أرادت الأخضر وبعدها.........أه لم أعد أذكر شيئاً أرجوك خالة ماذا حصل؟ وأين أنا...؟ (وينها ماما).
تطرق أمل برأسها مشفقة على بكر اختها وحبيبتها من الاجابة فتقول
امل..أنت هنا معي لا تخافي
أمان..لكن أين أمي؟
أمل..يبدو أنها لن تأتي
أمان.. لماذا فأنا مشتاقة لها وأريدها
أمل.. وشوقي لها أكثر..أتعلمين كنا طفلتين مشاكستين
أمان.. أكثر منا ...أقصد أنا وسلام؟
أمل.. أووووووووووه أكثر بكثير
أمان.. وهل تسكنين ياخالتي هنا؟
أمل.. نعم وستسكنين معي
أمان.. وأمي وسلام؟...ولكنك تركتينا وذهبت عند الله منذ فترة.. خالة هل أنا الان عند الله..أيعني هذا أنني مت ودفنوني في التراب..كيف تركتني أمي في التراب يأكلني الدود ورحلت؟..هل أنا ميتة الآن ولن أرى ماما وبابا وسلام...ثم تبكي بحرقة وتدور بعينها وخالتها مذعورة لا تعرف ماذا ستقول لها.
أمل.. أنت الآن في الجنة عند الله.. هيا صغيرتي أمسحي دموعك وتعالي لأريك بيتنا وحديقتنا.
أمان.. مستسلمة تماما لواقعها(هيا بنا .........)
تمشيان معا وأمان كعادتها لا تتوقف عن الأسئلة.
أمان.. هل هذه شجرة رمان؟
أمل.. نعم وتستطيعين الأكل منها كما تشائين
أمان.. ملك من هذه؟
أمل.. أنها لله فقط ونحن نأكل منها
تمسك أمان بالرمانة وتتحسسها بأصابعها وتقول
أمان.. ياللروعة رمانكم سوري
أمل.. سوري ولماذا سوري؟
أمان.. لأن الرمان السوري طيب ومملؤ بالماء والعراقي يابس ومطيب
أمل..مستمرة بالصمت
أمان..لكن اين ذهبت الفواكهة والخضر
امل.. والله لا أعلم حبيبتي
أمان .. خالة نعسانة
أمل .. نامي صغيرتي وغدا لنا يوم جديد جميل
أمان ..خالة عدكم كهرباء
أمل ..طبعا
أمان وطنية لو مولدة
أمل ...ضاحكة وطنية لماذا؟
أمان ..أريد ان ارى غدا كل افلام كارتون
أمل ...نامي الان انت متعبة
أمان ..عندكم ارتينز وثبيث تون(تلفظ السين ثاء وتقصد قناة الاطفال سبيس تون)
أمل ..نعم حبيبتي عندنا كل ما تريدين نامي حبيبتي
وتحضنها والدموع تنزل لا تعلم هل يبكيها امر صغيرة اختها ام حال اختها بعد فراق ابنتها
انا لله وانا اليه راجعون

زينب الخفاجي



#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - حوار في الجنة