أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - ليلى والذئاب














المزيد.....

ليلى والذئاب


زينب محمد رضا الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2236 - 2008 / 3 / 30 - 10:22
المحور: الادب والفن
    



كان في قديم الزمان جميلة اسمها ليلى ...ما خرجت يوما من بيتها دون ان تكون كبدر التمام..شعرها .. ملابسها .. لون بشرتها .. عطرها .. هكذا هي.. دوما تحبُ أن تكون كالعروس في كل الأزمان.. ولكن في سواد هذه الأيام صار محرماً عليها أظهار الجميل من الشعر والملابس والخواتم واظافرٌ جميلةٌ بشتى الألوان.. خصلات شعرها الناعم .. خبأته تحت الحجاب .. وأختفى قوامها خلف ما ترتديه من عريض الأثواب ..قوارير عطورها اندثرت تحت الأنقاض.. وصارت يائسة حزينة واجمة لاضحك ولاتبسم ولا غناء.
كل الملابس الجميلة التي جلبها لها زوجها مركونة في صندوق من حديد .. غريب أن ترعب الأنثى من منظر ملابسها .. حاول زوجها معها كثيراً .. لم يفلح .. لا تستطيع نسيان منظر جارتها أم أحمد وهي تحتضن رأسي طفليها أحمد ودلال.. وقد ذبحهم الأشرار .. لأن دلال ذات التسعة اعوام لا ترتدي الحجاب .. وأحمد تطاول على الله وأرتدى (شورت قصير) .. حضنت تلك الأم رأسي طفليها الوحيدين سبع ساعات متواصلة .. صاحت وبكت حتى جنت وصارت تجوب الطرقات كل يوم منكوشة الشعر تسأل كل من ترى .. شعري يشم الهواء اليس هناك من يرحمني ويذبحني ... ؟؟؟؟
رمت احلامها في جب عميق وقطعت رأس أمومتها ذبحاً من الوريد الى الوريد.. لا تريد أن تنجب طفلاً وتحرم منه .. لم تكن تحتمل ابتعاد لعبتها يوماً واحداً عنها فكيف ستحمل فقد وليدها.. مشاكل كثيرة بسبب تلك الأمومة المرفوضة .. ويأبى زوجها التصديق والأستسلام .. أمه تقول.. تزوج غيرها قد تكون عاقر.. ولكنه دوماً يعزو الأمر لله .. فليس في يده حيلة.. وهو أيضاً يخاف الفقد والموت والضياع.
كانت سيارة الدائرة تأتي لتجمعهم كل يوم من مكان محدد .. وكان سائقهم (عمو أبو محمد) أحسن من كل الناس .. فقيراً بسيطاً .. دائم التندر والضحك والغناء..وصار يضحكها كثيراً حال جارها عادل (مدوختة المرة والجهال) .. كان الجميع في هرج ومرج وعمو أبو محمد يغني (طالعة من بيت ابوها )... وأيمن يسترق النظر ويبتسم لحبيبته وجارته حنان..فتنظر اليهم وتقول لصاحبتها ( باجر يتزوجون وحتى صباح الخير ماكو).
أوقفت السيارة فجأة مجموعة مسلحة وأخذوا يصرخون بهم وصعد أحدهم ووجه مسدسه على ابو محمد قال بدم بارد أمشي حرك السيارة .... غطوا أعينهم بعد أن قسموهم لمجموعات .. كلٌ أخذ نصيبه من الذبائح وتفرقوا ..
رموهم بغرفة باردة معتمة .. لا يرى أحدهم الآخر.. موثقين ايديهم وأرجلهم ... خافت توجست بكت .. أقترب منها زحفاً شخص ما فصرخت مرعوبة .. فقال لها أهدئي ليلى أنا عادل .. هدأ وجود عادل قلبها أكثر مما تصورت ... حاول أن يطمأنها لكنه كان يعلم أنهم سيقتلون في الصباح..
دخل عليهم رئيسهم وأنهال عليهم بالسب والركل والشتم لآنهم كفار ولا يستحقون العيش وسيرضون الله غداً بقتلهم في الصباح قبل صلاة الفجر... (بالله عليكم هل خلقهم الله للذبح).؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بكت ليلى بكاءً مراً وبعدها سكتت وحمدت الله لأنها لم تنجب أطفالاً مصيرهم اليتم والدمار وأشفقت على أطفال جارها عادل وزوجته كيف سيعيشون من بعده.. ومن سيحميهم من غدر الزمان.
وفي الصباح ساقوهم كالخراف للمذبح .. فصرخ عادل .. ليلى هل كنت تعلمين كم أحببتك ؟؟؟؟؟؟. نعم تعلم أنه حتى الآن يحبها.. و ووووو ذبح عادل ... وبعده ليلى بثوان..وحتماً لهما حوار آخرسنقصه بعد زمان..
وكان ياما كان في قديم الزمان ذبيحةٌ أسمها ليلى ... ذاقت تواً طعم الأمان...
للموضوع تكملة.....
زينب الخفاجي



#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمو لينين وحمامة وبطة
- مرفوض ضوء النهار(تكملة لموضوع حوار في الجنة)
- مرفوض ضوء النهار
- دللول
- لفة و برتقالة
- اعتذار ومغفرة
- حوار في الجنة


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - ليلى والذئاب