أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - لفة و برتقالة














المزيد.....

لفة و برتقالة


زينب محمد رضا الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2219 - 2008 / 3 / 13 - 06:46
المحور: الادب والفن
    



حال صغيرتي اليوم غريب عجيب ... فهي هادئة .. مطيعة .. صامتة.. حتى أغانيها التي تصدع بها رأسي كل صباح أختفت .. سألتها.. حبيبتي أتشكين من شيء؟
صغيرتي .. لا ماما .. ماكو شي ..لكن حدقات عينيها التي تدور بسرعة 120 كلم لا تريحني ولأنني أم تعودت منحهم حرية الحديث متى ارادوا .. وأن أتقبل أخطائهم مهما فعلوا.. آثرت السكوت والأنتظار .
صغيرتي أسم دلعها نومة وهو اسم اطلقته عليها أختها حين عجزت عن لفظ أسمها ولهذا سأكتبها هنا نومة.
نومة .. ماما أذا اراد أحدهم أعطائك هدية ماذا تفضلين؟
أنا ..... هذا يتوقف على الشخص..
نومة .. وإذا كان صغيراً بعمري .
أنا ..... ستسعدني جداً برتقالة .
نومة .. وإذا أراد أن يعبر لك عن أمتنانه لتعبك معه ؟
أنا ..... أهو صغير أيضاً ؟
نومة .. نعـــــــم ..بالضبط
أنا ..... (ضاحكة) لفة جبن عرب ونعناع وشاي وإذا (ينجوي بس لفة).
نومة .. وإذا أخطأ أحدهم ماذا يجلب ؟
أنا ..... الغلطان يعتذر فقط ويعترف بذنبه.
نومة .. وإذا كان لا يستطيع ؟
أنا ..... ولماذا لا يستطيع ؟
نومة .. مسكين ماما هو أولاً لم يقصد ثانياً وهو الأهم كرامته تتعبه مع الأعتذار هل يرضيك تعب طفل صغير مسكين ؟ ثم أليس من الأفضل أن يجلب لك شيئاً بدل (أنا آسف) على الأقل ستستفيدين مما يعطيك ..( مو أحسن من السوالف).
أنا ..... إذا كان مصراً سأكتفي ...بنفس قلمك الرصاص الذي تعشقينه.
نومة .. ولماذا هذا القلم يمكنه أن يشتري لك أي شيء آخر؟
أنا ..... بما أنه لا يريد الأعتذار ..سيؤلمه حقاً فقد ما يحب،وإذا أعتذر سيكون أفضل.
أختفت تلك الصغيرة .. وذهبت لوالدها تعرف هذه المدللة أنها أميرته التي تأمر فتطاع وكلما ضاقت بها السبل وثبت وقبلته وبكت وبهذه الدموع ستحصل على كل شيء..كانوا يتشاورون فيما بينهم وبين الفينة والأخرى (يخرب صاحبنا من الضحك) بعدها دخل مسرعاً ليبدل ملابسه ربما طلبت أميرته شيئاً .. ومن جانبه لا يستطيع التأخر..سألته ماذا أرادت منك تلك المشعوذة؟..فيضحك لا شيء ..أريد أن أتمشى .
تركته كعادتي ..وكما كل يوم بدأت يومي في المطبخ وعادةً ما أنهيه فيه..نسيت في زحمة واجباتي كل ما دار بيننا ...وفي المساء القيت بجسمي المتعب على الأريكة ..الساعة السابعة مساءً عندي مقدسة ففيها أتابع أخبار (الحرة عراق) ..هم يعرفون جيداً إنها فترة أرفض فيها أي حركة أو كلام .. اليوم كله لهم وهذه الساعة لي .. وبينما أنا جالسة في ساعتي المقدسة ... قدمت نومة الملعونة مبتسمة تحمل بتعب (صينية) أشفقت عليها من حملها ..وضعتها أمامي ..كان والدها يقف عند الباب سألته مالموضوع ؟..فأشار بيديه ..أن لا علم لي.
نومة .. تفضلي ماما.
أنا ..... ماهذا حبيبتي؟
نومة .. برتقالة .
أنا ..... وما مناسبة هذه العزيمة؟!!!!
نومة .. أنها هدية مني لك بمناسبة عيد المرأة.
أنا ..... شكراً حبيبة قلبي .. على الأقل تذكرتي (وطبعاً محاولة الدس لمن لم يتذكر).
نومة .. وهذه لفة جبن عرب (أتخبل) لأنك أحسن أم في الدنيا.
أنا ..... حبيبتي كم أنت لطيفة وحنينة.
نومة .. و ... و...وهذه ...هذا..هذا قلمي أنه لك.
أنا ..... نومة ماذا فعلتِ؟
نومة .. لا شيء كسرت سلة الكرستال خاصتك وهذا القلم بدل عنها.
طبعاً ثرت .. ونظرت اليها بغضب.. فقالت ألم تقولي أنك سترضين بالقلم.. هذا القلم تنازلت لك عنه مع أني أحبه ثم أني لم أقصد كسر كرستالتك التي تحبين.
فما كان مني إلا أن أخذتها بحضني ومسحت دمعها وارجعت إليها قلمها الحبيب.. ثم ضحكت كثيراً حين أدركت بأني بادلت سلة كرستال ببرتقالة ولفة ولا حتى إعتذار.



#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتذار ومغفرة
- حوار في الجنة


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - لفة و برتقالة