أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - مرفوض ضوء النهار














المزيد.....

مرفوض ضوء النهار


زينب محمد رضا الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2226 - 2008 / 3 / 20 - 05:42
المحور: الادب والفن
    



(تكملة لموضوع حوار في الجنة)

وقفت واجمة كسيرة.. وهي ترى زوجها أبو أمان ينفض ملابسه ويديه ليبعد عنهما تراب قبر ابنتهما أمان.. دموعها والآم جراحها تذكرها بطريقة فقدها لأبنتها هناك.. شهيق ..زفير..شهيق .. شهيق .. شهيق دون زفير هكذا وبكل بساطة رحلت.
كيف أعود للبيت .. دون أبنتي أمان كيف أتركها هناك وهي تخاف الديدان كثيراً ويرعبها الظلام.. كيف أتحمل هذا الشقاء.. يالله رزقتني أياها دون أن أسألك يوماً .. ثم أخذتها اليك قبل أن أستعفيك منها .. لك الحمد ياخالقي إن كنت راضيةً أو غاضبة ولك الشكر إذ وهبتني صغيرتي ولي الصبر حتى يوم القاها .
أ أعود للدار .. ويدي خالية من يديك .. فراشك الوردي يسألك ... صغيرتي هل يؤلمك النوم في التراب..؟ .
لعبكِ .. شرائطكِ .. ملابسكِ .. كلها تمزقني وتملؤني جنوناً يُذهِبُ مني الصبرَ والعقلَ والتفكير.. صورتك وأنت تغنين لأختك (من زعلك من بجاك) تفقدني صوابي وصورة حسام الرسام التي بكيتِ كثيراً لأشتريها لك مازالت على الجدار..أقسم صغيرتي لن أرفعها من مكانها ما حييت وسأشتري لك كل (سيديات) حسام الجديدة.. سألتيني يوماَ هل هو متزوج فقلت لا أعلم! فقلتِ أذاً سأتزوجه وسيغني لي كل الأغنيات ..يومها ضحكنا أنا ووالدك كثيراَ وقال لك العمر أمامك طويل وستبدلين رأيك مئات المرات ..فقلتِ: لا لن أتزوج غيره.. يحزنني أنك رحلتي ولم تتزوجي وحُرِمتُ فرحتي بك وأنت عروس تسلب بجمالها كل الألباب.
يبكيني فراقك حبيبتي.. ليتك الآن معي لأغني لك كما في كل الأيام فتنامين وأطمئن لنومك فأغفو وأنام..سلام أختك تسألني (ماما أين أختي أمان).. فأسكت ولسان حالي يقول ضاعت مع الأمان.. والدك صغيرتي يكابر وقلبهُ يقطُرُ دماً.. يواسيني ساعة .. ويلعب ساعة أخرى مع سلام لعبتكم (بيت أبيوت) حتى لا تذكرك وتبكي.. يجبرُ نفسهُ على الطعام والأبتسام وتكون النتيجة قيءٌ بلا أستسلام..
ما أبشع الحياة من بعدك قرة عيني.. وما أقبح ساعات النهار.. كنت الشمس التي تشرق على داري فتملؤه ضياءً ..وبعدك النهار مظلم لا نور ولا أنوار.. لا ترى عيني اليوم أكثر مما تراه عينك من ظلمة القبر بل رفضت ختى استقبال النهار.
أتت خالاتك وعماتك وجدتك المتعبة وجدك الذي هد قواه هذا المصاب ..بكى الباكون عليك.. فجعوا ..فأستنفذوا ماء أعينهم.. ووهنوا ثم ناموا.. حتى سلام نامت بأمان إلا أنا وأبيك هذا المسكين التعبان.. طال علينا الليل .. بكينا .. أنتحبنا.. رثيناك حتى رفضنا نور النهار.. ففجيعتنا بفقدك قبل الآوان لم تبقي لنا بقية نقوى بها على رؤية مكانك في بيتنا .. ليت النور يذهب فلا يأتي بل ليته يأتي لأقبل سريرك ووسادتك ودفاترك والأقلام ..دفنتك اليوم صغيرتي وقبلك دفنت خالتك أمل منذ سنين طوال.. رفقاً ياربي بقلبي فلقد لاقى فوق ما تلاقي كل القلوب واتعبه فقدان اعز الأحباب.
لماذا أتيت الى الدنيا صغيرتي مادمت سترحلين .. لماذا أذقت عمري حلاوة ضحكك.. ولعبك..وشقاوتك.. وها أنا أتجرع الآن مرارة فقدانك .. وألم رفضي النسيان.
حبيبتي أن قدر الله لك ان تلاقي في الجنة خالتك أمل.. لا تتركيها.. وصدقيني لولا خوفي على أختك سلام أن تضيع بعدي لما بقيت في هذي الحياة ..قبلي عني خالتك.. ودعيها تقبلك عني.. ولكن منى كل الحب والشوق وكل القبلات.
وسلام من بابا ومن أختك الصغرى سلام.
وأرقدي يا صغيرتي ونامي دوماً بأمان وسلام.

زينب محمد رضا الخفاجي



#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دللول
- لفة و برتقالة
- اعتذار ومغفرة
- حوار في الجنة


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - مرفوض ضوء النهار