أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - خمسةٌ في عين الحسود














المزيد.....

خمسةٌ في عين الحسود


زينب محمد رضا الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 06:59
المحور: الادب والفن
    



أيامٌ خمسٌ.. مزروعةٌ فيها كفسيلة نخلٍ في سقف عتيقٍ رطب... تحيطه الجدران.. رأسي يتدلى.. وعيناي تدوران... روحي تفرفر مابين مغلقوق الشبابيك ومقفول الأبواب.. جسدي يصرخ .. تعبان ..تعبان ..تعبان.. وتلك الأقدام المغروسة في الأعلى جن جنونها.. فصرنا نرقص على أطراف أصابعي المعلقة في السقف ونلعن السجاد.
توازني يختل فأسقط .. وأتهاوى .. وأستلقي ولكن لا أنام.
تضحكني هذيانات الأصابع المتناثرةُ في صالة بيتي ... تلتف حولي غاضبةَ تخزرني ثم توبخني ... كيف رقصت عليَّ بحيرة بجعٍ وأنت بدينة... كنت سأرقص وحدي ويكفيك متابعة فني.. لماذا رقصتي؟؟.
خمسٌ من سنينٍ وأيامٍ.. وأصابع خمسٌ في عين كل حسود ونحنُ بلا ماءٍ ولا كهرباء ولادواء... ولا حلمٌ بأمان...
رؤساءٌ .. وكتلٌ وأحزابٌ وبرلمانٌ وبقٌ وذبان.. خمسٌ أصبرها.. وأقوي نفسي وأبتسمٌ واعدةً زوجي وأبنتاي بغدٍ بغيرِ همٍ وردي الأحلام... أعدهم وأعد نفسي بالأمن والأمان...وكان ياما كان كنت في سابق عهدي أمشي في الشارع بأمان.. وها أنا مسكونةٌ بالرعب في داري تتقاذفني الأوهام... آكل الخبز اليابس وتأكلون خيري وتشربون دمي ونفطي وحلمي بعصير فاكهة الرمان...
من منكم ... نسي المنصب .. و توقف عن سرقة كدي وتعبي فليرميني بحجر....ومن منكم .. من أي حزبٍ أو مجموعة ...أو كتلةٍ سيحاولٌ أرجاع رأسي المثقل بآلاف الهموم وأطنان المآسي وكل أصناف الكذب والوعود الى مكانه سيأخذ مني روحي وصوتي الأنتخابي والعيون... الستم تحبون تحديداً عيون نفطي اليس هذا ماتريدون؟
من ترى سيشتري لي رقبة .. قوية وطويلةً كرفبة بعيرصبور .. أخفي بها كلمات حنقي وغضبي .. وأرفع بها رأسي بعد أن عجزعن حمله صدري وضاقت بهِ الكفوف..
من يركب لي سنامين بظهري سأكون لهُ جدُ ممنون.. فالأول سأخزن بهِ ماءً صافياً والثاني طعامٌ كثيرٌ ليوم شدة صرتم تعرفوه..ديمقراطيةٌ وأحزابٌ بشتى الألوان جديدةٌ حتى على أنفسها تفتقد العقول واصحاب الشهادات وتجيد الحرف اليدوية .. والكذب والدجل وكاذب الوعود...
حرية جلبتموها ... أي حريةٍ وأنا ألبدُ خلف قضبان داري زنزانتي كالبوةٍ متوحشةٍ .. تزكم أنفها رائحة الكراسي والمناصب .. والوزراء ورؤس البرلمان... شجارهم فيما بينهم يغريني بأفتراسهم وأحلم بقطعةٍ من لحم مشوية..
خمسٌ أحلم فيها بالسعادة والهدوء والخير وتبتلع سنين عمري الف ويلةٍ ومليون بلية..
خمسٌ وثلاثون من عمري ضاعت ... أنتظر الفرح ... وخمسٌ أخرى ... سقط فيها رأسي على قدمي وعبثاً تحاول أنتشاله بقايا يدان ترتجفان.. وغيري كثيرٌ ضاع من عمره جلهُ..أفتدى بهِ وطنه وصار رأسه مجاوراً لرأسي .. ياحرام... من سيعوضني مافقدتُ وما فقدتم ... ومن سيعيد العمر للوراء.. من يستبدل قلبي بقلبٍ جديد .. ومن سيمنحني صبراً جديداً لصبري ... وأيكم يقدر على أعادة رأسي ورأسه...الى أعلى مكان...؟
يستطيعون أو لا يستطيعون ... تلك هي مشكلتنا....



#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى والذئاب
- عمو لينين وحمامة وبطة
- مرفوض ضوء النهار(تكملة لموضوع حوار في الجنة)
- مرفوض ضوء النهار
- دللول
- لفة و برتقالة
- اعتذار ومغفرة
- حوار في الجنة


المزيد.....




- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - خمسةٌ في عين الحسود