احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 06:48
المحور:
الادب والفن
في بؤرة الفهم الكومبرادوري للسلطة العربية نظرة معينة حرمت الفن ومدارسه باسم الدين بيد ان هذا الفهم ايضا لم تلبث التيارات القومية والوطنية و "التقدمية" وحتى النسوية ان استحسنته فاستعارته فاذا بها تعيش سلفيتها الخاصة بقولبة الفن التشكيلي والابداع لننتقل الى ادب واقعي وفن تشكيلي واقعي او وطني او قومي أو نسوي حاذفة كل ما يقع في المجال الانساني والتجريبي والابداعي وان تطرح مثل هذه الاسئلة على الشاعر يدل على حيوية في التساؤل عن مضمون الادب انسانيا او لا؟
في الاقتصاد فهم معين للكون وعلائقه المعقدة بل حتى اننا اليوم لا نستطيع ان نفهم العلاقات الدولية دون فك وتركيب وتجريد لما هو اساسي عن ما هو ثانوي وازاحة الكثافة لنصل الى الكشف والدهشة تماما عندما نعرف ان كيانا جديدا للغزاة الافرنجة اسمه اسرائيل وانها قلعة صليبية لـ"فرسان مالطا" أو للغرب الاستعماري الرسمي وان رايات اليهودية التي ترفعها ورايات الاسلام لمن يستقبل قادة مجرمي الحرب فيها ويحتفلون باله الصليبية تشيني نعرف هذه بازاحة الافكار التسويقية ونقوم بدراسة جدية للمؤشرات الاساسية المالية والنقدية والائتمانية والاقتصادية بين من يحملون شعارات اليهودية والاسلام من محميات الخليج السعودية وجر وبين حماة القلعة او حاملة الطائرات الصليبية التي اسمها اسرائيل واختها قطر العديد وفي الادب لن نبتعد عن فرز ما هو انساني ولا حين نعرف من يقاوم النازية الامريكية الصهيونية ومن ينفذ اجندتها وذلك عندما نقتبس اليات التجريد الاقتصادي والادبي
في هذا الحوار حديث مختلف عن الفن التشكيلي وفلسطين والاقتصاد والادب وبطاقة شخصية للشاعر الفلسطيني البلجيكي احمد صالح سلوم..في موقعي "اوراق99" ونور الادب" لصاحبتهما الاديبة الفلسطينية الكندية هدى نور الديم الخطيب:
*سؤال اول للكاتبة حنان الرشيد للشاعر:
اللوحة عندك هل أعطت شيئا للوطن .. كيف صورته وكيف قدمته .. خاصة انك ضد المباشرة .. شكرا لك سيدي ..
مرحبا بك وبأسئلتك سيدتي:
لا أسأل نفسي هذا السؤال عندما ارسم لوحاتي.. ماذا تعطي لوحتي للوطن؟ ارسم متحررا من كل ما يقيدني سواء ايدولوجيا اوافكار مسبقة ..ما يهمني كم أكون صادقا مع نفسي ؟..وهل ارسم بتوترات عالمي الداخلي وليس ما يلبي حاجات العالم الخارجي مني.. لأن انعكاسات الوطن ستكون بألوانها واحاسيسها ومفرداتها التشكيلية وليس برموزها المباشرة كالبرتقالة او السنبلة او تصويرالصهيوني بشكل معين..
لا اعتقدان ثمة لوحة اوحتى قصيدة تكافأ او تعطي الوطن شيئا ..اذا كنا صادقين مع انفسناونعكس بشفافية الالوان الساحرة والأضواء التي تضج بها الحياة في وطننا ووصلنامن خلال ذواتنا الى العالمية نكون أوفياء للوطن..على كل حال هذه عناوين لبعض لوحاتي "حنين ستي الى طيرةالكرمل" و"ملامح تضحية استشهادية"و"محرقة صهيونية غربية ضد الشعب الفلسطيني"
....................................
*سؤال ثان للكاتبة حنان الرشيد للشاعر:
أعطت الأديبة هدى الخطيب شيئا عن حياتك وأعمالك .. بصراحة استغربت أن تصدر أربعين ديوانا .. ألا يؤثر ذلك على جودة القصيدة .. اعذرني فهو مجرد سؤال ..
اجابة الشاعر احمد صالح سلوم:
- سؤالك منطقي ..فأنا لم أقرأعن شاعر يصدر أكثرمن اربعين مجموعة شعرية ولديه مخطوطات بعشرين مجموعة شعرية وهو لم يتجاوزالأربعين ولاحتى لم يتجاوز الستين..
ولكن هذا ما يحصل معي ولو لم تظهربعض المعوقات البيرقرطية في بعض الدوائر البلجيكية واهمال عربي تام لكنت قد أنهيت أكثر من مئة وعشرين مجموعة..بكل سهولة..وهذه نماذج امامك يمكن ان تحكمي على جودتها..وعلى مدونتي ظهرت أكثر من مئتي لوحة وهناك مئتي لوحة جاهزة للادراج ..ولدي خطة بعرض الفي لوحة قبل نهاية العام اذا لم تظهر معوقات واذاغيرت بعض الأمور.. وتابعي ماأدرجته من لوحات وقيمي ما هي درجةجودتها..
كماأكتب بشكل شبه يومي في جريدة "القدس العربي" واشارك ببرامج اذاعية وتلفزيونية واشرف على ست مدونات..
لست انساناخارقا ولكن الله منح الانسان طاقة بلاحدود فقط عليه ان يدرسها ويقارنها مع امكانياته وان لا ينمط نفسه على مقاس وانجازات الكاتب فلان و الشاعرعلان..كما انني امول اعمالي الأدبية من عملي اليدوي ولا أتلقى اي سنت من اي جهة عربية وغيرعربية..
............................................
*سؤال الكاتبة نادية حمدان للشاعر:
الشاعر أحمد صالح سلوم ..
سيبدو سؤالي غريبا بعض الشيء .. درست الاقتصاد فهل أثر ذلك على شعرك بشكل ما .. كأنك تطبق الاقتصاد اللغوي على شعرك ؟؟..
اجابة الشاعر احمد صالح سلوم:
اشكرك على سؤالك غير المتوقع
اجبت على سؤال شبيه به ولكن من زاوية مختلفة:التجريد في الاقتصاد والعودة الى تركيب المعطيات في اطار تحليلي.. ولكن الاقتصاد اللغوي كما طرحتيه في سؤالك هو الجديد ..سأجيب عليه بعد عرض الاجابةالأولى:
ـ الاقتصاد ليس واحداً، فهناك مدارس مختلفة منهجياً وفي طريقة تفكيك المعلومة وثم اعادة تركيبها في السياق و انا من أنصار الذين يعتبرون المادية التاريخية تقدم فهماً وتفسيراً أقرب الى العصر فأنت لا يمكن أن تفسر المكونات الاقتصادية السياسية المعقدة لعصرنا، الا بالتجريد والتجريد للعلاقات الاقتصادية في المجتمع، ومن خلال التجريد المعمق تعود الى الربط، فتصل الى فهم أوسع للكون وآلياته.
ومن هنا نشأ قانون فائض القيمة في المنشأة، ومن ثم تعمم بقانون فائض القيمة او التبادل اللامتكافئ على صعيد عالمي، وهذا تقريبا ما نسميه الاستعمار الحديث..وفي القصيدة ثمة تجريد للكلمات ثم اعادة ربط الحسي منها بالمجرد فتنجم جملة تناقضات تبعث الدهشة احيانا من قوة المفارقة او قدرتها على الكشف. وبامكانك حتى إسقاط بعض النظريات الحديثة في الاقتصاد لتقدم لك كشفا في الشعر فكما تلاحظ او ستلاحظ عبارتي بأن الأنظمة العربية ونخبتها الثقافية يطورون التخلف.
ونظرية تطوير التخلف هي نظرية اقتصادية للاقتصادي الامريكي اللاتيني بربيش، أي ان الاقتصاد يساعدنا على التفسير الأدبي وطبعا ليس التفسير الميكانيكي المباشر
- للإجابة عن سؤالك : ما امارسه شعريا اصفه أنا بالتكثيف اللغوي ولكن سأوافقك على تعبيرالاقتصاداللغوي.. فالاقتصاد بأحدى تعريفاته هو الادارة المثلى للموارد المتاحة والمحدودة..والى حد ماهذا هو احد تعاريف ا لشعر: الابداع الأمثل لمفردات محدودة لخلق الدهشة ..
.............................................
*سؤال الكاتب عبد الرحيم عبدالله للشاعر:
الشاعر احمد صالح سلوم
كل حب وتقدير لشخصك الكريم
اللون يدخل كثيرا في شعرك - حسب النماذج القليلة التي قرأت هنا - هل هذا صحيح وما أبعاده ..
فعلا نحتاج لقراءة المزيد من شعرك فليتك تعطينا بعض النماذج هنا ..
اجابة الشاعر احمد صالح سلوم:
احييك اخي عبد الرحيم عبدالله
مع كل المودة والتقدير لك
نعم ، ملاحظتك في مكانها ..لأن القصيدة لوحة تشكيلية كما أراها.. لذلك أستعير مفردات اللوحة لأضفي على قصيدتي تشابيه وايحاءات لا تفقد المتلقي طاقة التخيل بكل نضارتها وبكل عشقها للاضواءالطبيعيةالتي تملأ وتطهر اعماقنا ونحن في الغربة حيث الألوان والضوء أكثر خفوتا بكثير
أبعاد اللون هي رهينة بالقصيدة وموضوعها وقصرها او طولها ففي القصيرة تجد الألوان تميل الى شغل حيز واسع من طاقتها
عرضت بعض النماذج بعد طلبك وطلب المتابعين وسأعرض المزيد اذا كان هناك طلب لبعض النماذج
......................................
*السؤال الاول للكاتب ماجد نابلسي للشاعر:
هل ترك المخيّم أثر كبير و شعور بالتحدي في نفسك؟
اجابة الشاعر احمد صالح سلوم:
- المخيم كان شاهدا ومازال على هولوكست التطهيرالعرقي الذي أنجزه الغرب ضد الشعب الفلسطيني
تفاصيل طفولتي وبواكير شبابي ستجدها بحضورهاالثائر والطاغي في قصائدي..فقدان الانسان لأرضه وذاكرته الجماعية تعتبر اول عناصر النفس في بحثها عن ذاتها وتحديها لجبروت الاستعمار الغربي ومرتزقته الصهاينة والعرب..المخيم حاضنة ثورية تنضجنا قبل أواننا وتعجنا بجينات التحدي والعناد وكما ترى ان جيل المخيمات يحمل على كواهله القسط الأكبر من تضحيات المشروع الوطني الفلسطيني التحرري
........................................................
*السؤال الثاني للكاتب ماجد نابلسي للشاعر:
لو سألتك من أنت في بطاقة موجزة؟
اجابة الشاعر الثانية:
قدمت الأديبة هدى تعريفا شاملا عن سيرتي الذاتية..باختصار انسان عادي جدا.. يخطط وينفذ لا ييأس مهما كانت المحبطات.. يتمتع بتفاؤل ثوري احب الشمس وان تمتلأ نفسي دائما بأضواء الطبيعة الباهرة اعجبتني شمس تونس فاستكثروهاعلي وطردوني.. كنت أشرب القهوة العربية مدة ثلاثة عقود واستمتع اليوم بالقهوة الأجنبية مع الحليب ادخن عدة سيجارات في اليوم مع اني لا أبلع الدخان وكذلك السيجار والغليون.. اتابع الجزيرة والقدس العربي اجلس عدة ساعات على الانترنيت.. اصطحب ابني يزن يوميا ليلعب بركن الأطفال في الحديقة الخلابة التي تقع امام شقتنا مباشرة..سافرت في الأشهر الأخيرة الى فرنسا وبريطانيا وايرلندا والمانيا وهولندا..
.........................................................................
احمد صالح سلوم
شاعر وفنان تشكيلي
لياج - بلجيكا
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟