أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي شندي - خارج دائرة التحكم














المزيد.....

خارج دائرة التحكم


مجدي شندي

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 02:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تُمثل أحداث يومي 6 و7 أبريل في مصر طفرة غير مسبوقة ليس على مستوى علاقة السلطة بالمعارضة وإنما على مستوى الآليات ووسائل حشد الجماهير التي طوعت ثورة المعلومات للإفلات من الرقابة الأمنية الكلاسيكية التي كانت تنجح بشكل شبه دائم في إحباط الاحتجاجات عبر القبض المبكر على العناصر النشطة التي يمكن أن تحشد لها، لكنها في هذه المرة وجدت نفسها أمام عدو مجهول لا ملامح له ولا اسم ولا طريقة للسيطرة عليه.
ومن ثم فإن التوتر الذي بدا على أجهزة الدولة والتحذيرات الرسمية غير المعهودة التي سبقت الإضراب بيوم كانت توحي بمأزق كبير وجد الأمن نفسه أمامه ولم يعرف من أين يمكن أن يبدأ اشتعال النار، لذلك حاول الأمن حشد أقصى ما يستطيع من رجال وعتاد ووزعهم على أغلب المناطق السكانية حتى تلك التي لم يسبق أن شهدت أو فكر قاطنوها في تسيير تظاهرة من خمسة أفراد.
أدرك الأمن انه يواجه تحدياً غير مسبوق، فلأن آلية الاتصال باتت سريعة ومضمونة وخارج السيطرة يمكن أن تتغير الخطط والتكتيكات وأماكن التجمع في لحظة، ومن ثم تصبح كل المعلومات التي جد الأمن في محاولة معرفتها قديمة إلى درجة تثير السخرية، حدث ارتباك لم يتعوده الناس، وتشتت المجهود الأمني، وبعد أن كان في السابق يعرف المحرضين والقياديين وينتزعهم بمهارة من بين الجموع لم يعد يعرف من يحرض أو من يقود ولذلك سادت عشوائية في الاعتقالات.
ووجد أناس لا ناقة لهم ولا جمل فيما يجري أنفسهم رهن الاعتقال والتحقيق والاتهام بأشياء ربما لم تخطر يوماً على بالهم، فتم توقيف أطفال وتلاميذ صغار كانوا يحملون كتبهم ذاهبين أو خارجين من قاعات الدراسة وصحافيين أجانب ومحليين، إلى جانب حملات القبض الكلاسيكية التي استهدفت النشطاء القدامى الذين لم يكن لهم باع في الاحتجاجات وإنما فوجئوا بها كما فوجئ بها عامة الناس.
الانترنت أصبح كلمة السر في تطوير الآليات، فالداعية إلى الإضراب مواطنة عادية لا تحمل من صفات الزعامة أو الشهرة ما يمكنها من جمع خمسة أفراد، دخلت على موقع الفيس بوك الشهير وطالبت بأن يكون 6 أبريل يوماً للاحتجاج، ربما بعد أن ضاق بها الحال وأحست بكرامتها تهان في أحد طوابير الخبز الطويلة. وربما لأنها وجدت أن مصروف الشهر لم يعد يكفي لشراء نصف المطلوب، وربما لم يشطح خيالها لبعيد فتصورت أن الدعوة ستكون فتحاً لباب نقاش الكتروني مثل ملايين النقاشات المتنوعة التي تتبدد في الفضاء الإلكتروني وبعد ساعة واحدة تصبح كأن لم تكن، ولكن لأن الظروف الاقتصادية في مصر أصبحت ضاغطة والظروف السياسية ملائمة حيث كفر الناس بقدرة السياسيين على فعل شيء سواء كانوا ينتمون إلى السلطة أو المعارضة.
وربما شجع نجاح ما حدث يوم 6 أبريل في رأي النشطاء الإلكترونيين الذين وقفوا وراءه على الدعوة لاحتجاج جديد يوم 4 مايو وهو يصادف عيد ميلاد الرئيس مبارك وهذه المرة حاولوا إزالة الغموض عن هوياتهم، فهم شباب مصريون لا ينتمون إلى تيارات سياسية، وليس لهم سابق خبرة حركية , كما أنهم يئسوا من النخبة المعارضة ويحاولون القفز فوقها، بل ووسعوا نطاق حركتهم، فإذا كانت الدعوة لإضراب 6 أبريل وضعت على موقع ارتاده 70 ألف مصري، فإن دعوتهم الجديدة نشرت عبر عدة مواقع يرتادها مليون من الشباب المصريين.
وإذا كانت أجهزة الأمن ضربت أخماساً في أسداس ولم تجد ما تفعله لإخماد النيران قبل اشتعالها كما تعودت أن تفعل، فإن مهمتها ستكون أصعب هذه المرة ، ولم تعد هناك من طريقة حكومية إلا استرضاء القطاع العريض من الناس عبر سياسات تجعلهم يحسون أن حكومتهم جادة في إصلاح ما فسد ، وأن تحسناً يطرأ على حياتهم.
فالانترنت مارد أطلق من قمقمه وصار يتحكم في عصب الاقتصادات القومية من البورصات إلى شركات الطيران مروراً بقواعد بيانات الوزارات والإحصاءات والطب والعلوم، واحتل على نحو سريع مكانة غير مسبوقة في حياة الأمم ، ومن ثم فإن المساس بحرية تدفق المعلومات عبره لم تعد فكرة صائبة، إذ أنها تشبه الآن العودة للقرون الوسطى.
من ثم فإن الحكومات التي تعودت أن تأمر وتنهى وتبطش وتسجن وتقبض وتبسط فقدت كل ذلك في غمضة عين وليس من طريق إلا اللحاق بركب الديمقراطية والمساءلة والشفافية والحكم الصالح.



#مجدي_شندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطباعات حول القمة
- مصر تقزم نفسها‮ ‬
- انسداد حضاري
- طوابير للعصيان المدني‮
- ضرب مصر نوويا
- القلاع الأخيرة
- كسر خواطر ليفني
- دماء المصريين الرخيصة
- الكفر بالعروبة
- صدي الخروج من التاريخ
- نفسية الجواسيس
- مصر ..الخارجة من التاريخ (2من2
- نجاة النادي
- مصر ..الخارجة من التاريخ (1من2
- على اسم مصر
- سطوة الأمن المصري
- دستور الاستعباد
- في رئاء عطية حسن
- تحرش وسط القاهرة
- غزة المرابطة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي شندي - خارج دائرة التحكم