أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجدي شندي - في رئاء عطية حسن














المزيد.....

في رئاء عطية حسن


مجدي شندي

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 01:49
المحور: الادب والفن
    


كنا معا .. نقتسم نقودنا القليلة وأحلامنا المجهضة , على غير موعد التقينا لكن أرواحنا تمازجت , فصار بعضا مني وصرت بعضا منه . لم يكن يفصل بيني وبينه شيء , أحيانا كنت أنظر إلى ممر طوله أربعة أمتار يفصل بين باب بيتي وبيته وأتساءل لماذا ذلك الممر اللعين موجود .. صهرتنا معا صروف الدهر حملني مريضا وحملته يوم عصفت به أزمة قلبية قبل سنوات , وحين اضطرتني الظروف للسفر خارج مصر لم أكن قلقا على أولادي وجارهم عطية حسن.
كان عطية مثالا طوباويا قلما تجده في الواقع .. عمل بالسياسة في شبابه وعاد منها بخفي حنين إذ أدرك أنه لكي يجني الثمار لا بد أن يكون ملاوعا بارعا بألف وجه , وعمل بالصحافة كأشرف ما يكون , فلم يسع إلى كسب شخصي , وظل مجاملا للآخرين دون أن يسمح لأحد أن يجامله . غير أن وراء السياسة والصحافة كان يربض بداخله شاعر شفيف , يعوقه الإحباط عن غزارة الإنتاج , وتمنعه كبرياؤه من أن يلجأ إلى تسويق نفسه كما يفعل ألف شاعر يفوقونه شهرة ويفوقهم موهبة وحضورا وامتزاجا بالواقع الذي يعيشه . ظل عطية يحارب زيف الرجال ويندد به في شعره .. يقول في ديوانه الأخير نضاره شمس (كان ضل مزيف ع الحيطة... لا بينفع ولا بيضر/ زى التعاويذ الهربانة من دجال / وزى الأحلام الوردية اللى بتبرك / مع أول مطلع..) .. لكنه كان أحيانا يتساءل بينه وبين نفسه .. ماذا لو كان غير طريقه ( ايه يعنى لو كنت جميل.. ومزيف / وتراهن ع الحالة النفسية للناس وتشوفهم زى ما عايزين يتشافوا) ألم يكن قد أصبح في وضع أفضل ماديا وأدبيا .. لكن استمساكه بالقيم والمبادئ التي تعلمها من قريته (المعنى – قنا) لم تغادره أبدا .. فظل على الحافة .. على حافة الشهرة وعلى حافة الفقر .. راضيا مقتنعا بأن المبادئ ليست سلعة تباع وتشترى وإنما جزء أصيل من كينونة الرجال .
وإن رحل الجسد سيظل عطية حسن نموذجا للنبل وعزة النفس والموهبة الصامته في نظر من عرفوه , وسيظل يرمق من اقتربوا منه ولم يعرفوا مفتاح شخصيته من خلف نظارته السوداء ويبتسم ابتسامته الساخرة .. لكني على المستوى الشخصي أفتقده ويقيني أنه لاشفاء لي من مرض افتقاده .. كم كنت أتمني لو ألقيت عليه نظرة الوداع .. لكني كنت بعيدا بعيدا وهو (كان يفر جنوباً / يحمل جثته ويهاجر/ نحو حدود ترقد خلف حدود ترقد خلف حدود ) .
في الأسابيع الأخيرة انتقلت أسرتي إلى مسكن آخر .. كنت أعرف أني حين ألاقيه سيبادرني بالقول : كيف طاوعك قلبك أن تترك جواري ؟ وكنت أعرف أنني سأرد بالقول جيرتك لا تترك ولا تقدر بأموال الدنيا .. الآن وقد رحل كم أتمني أن نعيش معا حياة جديدة .. في جوار الله.



#مجدي_شندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرش وسط القاهرة
- غزة المرابطة
- الرئيس الذي تحتاجه مصر
- ماذا نفعل بأسمائنا؟
- آخر أجيال الهزائم
- حضرات الكتاب المزايدين
- ضرورة المراجعة
- أوهام-الصديق- الأميركي
- الورقة الأخيرة
- صناع الفتنة في العراق
- صمت التواطؤ
- بذاءة الدولة
- تباريح التغيير


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجدي شندي - في رئاء عطية حسن