أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - في غياب الاستراتيجية الوطنية تتصاعد معاناة الشعب العراقي. على نهج المناضل زكي خيري في الذكرى 97 لميلاده















المزيد.....

في غياب الاستراتيجية الوطنية تتصاعد معاناة الشعب العراقي. على نهج المناضل زكي خيري في الذكرى 97 لميلاده


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 10:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حددت الحركة الشيوعية العالمية بناء على تجاربها التاريخية ونهجها المادي الديالكتيكي استراتيجيتها الوطنية والاممية طالما بقي النظام الراسمالي قائما، بان العدو الرئيس هو علاقات الانتاج الراسمالية الذي تجسده هيئة اركانها المتمثلة في اقطاب كل مرحلة من مراحل تطورها . فقد تحكمت بمصير البشرية الامبريالية البريطانية لاكثر من قرن. و ادى تطور صراع البشرية ضدها الى تطور الوعي الوطني والطبقي ونشأت وتطورت حركة الطبقة العاملة المهنية (النقابية) والسياسية (الاحزاب الشيوعية) التي استطاعت ان تربط النضال الطبقي بالنضال الوطني ، والمطالب الانية للطبقة العاملة بالنضال ضد الحروب والهيمنة الاستعمارية . واستطاع الحزب الشيوعي الروسي في ظل هذه الاستراتيجية ان يحقق اول خرق لعلاقات الانتاج الراسمالية ولهيمنتها على العالم واصبح مثلا يحتذى، ونظامه املا يرتجى، لجميع شعوب العالم . ولذلك بدأت الامبريالية الامريكية عصرها بهدف القضاء على هذا المثل بالعمل على تشويهه ونخره من الداخل، ودفن الامل بتدمير كل قواه جسديا وفكريا . واذ تمكنت من خلال ادواتها من الطبقات المتملكة وقدرات عسكرية واقتصادية وسياسية وايديولوجية لشل ارادة البشر وتشويه وعيهم ، من افشال اغنى تجارب البشرية، وانهيار الحركة الشيوعية العالمية، فانها لم تستطع اليوم مواجهة ازمة وجودها الكامنة في احتدام تناقض مكوناتها . فلم يعد التناقض الرئيس بين الشغيلة والراسمالي التناقض الوحيد كما كان في مرحلة المنافسة الحرة من تطور الراسمالية، بل دعمه التناقض بين الشعوب المستعمرة والتابعة وبين الاقطاب الراسمالية في المرحلة الامبريالية . ثم دعم التناقضان بالتناقض الاكبر والاشد والاشمل بين البشرية عموما وعلاقات الانتاج الراسمالية وقطبها الاكبر الامبريالية الامريكية في مرحلة العولمة الراسمالية . فقد اصبحت علاقات الانتاج الراسمالية واقطابهاخطرا داهما يهدد وجود البشرية.
ان ما يشهده العالم من تطورات ادت الى تبلور هذا الترابط بين الاسترتيجية الوطنية والاستراتيجية الاممية وليس الى ضياع الاستراتيجيتين او الفصل بينهما، بل وفرضته كضرور موضوعية لمواجهة القطب الاكبر بكل عنفوانه وجبروته لاسيما وهو يستميت في مقاومة سكرات الموت. كما ادت هذه التطورات الى نشوء وتطور العولمة الانسانية وما تهيئه من امكانيات لتطور الحركة الشيوعية المتجددة القادرة على قيادة نضال العولمة الانسانية والحركة الوطنية نحو تحرير كل شعب وصولا لتحرير البشرية
وعلى ضوء الماركسية وتجارب شعبنا فضلا عن تجارب البشرية والحركة الشيوعية العالمية صاغ فهد الاسترتيجية الوطنية لشعبنا ولعموم الحركة الوطنية واوضحها في ادبياته وربطها بالاستراتيجية الاممية بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي . وخاض شعبنا معاركه الوطنية في ظل هذه الاستراتيجية التي حددت الامبريالية البريطانية هي العدو الرئيس لشعبنا وحددت الحلقة المركزية لكل مرحلة من مراحل تطور حركتنا الوطنية من الربط بين الحريات الديموقراطية والتحرر من الهيمنة الامبريالية الى النضال من اجل حقوق الطبقة العاملة والتحرر من هيمنة الامبريالية التي تهيمن على اهم المرافق الاقتصادية، الى النضال من اجل حقوق الفلاحين وربطه بالنضال ضد الاقطاع الركيزة الاجتماعية للهيمنة الامبريالية، والنضال من اجل تحرير المرأة لاطلاق طاقات نصف المجتمع في النضال ضد الامبريالية. وتحديد الحلقات المركزية في كل مراحل تطور الهيمنة الامبريالية من عقد اتفاقيات النفط او عقد المعاهدات مثل معاهدة 1930 او في مرحلة تجديدها بمعاهدة بورتسموث وفي عقد حلف بغداد ، وصولا الى ثورة 14/تموز لتحقيق اهداف جميع فئات الشعب العراقي المرتبطة بتحرير الوطن التام من أي قاعدة عسكرية وكل جندي بريطاني .
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم ضيعت الاستراتيجية الوطنية والاممية في غمرة تزايد تاثير الترابط الوطني والعالمي في ظل العولمة الراسمالية وطموحات قطبها الاكبر الامبريالية الامريكية في الهيمنة على العالم، من جهة وترهل الحركة الشيوعية من الجهة الثانية . وتجسد ذلك من خلال الفصل بين العدو الرئيس وادواته. ومنذ ذلك الحين حتى رحيله ناضل زكي خيري من اجل حماية الاسترتيجية الوطنية من التغييب والتشويه ونبه الى مخاطر ذلك على الوطن وما يحمله لشعبنا من كوارث ومحن. واكد على اهمية الربط بين النضال ضد الدكتاتورية بالنضال ضد الاسترتيجية الامريكية المحركة والداعمة لجميع حروبها والموجهة لسياستها الارهابية ضد شعبنا .. في حين اصبح اقطاب انقلاب البعث الفاشي عام 1963 الاعداء الرئيسين بمعزل عن القطار الامريكي الذي حملهم والامكانيات التي سلحهم بها لتنفيذ انقلابهم وابادة اعدائهم. واستمر تغييب الاستراتيجية الوطنية وتبديد كفاح الشعب العراقي وتصاعدت معاناته، بل وكوارثه مع التقدم في تحقيق الاستراتيجية الامريكية بالنسبة للمنطقة ولشعبنا ووطننا وصولا الى القبول بالاحتلال الامريكي لوطننا للتخلص من الدكتاتورية ، بل والانخراط في استراتيجيتها من خلال المساهمة في اداتها الرئيسية، العملية السياسية. وتبرير تواجدها بحماية الامن من الارهابيين والمليشيات الذين تمولهم وتدربهم، واعتبارهم العدو الرئيس . و رهن جلاء قوات الاحتلال، بتمكين شعبنا من اعادة الامن والاستقرار في ربوع الوطن وتأمين شروط ومستلزمات التعجيل بالجلاء التام للقوات الاجنبية وتصفية تركة الاحتلال!!. فهل ستتيح قوات الاحتلال امكانية اعادة الامن والاستقرار لشعبنا وبناء قواته الامنية الوطنية ؟ ونحن نشهد استمرارها في اثارة مختلف اشكال الحروب الاهلية والطائفية بهدف تقسيم العراق وانهائه وهيمنتها من خلال ادواتها ومستشاريها على القوات المسلحة وتدريبها. ووسط كم هائل من الاستثارة العاطفية يجري تبرئة قوات الاحتلال من حقيقتها واعتبارها مجرد قوات اجنبية، وتبرئة الاحتلال وادانة تركته!! واخيرا وليس الاخير، طالما بقيت الاستراتيجية الوطنية مغيبة، اعلان قبول التفاوض على اتفاقية تنظيم تواجد القوات الامريكية في العراق، أي القبول باستمرار الاحتلال لاماد غير محددة تتيح لقوات الاحتلال ادامتها من خلال هيمنتها على كل مقدرات شعبنا. وتستيرهذا الموقف المسيء للحركة الوطنية ولتاريخ شعبنا ببراعة الالفاض الثورية كالتحدي والمواجهة ومهارة وذكاء الوفد المفاوض!! وتعليق متطلبات هذا التحدي بتحقيق طائفة من المهمات السياسية الوطنية الديموقراطية واخرى اجتماعية واقتصادية دون ربطها بالنضال ضد الاحتلال، التي يتطلب تحقيقها عقودا من النضال في ظل الاحتلال.
نعم نحن الان في القرن الواحد والعشرين وفي عصر العولمة الراسمالية وقطبها الاكبر الامبريالية الامريكية ، فضلا عن انهيار الاتحاد السوفيتي وانهيار الحركة الشيوعية العالمية ولكن علاقات الانتاج الراسمالية وقطبها الاكبر ايضا تعاني من ازمة مصيرية كبرى يجري تحميل جميع شعوب العالم نتائجها . فانخفاض سعر الدولار ادى الى ارتفاع جميع اسعار وسائل معيشة البشر في العالم. وتتصاعد في جميع انحاء العالم النضالات الطبقية والوطنية والعالمية وتتصاعد مقاومة شعبنا للاحتلال. ولكن هذه القوى جميعها تبقى بامس الحاجة الى تبلور استراتيجيتها الوطنية والاممية وبدون ذلك تتبدد طاقاتها وتتيه اتجاهاتها وتتصاعد معاناتها، وفي نفس الوقت تتيح للعولمة الراسمالية امكانية تجاوز ازماتها
ان الامبريالية الامريكية اليوم بحق العدو الرئيس لشعبنا ولعموم البشرية وهدفنا الرئيس تحرير وطننا من الاحتلال الامريكي وكل ادواته ووسائله. و الحلقة المركزية اليوم هي النضال ضد الاتفاقية الامنية مع الامبريالية الامريكية بكل مكوناتها الامنية والعسكرية والاقتصادية بما فيها قانون النفط والغاز. فاقرارها يعني اقرار بل تشريع ادامة الاحتلال وكل وسائله وادواته لاستعباد شعبنا ونهب خيراته وتقسيم وطننا وانهائه.
فالى النضال الجماهيري بمختلف اشكاله ضد هذه الاتفاقية وتصعيد جميع اشكال مقاومة شعبنا للاحتلال وادواته واخطرها اليوم السلاح الايديولوجي الهادف لتغييب الاسترتيجية الوطنية والاممية وتغذية الاوهام واليأس والتضليل واضعاف الثقة بقدرة شعبنا والبشرية على قهر اعدائها وبنا العراق والعالم الحر.
المجد لكل شهداء شعبنا الذين ضحوا بحياتهم من اجل عراق حر وشعب سعيد
والذكرى العطرة للمناضل زكي خيري الذي كرس كل حياته من اجل عراق حر وشعب سعيد



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غياب الاستراتيجية الوطنية تتصاعد مآسي الشعب العراقي القبو ...
- في ذكرى ميلاد المناضل زكي خيري يتجدد اهداؤه للامهات العراقيا ...
- تصعيد خطير للفوضى الخلاقة لتحقيق الاستراتيجية الامريكية في ا ...
- عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي عيد ميلاد عراق حر وشعب سعيد ...
- الدراسة العلمية للواقع ولتجارب الماضي ضمان لوحدة القوى الوطن ...
- العراق القلب النابض للبشرية
- الوطن يناديكم والشهداء يستصرخونكم والنضال يحرركم ويوحد صفوفك ...
- مؤتمر البرلمانيين العرب ومخطط تعميم النموذج العراقي في الهيم ...
- تحية حب وتقدير للسيدة شهرزاد
- يوم المرأة العالمي هو يوم النضال لتحريرالانسان من استغلال اخ ...
- اين اقطاب مدنيون من اعلان اقتسام الهيمنة على شعبنا وثرواته ب ...
- تحرير شعبنا رهن بتحويل دعوة مدنيون ديموقراطيون الى حركة جماه ...
- الفوضة الخلاقة تهشم الهيمنة الامريكية وتنعش رمم الامبراطوريا ...
- هل انتقلت المقاومة الوطنية حقا من روح الوطنية الى حضن الطائف ...
- jتكفي القوى الوطنية خمس سنوات من التطلع وآن الاوان لاطلاقها ...
- اين تحالف مدنيون من الاتفاق الامني مع الامبريالية الامريكية
- ليبقى 14/تموز العيد الوطني لشعبنا ومفخرة كفاحه واول انتصارات ...
- كل الادانة لجرائم النظام السلفي العنصري الايراني ضد الشعب ال ...
- الاتفاق الامني المتبادل مع القطب الاكبر للعولمة الراسمالية ا ...
- المخاض الجديد للحركة الشيوعية الوطنية والعالمية يفرضه المنعط ...


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - في غياب الاستراتيجية الوطنية تتصاعد معاناة الشعب العراقي. على نهج المناضل زكي خيري في الذكرى 97 لميلاده