تحرير شعبنا رهن بتحويل دعوة مدنيون ديموقراطيون الى حركة جماهيرية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 11:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

جاءت اهمية دعوة مدنيون ديموقراطيون من سعة القاعدة الجماهيرية التي ما زالت تؤمن بامكانية استعادة قادة اقطاب الدعوة لشعورهم الوطني وتاريخ احزابهم المجيد، على الرغم من عدم تضمين برنامجها الهدف الرئيس وهو تحرير الوطن وانما وضعته كحصيلة عفوية لاهداف لايمكن تحقيقها في ظل الاحتلال. لقد اضطر اقطاب مدنيون الى استخدام هذا الاسلوب الجماهيري، الذي كافحوه خلال خمس سنوات وفقا لمساومتهم مع المحتلين، واستغلاله لاستعادة مواقعهم في العملية السياسية التي تقودها قوات الاحتلال علنا، بعد ان همش دورها بوزير في حكومة يديرها بوش عبر جلسات تلفزيونية مغلقة مع رئيس الوزراء، وكرسيين في برلمان لا تكتمل جلساته الا عند اقرار قوانين تضمن مصالح اعضائه الشخصية او بعد تنضيج مساومات لضمان مصالح فئوية متبادلة. ولم يشهد لمندوبيها دور، لانقاذ الشعب العراقي من الكوارث التي يعانيها ومن القوانين والمخططات التي تعد لادامة استعباده ونهب خيراته، بل دأبوا على تمرير امثالها بادعاء التحفظ على بعض بنودها وبالواقعية!!. وصعد اقطاب الدعوة خلال حملة جمع التواقيع وعرض نتائجها، المقابلات الصحفية والتلفزيونية واعلانهم عن ان السبب الرئيس لازمة العملية السياسية هو تهميش القوى السياسية وابعادها عن صنع القرار. وان السبيل الوحيد لحل ازمة العملية السياسية هو في اشراك جميع القوى السياسية في صنع القرار . الامر الذي مكن رئيس الوزراء من خفض مدها بالتصريح بضرور ضم احد اقطابها الى اللجنة السياسية التنفيذية التي تضم اعضاء رئاسة الجمهورية واعضاء رئاسة الوزراء ورؤساء التكتلات الكبرى أي عبد العزيز الحكيم، رئيس الائتلاف الاسلامي ، ورئيس الائتلاف الكردي مسعود البرزاني. هذا التصريح ادى الى خفوت الدعوة رغم انه لا يختلف عن عشرات التصريحات التي يدلي بها رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية التي لاتبقى حبرا على ورق فقط اذا لم يوافق بوش عليها بل، وعلى رئيس الوزراء اورئيس الجمهورية الادلاء بتصريح مناقض لها امعانا في كشف سطوة الهيمنة الامريكية على الحكومة العراقية.
نعم لقد اضطراقطاب دعوة مدنيون ديموقراطيون الى استخدام هذا الاسلوب الجماهيري للضغط على حلفائهم في العملية السياسية لاستعادة مواقعهم في العملية السياسية ، وهم يتصورون ان شعبنا عقيم ولم ينجب قادة سياسيين مخلصين للشعب والوطن، وان في قدرتهم التلاعب بمشاعر الجماهير وتحويل الدعوة من وسيلة تحريك الى وسيلة لتعميق اليأس وخيبة الامل من خلال اخمادها . الامر الذي يضع على عاتق طلائع شعبنا الواعية التي بلورتها سنوات الكفاح لانقاذ شعبنا مما عاشه ويعيشه من كوارث ، مهمة انقاذ هذه الدعوة التي استطاعت تحريك الجماهير، وهي تدرك جيدا ان اية دعوة لتوحيد القوى الوطنية تذروها الرياح اذا لم تتحول الى حركة جماهيرية، مهما جمعت من تواقيع. فجمع التواقيع هي نقطة انطلاق لاي دعوة لا يتعدى دورها التوعية والتحريك.لا يمكن الغاؤها واسدال ستار النسيان عليها فقط بل، واستخدامها سلاحا لبث اليأس وخيبات الامل. ولذلك على الطلائع الثورية ، العمل على تحويل الدعوة الى حركة جماهيرية من خلال: دعمها بنشاطات جماهيرية، كعقد اجتماعات جماهيرية، وندوات لمناقشة برنامجها واشراك الصحافة وشاشات التلفزيون الوطنية والعالمية، والعمل على تطويربرنامجها. وتشكيل لجان شعبية لتحويله الى جدول عمل تناضل الجماهير عبر مختلف الوسائل والاساليب لتحقيقه . والعمل على ربط النضال من اجل تحقيق أي من اهدافه بالنضال من اجل تحرير الوطن من الاحتلال.فضلا عن اعطاء الاولية للنضال ضد الاهداف الاستراتيجية للاحتلال كالنضال ضد قانون النفط وضد اتفاقية الامن المشترك اللتين تضعان الاسس لاحتلال الوطن ونهب ثرواته الدائميين.
وعلى الرغم من ان الساحة الرئيسية لتحقيق دعوة مدنيون ديموقراطيون، اوالافضل تسميتها وطنيون ديموقراطيون هو الوطن، الا ان لوطنيي الخارج دور كبير في التوعية و التحريض ومناقشة البرنامج وتطويره، من خلال الصحافة الوطنية والعالمية والانترنيت وتطوير الدعم العالمي لقضايانا الوطنية وتعرية وسائل واساليب الاحتلال الامريكية المنافية للقوانين الدولية ولحقوق الانسان . و تشكيل لجان تنسيق وطنية ومحلية بل وعالمية لتنظيم فعاليات جماهيرية خارج الوطن وتوسيع الدعم العالمي .
لقد اثبتت تجارب شعبنا وجميع شعوب العالم بان وحدة القوى الوطنية الديموقراطية، هو السبيل الوحيد لتحرير الوطن من جميع اشكال الهيمنة الامبريالية . ودعوة مدنيون ديموقراطيون ، على الرغم من انطلاقها باسم اقطاب ساقطون وثغرات برنامجها ، حظت بدعم واقبال الجماهير لانها ذكرت الجماهير بتجاربها التاريخية المرتبطة بتاريخ احزاب اقطابها وما حققته من انجازات وطنية تاريخية عمل الاحتلال وكل ادواته على اسدال ستار النسيان عليها : بالارهاب والتقتيل، بالرعب واليأس بالتجويع والتجهيل، فضلا عن التضليل على اختلاف وسائله الدينية والسياسية . وعلى الطلائع الوطنية الديموقراطية، على اختلاف اتجاهاتهم السياسية توحيد صفوفهم والتعالي على كل خلافاتهم وصراعاتهم وتوجيه كل طاقاتهم لتوعية وتعبئة الجماهير لاطلاق نضالاتها المتنوعة الوسائل والاساليب و تعزيز ثقتها بقدراتها على تحرير الوطن وبناء العراق الديموقراطي الموحد، فهي منجبة الابطال وصانعة التاريخ .

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات