جريمة بيع اطفال العراق احد افضع جرائم الاحتلال الامريكي التي تستوجب تجريم الادارة الامريكية عالميا

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:44
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

ادانت البشرية الفاشية الهتلرية على ما اقترفته من جرائم بحق البشرية من خلال حربها التي خاضتها للهيمنة على العالم التي اطلق عليها الحرب العالمية الثانية وشكلت محكمة عالمية لمحاكمة اقطابها عرفت بمحكمة نورنبرغ . واصدرت قرارها التارخي باعتبار الفاشية الهتلرية عدوة البشرية وعلى اقطابها باعتبارهم مجرمي حرب. واليوم حيث تغطي جرائم الامبريالية الامريكية معظم بقاع العالم ، ويزخر تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا بجرائم ليس لفضاعتها مثال ولا لمدى ابادتها وتأثيرها الجغرافي والزماني حدود. ولم تعد الجرائم الفضيعة التي اقترفتها الفاشية في حربها التي استمرت خمس سنوات الا نموذجا اعتياديا لما تقترفه قوات الامبريالية الامريكية في حربها المستمرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الان تحت مختلف الشعارات . بدءا بشعار مكافحة الشيوعية وصد التوسع السوفيتي وصولا الى مكافحة الارهاب . وسجلت بدايتها بضرب هورشيما ونغازاكي بالسلاح النووي وابادة مئات الالاف من سكانهما فضلا عن اعطاب مساحات شاسعة واجيال من سكانهما لمئات السنين دون ان تكون لهذا القصف أي مبرر عسكري او مدني وانما من اجل الاعلان عن تفوقها العسكري وانفرادها بامتلاكها للسلاح النووي لتبرير مخططاتها للهيمنة على العالم . وعلى الرغم من كل الضجة العالمية والتي شملت الشعب الامريكي ضد حربها وجرائمها في الفيتنام فلم يكشف حتى الان عن الكثير من تلك الجرائم التي اقترفتها قواتها ضد الشعب الفيتنامي، عن ملايين الاطفال الذين ماتوا بمختلف اشكال الاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا ومن الاوبئة ومن سوء التغذية وتحت عجلات الدبابات ونتيجة القصف وكم منهم بيعوا او هربوا وفقدوا معيليهم وسخروا كعبيد لاسياد يتاجرون بالبشر واعضائهم وبالجنس. ورغم كل تلك الجرائم سجلت الحرب الفيتنامية اول صمود بشري امام توسع الهيمنة الامريكية على العالم وضربة قاصمة لطموحات اقطابها. انعكست بالبحث الهستيري عن مزيد من اسلحة الدمار الشامل والتفوق العسكري في سباق تسلح شمل العالم وارهق البشرية، فضلا عن تطوير مختلف اشكال اسلحة الدمار الشامل المدنية من اسلحة ايديولوجية و بايولوجية وسايكولوجية واجتماعية . كماسجل سكوت البشرية عن جرائم الادارة الامريكية بل ونسيانها اكبر نقطة ضعف في وعيها، بل وترهل طليعتها. فلم يبادر حتى اقطاب الحركة الشيوعية العالمية التي سجل انقسام صفوفها بوادر هزيمتها، بطلب محاكمة الادارة الامريكية عن جرائمها التي فاقت جرائم الفاشية الهتلرية، بحق الشعب الفيتنامي. الامر الذي شجع الامبريالية الامريكية على المضي في مخططاتها للهيمنة على العالم .وساهم انهيار المنضومة الاشتراكية والازمة الحادة للحركة الشيوعية العالمية الى جانب الثورة العلمية التكنولوجية في فرض العولمة الراسمالية وتوطيد موقع الامبريالية الامريكية كقطبها الاكبر، رغم التناقض البنيوي بين مرحلة العولمة الراسمالية التي لاتقوم سيادتها على اساس امبريالي تجسده دولة امبريالية واحدة ولمصلحة راسمالييها بل على سيادة الراسمال العالمي الذي لايعرف الحدود الوطنية. ويتجسد هذا التناقض اليوم بالازمة الاقتصادية الكبرى التي تهدد علاقات الانتاج الراسمالية عموما وليس الاقتصاد الامريكي فقط والذي ينعكس بالجرائم المفرطة التي تقترفها الامبريالية الامريكية للاحتفاظ بمواقعها وبحماية علاقات الانتاج الراسمالية . فالجرائم التي اقترفتها للهيمنة على العراق ثاني اغنى بلدان العالم بالنفط التي ادت الى اضطرار أم الى بيع طفلتها وهزت ضمير العالم الى جانب مئات الجرائم التي تهز ضمير العالم وتقشعر من هولها ابدانهم كتعليب رؤس البشر وارسالها لتفتح في مدارس الاطفال وتقطيع اجساد الابناء وارسالها الى عوائلهم وانتشار الجثث والرؤس المقطوعة في الشوارع واغتصاب النساء والتمثيل باجسادهن وغلق جميع فرص العمل وفتح طريق واحد للعيش طريق امتهان القتل بالالتحاق بفرق الموت والمليشيات وفرق الصحوة المسلحة. ولا تزال جرائم قوات الاحتلال الامريكية في العراق تتصاعد رغم مرور خمسة اعوام على الاحتلال أي ما يقرب من طول الحرب العالمية الثانية وتشير الاحصائيات الى تفوق مقدار وقوة الاسلحة الامريكية التي استخدمتها القوات الامريكية في العراق عن كل ما استخدم في تلك الحرب وتفوق الجرائم التي استخدمتها لتركيع شعبنا جميع جرائم الفاشية. وحتى افران الغاز وغيرها مارستها قوات الاحتلال في العراق وبمقياس اوسع في معركة المطار وفي معركة الفلوجة ضد السكانها المدنيين .
فلا الازمة الاقتصادية الكبرى التي تعانيها الامبريالية الامريكية وعموم النظام الراسمالي العالمي التي لعبت فيها المقاومة الباسلة لشعبنا دورا كبيرا بما حملت الاقتصاد الامريكي من اعباء كبيرة ولا الازمة السياسية والاجتماعية التي خلفتها قادرة لوحدها على دحر الامبريالية الامريكية وانقاذ البشرية من جرائمها المنفلته والتي تزيدها الازمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هستيرية ، بل ان ما ينقذ البشرية عموما والشعب العراقي خصوصا من الفناء هو تصعيد النضال الجماهيري العالمي الفعال بجميع اشكاله، ضد العولمة الراسمالية وقطبها الاكبرالامبريالية الامريكية واسناد ودعم مقاومة شعبنا على اختلاف اساليبها وادواتها ضد الاحتلال وادانة الادارة الامريكية كمجرم حرب والعدو الرئيس للبشرية اسوة بالفاشية الهتلرية

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل